الشلة مرة أخرى
الثلاثاء, 06 فبراير, 2018 - 10:58 مساءً

لا أود الاستمرار في تناول موضوع فهد طالب الشرفي وبقية الشلة التي يرأسها في الرياض وما تمارسه بحق الصحفيين اليمنيين المتواجدين هناك، أو اولئك الذين غادروا المملكة، أو حتى ناشطين لم يدخلوا الممكلة بالمطلق.

فقد كتب الكثير في هذا الجانب، سواء من أشخاص نعرفهم أو لا نعرفهم، وكلما كتب لا يعني صراخا او عويلا، بل لإزالة القناع المزيف لذلك الشخص وإظهار صورته الحقيقية، بعد أن خادع الكثير وهو يتلبس رداء الوطنية، ويرتدي جلباب الشرف والنزاهة.

كثيرون هم الضحايا، وما ظهر منهم شاكيا، هم ممن تمكنوا من الفكاك ومغادرة المملكة، اما من ظلوا هناك فقلوبهم مليئة بالكثير من الكلام الذي يمكن أن يتحدثوا به في هذا الجانب، وهم معذورين، فعندما يتصدر مثل هؤلاء المشهد، وترتبط بهم مصالح الناس، فحتما سيتوارى الكثير، ويغلب الهدوء والسكينة على المكاشفة والمصادمة، خوفا من التعرض لاي ضرر، أو حفاظا على مصلحته.

آخر المعلومات تتحدث عن كشف تم رفعه من تلك الشلة لجهات أمنية سعودية ويضم عدة اسماء لصحفيين وناشطين يمنيين 90 بالمية منهم مقيمين في الرياض، والتهمة الموجهة لهم هي الانتماء للاخوان والولاء لقطر، والعمل ايضا مع توكل كرمان.

لا يبدو الأمر غريبا، بل مالوفا لدى هؤلاء الذين تعودوا على رفع القوائم، وتدبيجها، والبحث كالذباب في أماكن الوسخ والنجاسة، فتلك هي مهمتهم التي أوكلت لهم، وعليهم أن ينفذوها بنجاح وإتقان، فهي مؤهلهم الوحيد للعيش، وأكل لقمة العيش.

ما يلفت الانتباه هنا أن كل تلك الاسماء التي رفعت بتلك الشبهات هي ممن يكن الكثير من الاحترام والتبجيل للمملكة ملكا وشعبا ودولة، ودافع عنها، وتعرض الكثير منهم للمضايقات والاتهام بالارتزاق من قبل الحوثيين وغيرهم بسبب دفاعهم عن المملكة، وطوال فترة اقامتهم في الرياض لم ترصد لهم مخالفة واحدة، أو حتى جنحة في تعاملهم مع السلطات السعودية، أو مع المواطنيين السعوديين.

وهنا تظهر أحد دوافع تلك الشلة، وبالمناسبة ليس فهد لوحده، بل يسانده آخرين، إما بدوافع الحصول على المنفعة كالمال وغيره، أو بدافع البقاء داخل المملكة، أو يتشاطرون معا مشاعر الانتقام من الآخرين.

دوافع تلك الشلة التي ظهرت هي اختلاط مهمتهم الاستخباراتية بغريزة الانتقام من تلك الشخصيات، سواء لسبب نجاحها، أو للاختلاف السياسي معها، وهنا تكون تلك الشلة قد نقلت أمراضها المحلية التي جاءت بها من اليمن الى داخل السعودية، وتستغل السلطات السعودية للانتقام من الخصوم، بتلك الطريقة المليئة بالفجور والبهتان والزور.

وبالنسبة لعملية الولا لقطر فهي التهمة المفضلة لاولئك، إضافة الى استغلال الازمة الخليجية في هذه العملية حتى يتم تجميع الكثير من الأسماء، والعزف على الوتر السعودي في هذا الجانب، أما تهمة الانتماء للاخوان فهي الأكذوبة الكبرى، فأغلب من تم الرفع باسمائهم يتوزعون على عدة احزاب سياسية، وتلك الاحزاب موجودة في الرياض، وتمارس عملها السياسي من داخل السعودية.

شخصيا لا أرى في الأمر أي جديد، فالمدعو فهد الشرفي عرف بمهمته قبل أن ينتقل للرياض، لكنه ازداد إفكا هناك، وجرى تطعيم مهمته بأشخاص قدموا من صنعاء قبل نحو ثلاث سنوات ليكتمل الفريق، وتلك مشيئة الأقدار الحميدة كما يتصورها هؤلاء.

الملفت الكبير هنا هي وجهة النظر السعودية، هل يعقل أن تصغي السلطات السعودية لمثل هؤلاء؟ وهل يقبل السعوديين أن تتسبب تلك الشلة بإفساد الصحفيين والساسيين والناشطين ونفورهم من الرياض ومسؤوليها بسبب هؤلاء؟ هل من المعقول أن تقبل الرياض بشلة من المطبلين الاسكافيين، وتخسر طابور طويل من الشخصيات التي هرعت إليها ورأت فيها أخا أكبر، وجارا عزيزا، وأملا عريضا.

إن كانت الرياض تقبل فعلى هؤلاء أن يغسلوا أيديهم، وأن يدركوا أن الزمن هو زمن الخساسة والنذالة، ولا مكان هناك للشرفاء والوطنيين، وإن كانت لا تقبل فعليها أن تعيد حساباتها في هذا الجانب، وأقول هذا من وجهة نظر شخصية بحق زملاء أعرف مدى اخلاصهم وحبهم للبلد الذي يقيمون فيه.

وعلى الجهات السعودية أن تسال نفسها لماذا تتوسع كل يوم دائرة المناوئين لها خاصة من الصحفيين والناشطين، خصوصا اولئك الذين كانوا يوما ما داخل اراضيها، ولا تركن الجهات السعودية لتهم قطر والاخوان وغيرها من التهم الماجنة، ولتعلم أن من يعمل لها اليوم بفلوس سيخونها غدا بفلوس أكثر.

ومن الملفت ايضا مطالبة البعض لرئيس الوزراء أو الحكومة الشرعية أن تؤدب هذا الشخص، فهم كمن يطلب المستحيل، فالحكومة تدرك ما يفعله هؤلاء، ولا استبعد أن هؤلاء يؤدون دورهم بدعم من أطراف بالحكومة نفسها.

ينبغي هنا على الصحفيين وكل المتضررين أن يرفعوا أصواتهم بوضوح، ويقولوها "لا" بكل شجاعة، وعلى نقابة الصحفيين ايضا أن تساندهم، فلا يعقل أن يتعرض هؤلاء لبطش الحوثي في اليمن، وحينما فروا بأجسادهم يتعرضون لبطش الصديق والشقيق بفعل تلك الشلة.

بقي أمرا واحدا، فكما تقول العرب لكل عبدا سيد، فأبحثوا عن سيد فهد وولي نعمته، وتوجهوا إليه بشكواكم، والجميع يعرف من هو سيد فهد، الذي عاش معه في منزله، وورث مهنة شؤون منزل سيده ابا عن جد، والقصد هنا ليست الإهانة بل التذكير، فلكل مربط قيد، ولكل شارد مأوى، إلا من شرد في التيه.

آخر الكلام: ينبغي أن يدرك الجميع سواء الرياض أو تلك الشلة، أن من حق الآخرين الدفاع عن أنفسهم، ولا تضرب بخنجرك شخصا ثم تسأله لماذا تتألم، ولا تنتظر من شخص أسأت إليه، أن يقول لك شكرا.
 

التعليقات