عمر دوكم .. الروح والمشروع
الثلاثاء, 03 أبريل, 2018 - 11:36 مساءً

لقد خرجت تعز عن بكرة ابيها لتوديع ابنها (عمر دوكم) كما لم تخرج من قبل لتقول للقتلة لن تفلتوا من العقاب وان توجع تعز سيكون وجعا لكم.

خرجت كأمواج البحر تحمل الوعد والوعيد، وانسابت كالمزن المسكوب من عرش الرحمن لتعبر انها موطن القيم الاخلاقية وقاعدة الثورة والدولة وزاوية الاعتدال وامة الوسطية في الدين والسياسة والأخلاق.

لم يعد (عمر دوكم) فردا وانما سفرا يقرا، تقرأه الأجيال كمصلح عظيم ولن يقرأ هذا السفر كما ينبغي بدون تجرد روح ونقاء نفس ورفعة خلق، وسيذهب كل يقرأ هذا السفر الابيض على طريقته و بعبن هواه بلا جدوى.

فالعين الملوثة بالانانية المصابة بالتعصب من اي نوع لا ترى الإ ذاتها المريضة وصورتها العوراء فتحرم من كل خير وتحجب من كل نور

ودعت تعز( عمر دوكم) بعد أن تحول في نظر الناس مشروعا يمثل الحلم والمستقبل الذي يقاتل ويناضل اليمنيون لبلوغه جيلا بعد جيل وشهيدا بعد شهيد وقائدا بعد قائد

والمفارقة العجيبة أن يأتي استشهاده في ذكرى رحيل ابى الاحرار الشهيد (محمد محمود الزبيري)، وهي مفارقة عجيبة تذكرنا بوحدة القضية وواحدية الثورة كما تطرح الشبه بين الرجلين، ثورة وخلقا وروحا وبيانا وتسامحا وحبا للشعب.

لقد خرجا من مشكاة واحدة مشكاة الشعب اليمني بقيمه وحلمه وعراقته، حيث يمضي الباحثون عن انقاذ الشعب الواهبون دمائهم جيلا بعد جيل و عظيما أثر عظيم بعطاء باذخ التضحية والكرم.

بحثت عن هبة احبوك ياوطني

فلم اجد الا قلبي الدامي

لقد مكث (عمر دوكم) سنوات طوال يحدث الناس بحديث الروح -الحب والثورة والوحدة والتسامح-- انها رباعية قوة المجتمع ونقائه وينهى عن -الغلظة والعنف والفرقة والكراهية والذل والانتقام --
كطرق للضعف والشقاء والتمزق

وصية كررها بروحه والزمن عبر الكلمة من قبلة الله ومحراب خلقه وعياله حتى غدت هذه الكلمة روح تسري في الناس اسمها (عمر دوكم) الكلمة والموقف (المشروع ) عبروا عنه اليوم بهذا الانبعاث العظيم عند وداعه كما لم يعبروا من قبل.

وصية كتبها عمر بدمه كما كتبها من قبله الزبيري والنعمان الابن وكوكبة متواصلة سائرة بوهجها المستمر نحو الغاية والهدف طال الزمن أم قصر.

الوصية المكتوبة بالدم ترك بعضها شهيدنا عند ابنته( الطفلة) التي سمعتموها تناشدكم اليقظة والوحدة وتحقيق العدالة بتلك الطريقة العبقرية العملاقة لعلها تصل الى من لاتصله لغة القلوب الدامية وانوار الأرواح المشرقة.

*نقلا عن صفحة الكاتب بالفيسبوك.

التعليقات