المجتمع كله ضدكم
الأحد, 22 أبريل, 2018 - 06:47 مساءً

أنتم لم تستقطبوا أحدا ذلك انكم استحواذ جماعة مغلقة على نفسها صعدت بفشل الاخرين وانقسامهم وليس بقدراتها غير القابلة للهزيمة .
 
حتى الانقلابات تجد في النخب العسكرية والسياسية من ينضم إليها ويجد طريقته في تحقيق ذاته من خلال الانقلاب ، ويحدث أن ينخرط كثيرون في السلطة الجديدة محتفظين بشخصيتهم وقناعاتهم وملامحهم الاجتماعية ، أنتم لستم حتى جماعة أيدلوجية يمكن الانضمام إليها ، ذلك أن هذا الانغلاق والحصر. يقابل بحصر مضاد وعنصرية مضادة ، عنصرية مضادة وحصر لا يتقبلهما بعضنا انطلاقا من التزام بتحييد الأمراض في مواجهة الأمراض ، لكنكم تكرسونها أثناء تمسسككم بالتمييز والاستحواذ واحتكار حق إلهي حصري ولم يعد متاحا حتى لبقية الجماعات الإسلامية على غرار " الحلم بالخلافة " الذي يظل يوتوبيا اسلاموية من نوع ما وشكلا من حنين لحاكمية غير قابلة للتحقق على المدى المنظور ، بينما حولتم الحق الالهي لواقعية فادحة جعلت من الناس مشروع امتلاك وليس حتى مواطنة غير متساوية .
 
عملية إعادة تأهيل ودورات للموظفين وعناصر الجيش في مشروع تذويب قسري لا علاقة له بتلك المشاركة التي ينضم اليها العسكريون وكبار موظفي الدولة مع الإنقلابات .
 
حتى نحن الذين نقاتل أمراضنا الشخصية -التي صعدتموها بصعودكم إلى السطح -وعندما نبشر بالتعايش والشراكة الوطنية وقبولكم قوة ضمن مجموعة قوى ، لا ندري كيف نردم الهوة ولا كيف نلغي تعريف " نحن" بمعزل عن " أنتم" ، ذلك أن مشروعكم يستمد وجوده وبقائه من إلغاء الآخر عبر زجه في السجن أو بوصفه الآخر الذي يجب قتاله أو تذويبه في عملية إعادة تأهيله كتابع وتلك هي الشراكة .
 
أخبرونا أنتم عن معنى الشراكة الذي تتصورنه .
 
لن تظل رايات التحالف الخارجي واخطائه وضروب اعتداءاته تغطي وجودكم القسري المنفرد للأبد ، سيتوقف المحرجون وطنيا عن كونهم كذلك .
 
بينما تمضون حتى النهاية في سيناريو الفصل والاستحواذ ،وكلما حققتم خطوة تبعتموها بأخرى انتهاء بهذا التشريع للخمس، والأشبه بإعلان رسمي للاحتقار .
 
حسنا: سيظل المجتمع عالقا في حالته اليائسة هذه لبعض الوقت ، لكنه لن يظل عالقا للأبد بين المستنقع المزمن للتدخل وبين المواطنة الذليلة في دولة تقوم على التمييز والغلبة .

* نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

التعليقات