أحمد الشلفي

أحمد الشلفي

كاتب وإعلامي يمني

كل الكتابات
لا تحدق في عيني غريب
الجمعة, 25 مايو, 2018 - 07:39 مساءً


ها أنذا ارسم رماد الكلمات في مواسم الشجن .. لكأني بي طائر لايدمن  الهجرة ولا يستطيع  احتراف  الغياب .. 
يغني مع السياب..
أتعلمين أي حزن يبعث المطر ؟!
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عام
ْفلم يجدها ، 
ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ ..
 "لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناك
ْفي جانب التلّ تنام نومة اللّحود
ْتسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ ....

لم يجرب يوما قلبي شرود الحزانى  المتعبين ..
كان غارقا في النضالات العميقة  من أقصاه إلى أقصاه.
منغمسا في لذة وجع الوطن حد السكر.
من ولد أولا ..؟
أنا.. أم هذاالحزن الفاقع.. 
هل ترتبك كلمات الغريب ؟
 .. ربما ترتبك كلمات الغريب ..؟!

 هل اخترع الإنسان  الغربة ليواري سوءة الحياة .. هاربا من العيون  واللفتات والكلمات والاسئلة المفتوحة على اللاشيء وعلى كل شيء
يااااااه .. كم أنني عصي على البعاد ..
كما لو أن طفلا اكتشف فجأة  أنه يريد العودة الى المكان الذي وجد نفسه طفلا فيه ..
 الجدران والأرض والتراب واللعب القديمة وأغاني ماقبل النوم  والمطر الذي يهطل في القلب  ولا ينقطع وأنت.
وكم يحاول الانسان  ان ينسى ذلك الطفل.
لكن الإنسان كائن طفل ..
يشتاق ويحب ويكره ويدمن ويغضب ويعتب وينكسر ويصفو ويشعر حينا بالنصر وأحيانا كثيرة بالهزيمه.
ويطوح بيديه في الهواء كالمجانين حين يحرز تقدما. 
لم تذكرت الآن أن هناك أشياء لايستطيع الانسان تعلمها .. من بينها الغياب .
 وان ادعى ذلك فإن المسألة برمتها تبقى مجرد ادعاء.
وقد يكون الغياب ادعاء .. كما الحب . 
 لا أدري لم يحضرني المتنبي الآن قائلا:
وقفتَ، وما في الموتِ شكّ لواقفٍ 
ووجهكَ وضاحٌ وثغرك باسمُ
تمر بكَ الأبطالُ كلمىَ هزيمةً 
كأنك في جفن الردى وهو نائم

بعضهم أدمن الغياب المتكلف أما أنا فأدمنت الحضور البسيط .. 
أعبر العيون الهاربة من نفسها الى ضفة الحياة الأخرى أشعر بألأمل وربما الألم ادندن مع نفسي حول موسيقى الكلمه هل تشبه اختلاف حروفها لتبدو الميم قبل اللام او العكس 
ولأن الإنسان كائن متسرع فهو لا يستطيع قراءة هذه العبره  في اللغه في الفرق بين الميم واللام.
وإذن هو يعجز عن قراءة الحياه.
أمس اجتاحني حزن عاصف .. عيون الغرباء ليست ملهمه إنها عيون  يقضه تعبه متوتره..
لا تحدق في عيني غريب .. النظر في عيون الغرباء يعلم الأرق ..

الفقر في الوطن  غربة  ووطنك حيث ترزق .. هذه كلمات وحكم ألفها غرباء هربوامن أوطانهم ثم بدأو التبرير.
لابديل للوطن أيها الأشقياء كلما في الأمر أنك قد تحتاج غيابا تهزم به طائر الحنين المعلق على شجرة قلبك .
وتصرخ كطفل أيضا.
لدي وطن .. 
تكتشف ذلك.
كم أحبك ياوطني.
قل ذلك يا أحمد بأعلى صوتك
ولاتدمن النظر في عيون الغرباء.
كم هي متعبة وتبريريه.
لاتفعل ذلك أرجوك؟!

التعليقات