الصراع في تعز
الثلاثاء, 05 يونيو, 2018 - 12:48 صباحاً

الصراع في تعز ليس بين الإصلاح والإمارات، ولا بين الإمارات والإصلاح، هذا التوصيف الذي يردده البعض هو توصيف مشبوه يظلل عن حقيقة المشكلة، ويوفر غطاءً قذرا للجرائم الحاصلة في المدينة، الصراع في تعز بتعريفه العام هو بين الإمارات وأصابعها من جهة وبين مشروع الدولة ككل، بين ملايين المواطنين الباحثين عن الاستقرار وبين دولة طائشة لديها أذرع في المدينة وتعمل بكل السبل؛ لإشاعة الفوضى فيها وإعاقة خلاصها..!

أسوأ من الفوضى في تعز هو محاولة تشويش حقيقتها وتمييع جوهر المشكلة، القول بأن ما يجري في المدينة هو صراع بين الإمارات وأدواتها من جهة وبين الإصلاح من جهة أخرى، هو توصيف خاطئ ومغرض لحقيقة الصراع داخل المدينة، هذا القول يُعد تحريفًا متعمدًا لوجه الفوضى، وما لم نحدد جوهر الصراع والأطراف المتورطة فيه، فسوف تطول المعمعة، ولن تجدي الحلول القبلية لوقف مسلسل العبث في المدينة، وما دمنا نستجدي التهدئة من الأطراف المتورطة بالجرائم ولا نكشر في وجهها أنياب القوة والقانون؛ فسوف يستمر الحال كما هو ونشهد مسلسل متجدد من الإغتيالات وبهذا تطول المحنة إلى ما لا نهاية..!

خلايا الإغتيالات لم تأتِ من المريخ، غالبية عناصرها من داخل الجيش نفسه، وهناك فصيل مسلح يرعاها ويوفر لها الحماية، وفي حالات يمارس دورها بنفسه، وبديهيا، فهذا الفصيل لا يتحرك من تلقاء ذاته، لا بدّ أن جهة ما هي تموله وترعاه، وهي ذات الجهة التي تدير الإغتيالات في عدن، فقط هناك تمارس الدور بنفسها، وفي تعز يتولى وكلائها القيام بالمهمة. باختصار : الإمارات هي أم اللعنات جميعها، وما لم يحسم الجميع مواقفهم تجاه أصابعها في المدينة؛ فاللعنة سوف تتمدد وتواصل نموها ولن ينجو منها أحد..!

ما إن فشلت في فرض وصايتها كليا على تعز؛ أوعزت أدواتها بالشروع في مخطط الفوضى، وكما هو الحال كلّ مرة، فالمبرر جاهز، و شماعة الإصلاح ما زالت صالحة للإستهلاك، والمؤسف أن مثل هذا الخطاب ما زال يتلقى قبولًا من رفقاء النضال، وسرعان ما تراهم يتخلون عن دورهم في الوقوف ضد المخطط؛ بحجة أن الصراع لا يخصهم، وهذا ما يمنح عناصر الفوضى مساحة أكبر للمناورة، وتلك لعنة ثانية..!
 

التعليقات