سفراء لتسويق الكذب
السبت, 23 يونيو, 2018 - 04:59 مساءً

كتب عبدالله سيف النعيمي سفير دولة الإمارات لدى كوريا الجنوبية مقالا في صحيفة كوريا بوست دافع فيه عن سياسة بلده في اليمن وبرر الهجوم على الحديدة.

قال النعيمي إن تدخل بلده في اليمن جاء لدعم الحكومة الشرعية واستعادة سيطرتها على البلاد (وهنا ألف خط على هذه العبارة التي تتناقض تماما مع تصرفات الإمارات على الأرض).

ومن المخجل والمؤسف أن يقول السفير الإماراتي في مقاله إن الجهود التي يبذلها التحالف في اليمن تأتي لتسهيل دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، فهل سيعتمد شعب بأكمله على المساعدات، وهل مهمة التحالف هي تحويل الشعب اليمني لمجموعة من المتسولين الذين ينتظرون تلك المساعدات، وجموع من الجوعى يطرقون أبواب منظمات الإغاثة، وينتظرون قوافل الأرز والدقيق والتمر التي توزع عليهم، ليس هذا الكلام سوى استخفاف واستحقار واستنقاص من الشعب اليمني الذي يزعمون أنهم يعملون لصالحه.

أما بخصوص السجون السرية والانتهاكات التي تحصل فيها داخل عدن فقد نفى أي دور لبلده، وقال إن الحكومة اليمنية هي التي تشرف على تلك السجون ولا تقوم الإمارات بأي مهام من هذا القبيل، رغم إن تقارير دولية عديدة تؤكد أن الإمارات هي من تشرف على تلك السجون وتديرها عبر أذرعها المحلية من القوات التي أنشأتها.

ولعل الجميع يتذكر هنا التصريحات الشهيرة التي تحدث بها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، وأكد فيها أن الحكومة الشرعية في عدن ووزارته بالتحديد لا سلطة لها على تلك السجون، وأن الإمارات وحدها هي من تديرها وتشرف عليها.

تحميل الحكومة اليمنية المسؤولية يعتبر ثاني تصريح من نوعه لمسؤول إماراتي بهذا الخصوص، وهذا التصريح يقر بوقوع الإنتهاكات لكنه يحمل المسؤولية طرف ثاني، والحكومة الشرعية مطالبة باتخاذ موقف صريح من هذا الأمر.

من خلال المتابعة فهذا رابع سفير إماراتي يكتب لوسائل إعلام محلية في البلد الذي يمثل بلده فيه، سبق لسفراء الإمارات في أمريكا وفي بريطانيا وألمانيا أن تحدثوا عن سياسة بلدهم ودافعوا عنها فيما يتعلق باليمن.

ليست القصة هنا بدفاع السفير عن بلده فتلك هي مسؤوليته، لكن هذا الأمر يوحي بأن الإمارات تحاول أن تحسن صورتها أكثر وتزيل ما ران عليها  من غبار بعد سلسلة الانتهاكات والممارسات التي ارتكبتها داخل اليمن، وكان للإعلام الدولي دورا في كشفها، وإظهارها.

الرابط العام الذي يربط تصريحات سفراء الإمارات هو حديثهم بأنهم يعملون لدعم الشرعية في اليمن، ويحاربون لمصلحة الشعب اليمني وأمنه واستقراره، وأن تدخلهم يأتي ضمن سياق القرارات الأممية خاصة القرار 2216، بينما في حقيقة الأمر تنطوي هذه التصريحات على مغالطات واضحة، وهي نوع من التبرير أمام الرأي العام الدولي.

أما على الواقع فلا تزال الإمارات تمارس العديد من الممارسات التي تقوض سلطة الحكومة الشرعية، وتضع العراقيل أمامها، وتغذي نزعة الانقسام داخل المؤسسة العسكرية اليمنية، وتدعم وتمول كيانات مسلحة خارج سلطة الحكومة الشرعية، ولديها توجهات واضحة لتأمين مصالحها داخل اليمن، أكثر من كونها تعمل لصالح اليمن واليمنيين.

هذا التناقض الفاضح بين التصريحات الرسمية التي يقدمها المسؤولين الإماراتيين وبين ممارساتهم على الأرض داخل اليمن تشير لحالة الإنفصام التي تعاني منها الإمارات، لكنها بالتأكيد لا تستطيع أن تخفيها، وكل يوم يمضي يتكشف الواقع بكل وضوح.

السؤال هنا: ما دور السفراء اليمنيين؟
 

التعليقات