فيصل علي

فيصل علي

إعلامي وأكاديمي يمني.

كل الكتابات
سروالك يا وطن
الأحد, 08 يوليو, 2018 - 08:35 مساءً

كلما رأيت فشلاً في خارجية هادي تتملكني رغبة في ترديد مقطع من أغنية صنعانية تقول "من حكمتك يا زرار حليت بين الكعوب" الديبلوماسية التي لم تستطع التعريف بالقضية اليمنية لا فائدة مرجوة منها لهذا البلد المنهك حرباً والشعب المسفوك دمه ظلماً.
 
سفراء هادي بلا برنامج عمل موحد، ولا يدركون أنهم سفراء دولة محتلة من قبل عصابة إرهابية تدعي أن الله اصطفها وأمرها بقتل اليمنيين، هذه الآفة هي ما نصر على تسميتها بالهاشمية السياسية رغماً عن نخبنا المزيفة ورغماً عن شرعية هادي التي ليست أكثر من أطرش في الزفة.

 جلس هادي أمام قادته العسكريين الذين ينادونه "يا فندم" - بينما نحن نناديه يا فخامتك- وقرأ عليهم خطاباً مكتوباً كأحد سفرائه الفاشلين عموماً، أنت قائدهم الأعلى وهم مرؤوسيك فلماذا الخطاب المهترئ ولماذا الورقة يا صاحب اليدين المرتعشتين؟ قلهم ما شئت بدون رسميات قل لهم فشلنا داخلياً وخارجياً لكننا "سنحارب" خير من الهذيان يا عم عبده فديت الصلعة.
 
مات الرجل الذي كنت أريد أن أدير معه حواراً صحفياً، مات دون أن يجيب على أسئلتي الثلاثة، رحم الله أبو الخارجية اليمنية الدكتور عبد الكريم الارياني الذي لم تجمعني الظروف به في حوار تمنيته، ولن أخبركم ما الأسئلة الثلاثة فالرجل مات ومشروع الحوار قد انتهى.
 
لا أتخيل يوماً أن أجري حواراً صحفياً مع الرئيس هادي لأني ساتكعف صياغته كما فعل غيري، وسيكون مزيفاً وأنا لا أقبل الزيف، ماذا لديَّ من أسئلة لهادي؟ لا أجد سوى سؤالاً واحداً كنا نسأله لبعضنا في القرية ونحن صغاراً.. - بعد عقد ونصف من الصحافة لا أجد لهادي سوى ذلك السؤال التقليدي العقيم- يالي من صحفي فاشل، يا فاخمتك لو لقيت الفقي كيف با تفعل...؟
كل الشواهد لا تشي بشيء إلا أنه مش مركز معانا خالص، قبل أيام دعى فخامته اب لأن تقاوم؟ لا أعرف إن كان قد وجد لها فياجرا مناسبة أم ماذا يريد من مدينة مستلقية بين جبلي بعدان وجبل ربي وأمرها لله، ماذا تفعل بمقاومة تنهي وجودها كما فعلت المقاومة بمدن أخرى؟
 
أرسل لي زميلي من اب ساخراً من دعوة هادي :  لتفعيل مقاومة اب ارسل مجاناً كلمة "مرق"  قلت له : لتفعيل مقاومة اب ارسل مجاناً كلمة " كشت" وغرقنا في موجة من الضحك المصحوب بهستريا طبيعية من كل هذا الوضع المعوج.
 
طالما أن في السخرية استشفاء من كل هذا الوجع فلنسخر من الوضع برمته لا من بطولات هادي وحده، وهو الذي لن يغادر عدن إلا إلى القبر، ماعد باقي إلا يرفع السبابة والوسطى ملوحاً كأبي عمار بالنصر أو الشهادة.
 
 السخرية هي الحل والنفاق والتطبيل لهادي وخارجيته لا يزيدان الوضع إلا تعقيداً،  رداً على مظاهرة الطائفية في تركيا ضد هادي وشرعيته وتحالفه ستخرج مظاهرات في أبو ظبي والرياض من يمنيين مؤدين لهادي والسلطات هناك سترتب الأمر نصرة لحليفهم، يا لسخرية الظروف، بدل أن تدعو الحكومة والشرعية رعاياهم للتظاهر ضد انقلاب الهاشمية السياسية يحدث العكس.
 
عندما نقول بضرورة تجريم الهاشمية السياسية رحمة بالناس واحقاقاً للحق يسخر بعض حاشية هادي ومقربيه وحبله النحاسي في الخارجية، ونتهم بأننا نشق الصف والنسيج ونقسم السروال العظيم إلى قسمين!.
 
لو أن هناك حكومة رشيدة وشرعية بنت ناس كانت قد استجابت وجرمت الهاشمية السياسية وصنفتها ضمن قوائم الإرهاب وطلبت من التحالف الشقيق التصديق وطالبت المجتمع الدولي بالتوثيق والموافقة، لكنها شرعية هادي الرخوة بكل أحزابها وحمولتها من ذوي الاحتياجات الخاصة الباحثين عن صرفة وكسوة.
 
إياكم ونقد الوضع أو السخرية، انتبهوا لسروال الوطن لا تشطوها وتفضحونا بين الخلق.. اللهم احفظ سروال الوطن سليماً قويماً واجعله ذخراً لهذه الأمة.. إلا السروال يارب.

التعليقات