شباب اليمن ونيران الحرب
الأحد, 12 أغسطس, 2018 - 11:04 مساءً

احتفل العالم اليوم بالعالمي للشباب والذي يصادف الـ 12 اغسطس من كل عام، كمناسبة لتمكين الشباب، والاعتراف بحقوقهم وقدراتهم في تنمية الأوطان ورسم ملامح الغد لمستقبل بلدانهم، ويأتي موضوع الاحتفال لهذا العام تحت شعار “ إتاحة مساحات مأمونة للشباب” وذلك لإتاحة مساحة أكبر من الحرية للشباب للعمل في بيئة آمنة وأفق مفتوح لتحقيق تطلعاتهم وأحلامهم التي يرسمونها.
 
وبينما يحتفل البعض من شباب اليمن برمزية هذه المناسبة، نجد بأن الغالبية من شباب اليمن باتت أحلامهم مكبلة بنيران الحرب، والفقر والبطالة التي اصبحت السمة السائدة لدى شباب اليمن، بعد أن دمرت الحرب أحلامهم وعصفت بها خلف أدراج الرياح، فقط وحدها جبهات الموت والخراب هي من تحتضن شباب اليمن في الوقت الحالي، ليدفع الكثير حياتهم ضريبة لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل!
 
وقفت الكثير من الأشياء حجر عثرة أمام مستقبلهم، تعطلت الحياة الاقتصادية والسياسية، دُمر التعليم وانخرط الكثير من الطلاب في جبهات الموت، انقطعت المرتبات منذ ما يقارب العامين، لتتحول الحياة إلى جحيم لشباب اليمن، مما اضطر البعض منهما للبحث عن طريقة للهجرة ومغادرة البلاد بحثاً عن فرصة عمل أو حماية لنفسه من الموت في ساحات القتال، أو بالقصف والدمار الذي بات لا يفرق بين مدني وعسكري من قبل أطراف الحرب المتعددة في اليمن، وحتى الذي غادر البلاد البعض منهم توفى غريقاً في شواطئ الموت بقوارب التهريب، والبعض الآخرين يعاني الأمرين الاغتراب والحاجة بنفس الوقت.
 
اليوم العالمي للشباب مناسبة للتباهي بالانجازات وتكريم الرواد الشباب وتحفيزهم على المزيد من البذل والعطاء، ولكن للآسف شباب اليمن لم يعد هذا اليوم يعني لهم شي، فربما كسرة رغيف من الخبز باتت هي الحلم المنشود للكثير من الشباب، في ظل أسوء أزمة إنسانية في العالم يشهدها اليمن، وفقاً لتقاير منظمات دولية تراقب الوضع وتعمل على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة لملايين اليمنيين.
 
أما آن للإحلام أن تنفض عنها نيران الحرب، وقناع الفقر والمرض
أليس من حق شباب اليمن العيش بحرية وكرامة وحياة آمنة
متى سنحصل على حقوقنا المسلوبة منذ زمن
شاخت اجسادنا وأحلامنا، واحتضرت اعمارنا رغم صغرنا
 
ولكن ستظل الأحلام مشروعة، والطموح مستمر، طالما لا تزال قلوبنا تنبض بالحياة، فهناك ثمة شباب استطاعوا أن يتحدوا الصعاب ويصلون لأبعد مدى، فقط لأنهم آمنوا بقدراتهم وطوروا من مهاراتهم وسعوا نحو أحلامهما بمجاديف الأمل، لا بمخالب الهدم !
 
الشباب روح وعزيمة ستظل شعلة متوقدة، لن تطفأها نيران الحرب، ولا سياسة التهميش !
 

التعليقات