علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

برلماني يمني، وزير الإعلام السابق، والسفير السابق لليمن لدى الأردن.

كل الكتابات
هذه ليست إب..!
الاربعاء, 29 أغسطس, 2018 - 05:50 مساءً

في ذروة نشاط أحزاب اللقاء المشترك ، ضد حكم الرئيس صالح، حشد المحافظ المرحوم عبد القادر هلال، جموعا غفيرة لاستقبال الرئيس السابق صالح، في ملعب إب الرياضي.. خطب فيهم صالح، وكانوا يرددون من وقت لآخر بعد "الهتافة" ومعهم، بالروح والدم نفديك يا علي..!
 
يرحم الله صالح، لم يجد في النهاية سوى القليل من الأوفياء حوله، على كثرة الإبتذال والإدعاءات والشعارات، وكثرة النعم التي غمر بها كثيرون ، على حساب الوطن وأهله..
 
كان ذلك الشعار المبتذل، يحدث ويردد كثيرا، في غير إب العزيزة، أيضا، وعادة حيث ما ذهب صالح ..لكنه كان مجرد كلام مبتذل لا أكثر، وليس عقيدة تغرس وتُلَّقَن وتفرض ..
 
حينها، كتب أحدهم معلقا على حشد إب الهائل ، مقالا بعنوان ، عفوا : هذا ليست إب..!
 
أعرف الكاتب جيدا، وهو ودود، على المستوى الشخصي، وكاد أن يكون صديقا "نضاليا" لبعض الوقت ، وتنقل في التحزب من اليمين الإسلامي إلى اليسار الإشتراكي، وانتهى به الأمر مبشرا بقدوم الحوثي، وعضوا في لجنة الحوثي الثورية بعد غزو صنعاء ، ربما بسبب دعاوى نسب العشيرة الواحدة كما حدث لكثيرين، للأسف ..
 
ويوم الإطباق الإجرامي على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 ، قال الكاتب على صفحته، إن الحفل سيقام في ميدان شرارة، وهو الإسم الذي كان لميدان التحرير في عهد الإمام..! المفارقة، أن الكاتب كما فهمت منه ، كان متأثرا كثيرا بالشهيد، والسياسي الوطني اليساري البارع، جار الله عمر..
 
لم يغظني شيء في حياتي، أكثر من اجتياح صنعاء، وكان الباقي تفاصيل بعد ذلك ، ولَم أر في عصرنا بلادة سياسية وقصر نظر، وخيانة للتاريخ والأجيال والكرامة الوطنية ، أكبر مما حدث من كثيرين، في تلك الأيام السوداء..
 
كتبت أكثر مِن مرة، عن قسم الولاية هذا، وعلق مؤخرا صحفي، يجيد الإنجليزية تماما ، ويراسل صحيفة عالمية مهمة جدا، ومنفتح إجتماعيا، قائلا : القصة مش هذي يا أستاذ والله ....!
 
لست أدري كيف يفكر الآن الصحفي الدؤوب بعد إشهار قسم الولاية، في جامعة إب، وماذا سيقول ..؟
 
وتُرى كيف يفكر أمثال صاحبي، الذي احتج على محافظته إب، وهي ترحب بصالح، بطريقة رأى أنها لا تليق في زمن الحرية والديمقراطية، وكان محقا.. لكنه، وأمثاله، إن استمر سكوتهم الْيَوْمَ على قسم الولاية الفج وما يترتب عليه ، فتلك معضلة وطنية وأخلاقية، بل ما هُو أقسى وأمر من ذلك بكثير ..
 
بعد غزو صنعاء، قال لي دبلوماسي عربي: أخشى أن ما يحدث الآن بسبب مشروع الحوثي،قد يترك آثاره على اليمن الف عام.. والحقيقة إذا لم يتم التصدي الشامل لهذا المشروع الموبوء فقد يترك آثارا خطيرة لأجيال.. وَمِمَّا يعيب عهد صالح ، أنه كان خال الوفاض من مشروع وطني وثقافي شامل وعميق، ولذلك سرعان ما برزت إلى الوجود المشاريع الخطيرة، مثل الحركات الحوثية والإنفصالية..
 
عشية انتخاب الرئيس هادي في فبراير 2012 ، كتبت مقالا، وقلت فيه، وأقول الآن : الرئيس الآن من أبين، وغدا قد يكون من صعدة ، أو البيضاء أو حضرموت أو تعز أو تهامة ، أو أي مكان آخر في اليمن العزيز ، من أصل قحطان ، أو نسل عدنان، أو غير ذلك ، ممن اكتسب الجنسية اليمنية وصار يمنيا..
 
أما مشروع الولاية والإمامة المتخلف الكهنوتي ، فما كنّا نظن أن يطل بقرنه من جديد، في القرن الواحد والعشرين .. لكن ذلك حدث للأسف، ويحدث الآن في غفلة من اليقظة الوطنية الكاملة والوحدة الشاملة ، وفِي حالة شتات وتفرق ، وحالة نكوص يعاني منه العرب والمسلمون.. ولا يلام صغار السن، والجهلة وأشباههم، إن انطلت عليهم خزعبلات الإمامة والولاية في القرن الواحد والعشرين ، لكن أن يردد الشعار الكهنوتي في صرح علمي، وبشكل علني مشهود ، مثل جامعة إب، فذلك الخطر، والوقاحة، التي تستلزم التصدي الشامل ..
 
والحقيقة فإن ما حدث في جامعة إب ، لا يعبر عن إب المغلوبة على أمرها،ولا أهلها، ويعبر فقط عن مدى تخلف حركة الحوثي وخطرها وقمعها ورجعيتها وأنها حركة خارج سياق العصر ومقتضياته ، ولا تفكر في ولوج السياسة والحكم من أبوابها، المتعارف عليها في هذا الزمن ..
 
وفوق ذلك، فإن الحركة الحوثية تؤكد صعوبة ، إن لم يكن استحالة التفاوض والحوار معها للوصول إلى حلول سياسية ..
 
قدر صعب في الحقيقة، وما كنّا نريد الحرب من الأساس، ومن أول يوم
 

التعليقات