سيادة الرئيس النائم..
الإثنين, 01 أكتوبر, 2018 - 04:48 مساءً

سيادة الرئيس:
 
إنها الرابعة عصرا بتوقيت بلدك الذي -راضيا أو مرغما- استبدلته بفندق في الصحراء الشقيقة ..
 
إنها الرابعة عصرا يا سيدي،
 
الرابعة عصرا من يوم أحد كئيب، يقع في النصف الثاني من العام الرابع من الحرب التي أتيتنا بها أنت،،
 
الحرب التي دمرتْ كل أحلامنا، و صنعتْ كل شيء، إلا الشيء البسيط الذي أتيتَ بها من أجله !.
 
سيدي الرئيس:
 
لا أحد يدري - سوى حاشيتك المبتهجة على الدوام- إن كنت قد استيقظت الان أم لا ؟. لا يهم.. سأترك لك رسالة عند كفيلك، ولا أدري هل سيوصلها أم يخاف إيقاظك وإزعاجك بترهات كهذه :
 
هل تدري سيدي الرئيس بأن أطفال بلاد أنت كبيرها؛ يموتون جوعا وحزنا ؟. هل أخبرك أحدهم بأن ثمة من أطلق النار على كل أفراد عائلته ثم على رأسه؛ هروبا للأمام نحو جحيم أقل، لستَ رئيسا فيه ؟؟.
 
 هل تشعر بأن ثمة انثى أربعينية تسند رأسها على كتفي الهش الان.
 
 تنظر لأطفالها الأربعة الجوعى منذ البارحة، وتبكي.
 
تبكي بشكل لا يغفتر !.
 
لقد حاولتُ لفت انتباها لأمور أكثر أهمية سيادة الرئيس.
 زفيتُ لها أنباء اجتماعات اللجنة الاقتصادية التي وكأنكَ جئتَ بها فقط لإيجاد مناصب جديدة، ورواتب جديدة بالدولار، لمقربين منك.. ولم تسكتْ.
 
عرضتُ لها صور زيارات معمر الإرياني إلى جبهات القتال في شمال الشمال.
 
 ولم تسكت أيضا !.
 
لم استطع اخراس دموعها حتى خرجت أترجى صاحب البقالة بأن يدينني كيس خبز..
 
انظر كيف غدوتَ رخصيا ؟؟.
 
 كسرة خبز أغلى منك ومن شرعيتك وتحالفك ومعركة استعادة الدولة بكلها..
 
سيادة الرئيس:
 
هل تعرف أن لا أحد من أبناء شعبك -إلا السفلة النائمين بفندق تقيم فيه- بات يفرّق -أو يهمه أن يفرق حتى- بين شرعيتك والانقلاب عليها، أو بين عروبة و إيران !!.
 
لقد امتزجتْ الصور كلها وصارت صورة واحدة،، بوجه واحد.
 
لقد تجلت قبيحة بكل الصفات المشتركة بين الخصوم.
 
تجمّع كل الزيف والخداع والفساد والعار فيها، لتأخذ أنت وحكومتكَ الثلث الأول منها، ولتنهال البصقات على وجهك ووجوه وزرائك، كالجزئين البغيضين الآخرين من الصورة..
 
لن تنجو من هذه اللعنة يا سيدي، لن ينجوا أحد من وزرائك..
 
ولا أحد من الجيران.
 
سينفجر كل هذا الصمت، وسيقذفكم الشعب إلى الجحيم، إلى حيث هو الان.
 

التعليقات