لطيفة جامل

لطيفة جامل

ناشطة يمنية مقيمة في أمريكا

كل الكتابات
خاشقجي
الثلاثاء, 23 أكتوبر, 2018 - 08:36 صباحاً

لماذا علينا أن نقايض بين كرامة وحقوق الآدمين الطبيعية، وبين مسمى خادع هو استقرار الدولة وولي الامر، صورة بشعة للجهل والانتهازية والتضليل المكشوف، والكارثة أن من يسوق لها هم بعض من النخب الثقافية.
 
المملكة وكل نظم الدول العربية يحميها حمايتها لحقوق مواطنيها وتطبيق قوانين تحترم كرامتهم وآدميتهم لا العكس، ويقوضها اليوم او غدا هذا التفرد السلطوي، والغرور  بالقوة المدمر، والشهوانية المتوحشة للظلم والتعالي عن حقوق مواطنيها.
 
وكأن دورس التاريخ غير كافية لهولاء السلطويون وهم يكررون محارق الدولة ثم يخرج نافخى السلطان بالمديح وبحجة تثبيت استقرار الدولة والحقيقة هي ان هؤلاء من صنع أولئك تجهيل وتجويع وأذلال صانعي النظم السياسية ، والنتيجة قطيع من كلاب السلطان.
 
يعملون بعكس اتجاة الشعوب وبوصلة الزمن، وكيف لعاقل مثلا فى زمن المعلومة تصل بين ايدينا دون جهد او جهاز استخباراتي او صحف بورق بيضاء لم تعد تكلف عناء النزول الى الشارع  فى زمن التراخي والكسل والترهل النفسي.
 
كيف لأمثال هؤلاء اللزجين التخيل أن الزمن هو الزمن والناس هم الناس وان الفيسبوك الذي اشعل ربيعا يظنون انه ولى لغير رجعة.
 
كيف لهولاء أن لا يدركون ان تراكمات الانفجار الثاني لاشتعال المنطقة يكومها نفس العقليات والنهج ( من بن علي زين العابدين ومبارك والقذافي وصالح...) وان الوعي المتراكم للناس لم يتأثر بأفلام السلطويين المبتذلة وجيشهم من الصحفيين والمثقفين الورق .
 
أن يغتال صفحي لا يملك من أسلحة الإجرام المملوكة للدولة الا القلم و الكلمة الحرة وفي عز وضح النهار وفي مكان يفترض أن يكون ملاذ الحماية لا مقصلة للانتقام.
 
إن نتائج هذا الاغتيال الأهوج بدوي المخيلة والوحشي معاً يدعو المملكة ونظم منطقة الشرق الأوسط  بسياسيها ومثقفيها ومفكريها الانتقال وسريعا الى أسفل الهرم الى موطن احتياجات المواطنين من الكرامة والحرية والعدالة والمساواة، فالزلزال لن يتأخر كثيراً، وطوفان الجوع والامتهان للإنسانية قانون معروف وسنة كونية لا يحتمل القانون المضاد.
 

التعليقات