التطبيع بين الأحزاب أولا 
الجمعة, 26 أكتوبر, 2018 - 07:01 مساءً

أخبرتني صديقة أنها شاهدت برنامجا على قناة اليمن اليوم يتحدث عن مدينة مأرب كمستعمرة لحزب الإصلاح وكيف أن هذا الحزب يمارس فيها أقبح أساليب الفساد الإداري والمالي .
 
وأسهبت في وصف لغة التنكيل والتحريض الذي تحدث بها البرنامج والتي تنم عن أحقاد لا يمكن إزالتها بكل المطهرات الطبيعية والصناعية .
 
وبغض النظر عما تمثله مدينة مأرب من كونها قلعة الجمهورية والحرية التي لجأ إليها فارون من جميع الأحزاب على مراحل مختلفة .
 
سواء كانت مأرب محطة انطلاق إلى تكتل ما أو مكان استقرار لمن لا يستبدل وطنه وأرضه بمكان آخر أكثر راحة ورفاهية .
 
الحقيقة الصادمة أن هذا الخطاب المليء بالكراهية متبادل وليس حكرا على طرف واحد .
 
وهذا مفزع فعلا؛ فالأحقاد ينتج منها صراعات ومماحكات جانبية تلهينا تماما عن معركتنا الحقيقية والمشتركة وهي دحر الإمامة وفكرها الفاسد ..
 
الحقيقة أن ما يجب أن ندعو إليه ونكثف من حملاتنا الإعلامية حوله هو الدعوة للتفاهم والتطبيع  والتعايش بين الأحزاب ونبذ الكراهية والحقد بين أكبر حزبين في البلاد؛ بين اليمني وأخيه اليمني .
 
وليس الدعوة للتعايش والتطبيع مع الصهيونية والهاشمية فهما حركتان نازيتان عنصريتان لهما نفس المنطق والمنطلق .
 
فكرة الأفضلية والاصطفاء وتعبيد بقية البشر؛ وهذا كاف كي ندعو إلى كراهية الحوثية وعدم التطبيع معها مثلها مثل إسرائيل .
 
ما ينبغي هو منع الكتاب والإعلاميين في الحزبين من حالة إذكاء الصراعات والأحقاد بكتاباتهم الساخرة والناقدة بهذه الصورة المزرية والفجة التي حولتنا من حملة أقلام إلى حملة رايات حرب .
 
متى يرفض اليمنيون استخدامهم ضد بعضهم كمرتزقة ؟
 
الإمارات وقطر وكل دول التحالف لا يهمها اليمن ولا استقرار وضعها السياسي والاقتصادي ما يهمها هو مصالحها في هذا البلد .
 
 لهذا تحرص هذه الدول على ضرب اليمني باليمني تحت مسميات عديدة وأهمها راية الحزبية والمصالح الشخصية .
 
والكثير ينساق إلى هذه الغواية متناسيا ما لها من آثار تدميرية على روح الوطن الواحد .
 
إننا لا ندرك منفردين بأهوائنا حجم المأزق الأخلاقي الذي وقعنا فيه بالانسياق وراء لغة الحقد والسخرية والنقد التدميري وإذكاء الكراهية بيننا .
 
حقاً إن الانتصار للنفس والانتماء أمر لذيذ لكن تبعاته من خسارة الوطن أمرٌ مريرٌ جدا .
 
سنذهب نحن ككتاب وإعلاميين وتظل كتاباتنا وما غرسناه في أذهان الناس شاهدة على هذه المرحلة من تاريخنا وكيف أصبحنا ننقاد وراء الانتصارات الزائفة لثأرات حزبية تافهة وربما مصالح شخصية زائلة عند البعض . 
 
لنضيع هذا الوطن ونحرم أجيالنا القادمة لسنوات كثيرة من نعمة الأمان والاستقرار والحياة الكريمة .

* المقال خاص بالموقع بوست

التعليقات