حرب اليمن..
السبت, 17 نوفمبر, 2018 - 03:11 صباحاً

قالَ وزير الخارجية السعودي السيد عادل الجبير في المؤتمر الصحفي الذي عقده الخميس أن بلاده لم تسعى  للحرب باليمن بل فُــرِضتْ عليها.وهذا التصريح يناقض ما أعلنته السعودية على لسان الجبير نفسه ليلة انطلاق الحرب ” عاصفة الحزم”  من واشنطن مساء 26آذار مارس 2015م حين كان سفيرا لبلاده هناك، والذي أكدَّ حينها أن العاصفة أتت استجابة لطلب الرئيس اليمني  الشرعي عبدربه منصور هادي لإستعادة سلطته الشرعية ولإسقاط الإنقلابيين   حركة أنصار الله ” الحوثيين” وقوات الرئيس السابق صالح. فلا نعلم كيف تكون هذه الحرب  قد فُــرضت على المملكة العربية السعودية وهي حرب بين أطراف يمنية تتصارع على السلطة- بحسب كلام الجبير- الذي أكد أنها كانت  استجابة لنداء طرف يمني” الرئيس هادي” ضد طرف يمني آخر” الحوثيين و صالح”. ولم يشر إعلان العاصفة على لسان الجبير حينها الى أن تلك الحرب” العاصفة ” قد  فرضت على بلاده أو أن لها علاقة بأمن المملكة أو حتى أنها أتت لردع النفوذ الإيراني باليمن- كما يقال اليوم-.
 
   فإن كان ثمة ما يميّـــز التصريحات الإعلامية السعودية بشأن الحرب باليمن فهو وضوحها وكشفها الصريح للهدف السعودي الحقيقي من هذه الحرب، ومَــن  الذي سعى لها وخطط لها قبل إعلانها الرسمي بأشهر -وبالذات بعد  شهر سبتمبر أيلول 2014م حين فوّتْ حزب الإصلاح” إخوان اليمن” بدهاء تلك المكيدة السعودية التي نسجتها الرياض عقاباً للإصلاح الذي انخراط  بشكل كامل بثورات الربيع العربي، وحماسته المفرطة  للحركة الإخوانية الدولية ” التي شكلت محور ارتكاز تلك الثورات وفي مصر بالذات وخصوصا بعد صعود الرئيس المقال محمد مرسي الى سدة الحُــكم- وذلك الموقف الإصلاحي أعدّته دوائر الحكم في الرياض تحدياً لها واستهدافا لوجود.
 
فهذه المكيدة السعودية أرادتْ منها الرياض حدوث صدام عسكري دامٍ بين مسلحي الحزب “الإصلاح” والألوية العسكرية المولية له وبين مسلحي الحركة الحوثية” أنصار الله” التي كانت قد سيطرت لتوها على العاصمة صنعاء ومحافظات شمالية أخرى .
 
 فباستثناء ما قاله السفير السابق الجبير من واشنطن ليلة إعلانه العاصفة فأن جميع التصريحات –تقريباً- التي يطلقها مسئولون سعوديون تتحدث عن أن هذه الحرب تمّتْ برغبة سعودية محضة ولأهداف سعودية ليس من بينها هدف استعادة السلطة الشرعية اليمنية المزعوم, بقدر ما تتعلق  بتحقيق الطموحات والأطماع واستمرار الهيمنة السعودية على اليمن بعد أن كاد هذا الأخير في عام 2014م أن يفلت من قبضة تلك الهيمنة التاريخية، وتتبخر معه  الأطماع السعودية الاقتصادية والتوسعية باليمن والمتمثلة بالبحث عن نافذة نفطية تطل على بحر العرب وهدف الحضور العسكري المباشر على الارض اليمنية, والاستمرار في قضم مزيدا من الأراضي اليمنية براً وبحراً مستغلة حالة التمزق اليمن، وخشية الدوائر السعودية مِـن أن تسلل النفوذ الإيراني الى البوابة الجنوبية للمملكة.
 
 وهذا الهدف الأخير لا تنفك  التصريحات السعودية من إعلانه على رؤوس الاشهاد لتدحض به صراحة- دون قصد-أكذوبة هدف استعادة الشرعية اليمنية، وقد كانت آخر هذه التصريحات ما أعلنه الجبير في مؤتمر صحفي آخر عقده يوم الأربعاء الماضي أمام مجلس العلاقات الخارجية بوزارته بقوله : ( المملكة العربية السعودية لن تسمح لإيران و حزب الله اللبناني بالسيطرة على اليمن من خلال حركة الحوثيين).!
 
*نقلا عن رأي اليوم مع تصرف بالعنوان.
 

التعليقات