تساؤلات مٌرة
الجمعة, 07 ديسمبر, 2018 - 05:01 مساءً

سألتني "آليس" ذات يوم قبل ان ترحل:
 
هل يتحتم علينا ان نسلك كل طرق التعاسة لندرك طريق السعادة ..؟!
 
لم اكن ادرك تماماً وقتها كيف ينبغي ان أجيبها لكنني اليوم يا "آليس" أدركتُ أن أحلاماً تُنخر من تحت ستار أبيض وأوطان تهدم من وراء قطعة خبز يُقذف بها في أفواهنا نحن آلاف البشر التعساء لنُداس من أجل إرهابٍ يبقى ليخيط أحلامنا بخرم بندقيته الغادرة ويرمي بنا في مكان سحيق.
 
يا أنت يا أيها العالم الغادِر الأعور..لم تكن إنساناً يوماً.. حين أهديتَ الإرهاب حذاءاً ..فأرتداه بالمقلوب ليدوسني أوجاعاً من موت.
 
أبشرٌ انا خُلقت من أجل حذائه العتيق ..؟
 
أم قطعة بالية إرتدت عن وجه الشمس لتمسح بها له ذلك الحذاء..؟
 
وتسحقُ أوطان آمالي التي تعلقت بقرص الشمس، وتربي في حضني أفعى لتفتح فاها ذات زمن تعيس لتبتلعني مقبلاتٍ بعد ابتلاعها لوجبة الوطن الدسمة.
 
أتودُ ان تصنع لنا " آري" و آطلانطس" آخر لنعيش مآسيكم التي لازلت الى اليوم تعاني أوجاعها الفظيعة ..لنعيشها نحن من جديد مدى الدهر . ..؟!
 
لا أدري يا "آليس" كيف أصبح العالم أعور إلا أنني بلا شك عرفتُ أن طرق التعاسة والوجع لم تكن خياراتنا لنسلكها بل كانت إجبارية علينا.
 
- إلا أنني يا "آليس" كإنسان حاول ان يعيش في وطنٍ كل مافيه يدعوك الى الموت،كلما وجدت مركباً يأخذني الى الشاطئ أجده مثقوباً ومخروقاً بألآم كل الجوعى والمشردين والقتلى فأخرُ على وجهي صريعاً تعيساً.
 
- لا أدري يا آليس كم سأبقى أبحث عن وطني الذي غاب في أفواه الذين إبتلعوه ليمضغوه وهناً على وهن.
 
- ولست أدري إلى متى سأظل أبحث عن كرامتي المفقودة في مغارات القرون الخالية مني، والى متى سيظلون يختطفون أحلامي وآمالي بل حتى جسدي وعقلي ليقذفوني في غيابة السجن ليلتقطني بعضُ الطغاة جلداً وضرباً وصعقاً وحرقاً وسلخاً..وهذا العالم الأعور ينظرُ اليّ بعينٍ مقلوبة..!!!
 
- يا إلهي هل أنا آخر إنسان في هذا العالم ، أم انها القيامة أتت من بعدي ..؟
 
أم أنني انا من مات ودفن هُنا وهذا هو جحيمك وهؤلاء هم زبانيتك وكنت أحسبهم طغاة..؟
 
لكنني لم أكن ظالماً قَط لتجلدني زبانية الجحيم، كل ما فعلته أنني حلمتُ بوطنٍ يمضي وعدلٍ يقضي..وأطفال الى أحلامها الوردية تمضي.
 
فأي موت ينتظرنا على أيدي هؤلاء الطغاة، وأي عالمٍ غادرٍ تركنا للموت والجوع والمرض وآساطير كهف كَتبت علينا الموت.

*هذا المقال هو أحد المقالات المميزة من مسابقة ابداعية تنافسية في فيسبوك لأفضل النصوص التي تشخص الوضع في اليمن بفكرة مقترحة من الزميلة فكرية شحرة، وينشرها الموقع بوست بشكل حصري.
 

التعليقات