الكلب للسلام أقرب
الأحد, 09 ديسمبر, 2018 - 09:31 مساءً

من على الرصيف هناك تسمرت عيناي في لوحة فنية لم أجرؤ للحضة واحدة أن أفكر في خلفيتها فقد كان يدلل كلبه ويخرج الشيكولاه الفاخرة من جيبه ليفتحها بحنان ويضعها في فم كلبه.
 
لوحة مذهلة خالطت شغاف قلبي، واعلنت في تلك البرهة من الزمن أن لا سلام ولاحب الا هنا وهنا فقط وعاد خيالي للحظات الى هناك حيث الدمار والخراب والقتل والتفخيخ حيث يموت البشر قبل الكلاب.
 
صورتين تسمرتا في خيالي لحظة تدليل الكلب.
 
وهنا وللتو ظهر أمامي فيديو التاريخ وهو يعيد مشاهد مروعة تجعل من لوحته الفنية وهو يدلل كلبا مشهدا حيا وهو يسبح في عصير الدم وقطعة الشوكولاتة ليست سوىقطعة لحم لهندي أحمر قضى في مذبحة حفلة الشواء كما سماها (كوتون ماثير) راعي كنيسة بوسطن حين ذبح فيها 600 هندي من الهنود الحمر وهذه ليست سوى واحدة من آلاف المجازر الذي ارتكبت في حق الهنود الحمر.
 
150ألف من الهنود الحمر تم القضاء عليهم خلال ثلاثة قرون من الزمان في تاريخ الولايات المتحدة المشرف.
 
أحداث الفيلم تتسارع لتطوي أحداثا دامية لا يتصورها بشر وتتقزم أحداث اليوم أمام بشاعتها.
 
لوحة فنية واحدة لكلب وراعي نقلت خيالي الى مشاهد مخيفة في العصر الحديث تقشعر لهولها الأبدان من معسكرات الإبادة في الحرب العالمية الثانية الى المجازر الوحشية في فيتنام مئات الآلاف ماتوا بين القتل والحرق وما قصة الطفلة الفتنامية (كيم فوك فان) عنا ببعيد وهي تجري عارية بعد أن تخلصت من ملابسها المحترقة هي ومجموعة من الاطفال بعد هجوم القوات الامريكية على قريتهم بالنابالم وقد نجت تلك الطفلة بعد أن تخلصت من ملابسها.
 
لوحة فنية لراع وكلب وأخرى درامية اهتزت لها جنبات الكرة الأرضية وعجلت بوقف حرب فتنام.
 
قصص دموية مخيفة بل وقائع وشهادات وأفلام رعب حقيقية مسرحها العالم كله ولم تترك حتى البلاد العربية تعيش بسلام فيديوهات أخرى تعود للذاكرة مسرحها الوطن العربي.
 
نبدأ من العراق حيث مات مليونا عراقي تحت سياسة الحصار الامريكي.
 
قتل الامريكان655الف مدني ناهيك عن انتهاكات أبو غريب وغيره من الارهاب الامريكي.
 
عودوا بخيالكم الى فلسطين ومذابحها وبلاد الشام ومجازرها واليمن عدن والجزائر وليبيا.
 
لهذ فهذا ديدنكم والا فما الداعي لتدليل الكلب وانتم تدعمون جماعات ارهابية مسلحة.
 
الا تريدون لنا أن ننعم كما تنعمون ويفرح أبناؤنا كما يفرح أبناؤكم لماذا يحترق أطفالنا بنيران الحروب الذي لا تريدون لها أن تخمد وأطفالكم في المدارس والملاهي ينعمون.
 
نحن وإياكم بشر تجمعنا إنسانية واحدة فارسموا صورة أخرى لكم وأنتم تدللون شعوب العالم بعطفكم لا كما تدللون الكلب بلحمنا.
 
*هذا المقال هو أحد المقالات المميزة من مسابقة ابداعية تنافسية في فيسبوك لأفضل النصوص التي تشخص الوضع في اليمن بفكرة مقترحة من الزميلة فكرية شحرة، وينشرها الموقع بوست بشكل حصري.
 

التعليقات