خيوط اللعبة
الإثنين, 18 أبريل, 2016 - 08:33 مساءً

بالأمس خلدت إلى النوم وانا مسرور جدا، لأن اليمن أصح لديها رصيد من الوثائقيات بحجم "خيوط  اللعبة" الذي أعده وأخرجه الزميل جمال المليكي، وشاهده ملايين اليمنيين والعرب في شتى أنحاء العالم عبر قناة الجزيرة..
 
 
وعليه فقد أدهشنا الفيلم باستقصاء الأدلة والبحث عن المعلومة التي قد يعرفها الكثير من الناس، لكنهم في الأول والأخير تلقفوها من وسائل التواصل أو مما كتبه فلان أو علان، وليس من مصدرها، لذا فقد لزم إثباتها من خلال أدوات التحقيق الاستقصائي! وهل الاستقصاء إلا وضع "فرضية" قبل النزول للتحقيق فيها ثم إثباتها والبحث عنها من مصادرها الوثيقة والأكيدة؟ وذلك ليس متاحا لأحد من مستوانا كمواطنين صحفيين أو ناشطين أو حتى صحفيين محليين أو سياسيين..
 
 
أما أنا فأزعم أن معظم ما جاء في الفيلم جديد ولذيذ ومدهش، وهاكم شيئا من الأدلة على ذلك:
 
من منا قد استرق السمع أو حصل على تسجيل للرئيس المخلوع صالح ومبخوت المشرقي وهما يخططان لإيقاع علي حميد جليدان في شرك التواطؤ مع مليشيا الحوثي والسماح بوصولها إلى صنعاء، وعلى حسابه ومن خزينته؟؟ لا أحد..
 
 
من منا كان يعرف أن وزير الدفاع محمد ناصر واللواء الذفيف وأبو علي الحاكم اضطروا للاجتماع في همدان داخل دورة مياة "حمّام - اعزكم الله"، قبل أن يتفوه بها الزميل الرائع عدنان الجبرني أو الشيخ المناضل خالد الجماعي؟ لا أحد..
شخصيا: لا أجد حرجا في القول أنني كنت بحاجة إلى تأكيدات العميد د.عبدالله الحاضري للتثبت من معلومة توجيه وأمر الرئيس هادي للواء الأحمر في حينه بالصعود إلى الفرقة الأولى وهي في تلك الحالة الرثة من التجهيزات، وكذا قصة المقاتل الأخير الشهيد "صادق مكرم" التي كتب عنها الكثير، وأن أسمعها من شخص مسئول أو حتى من مرافقه الشخصي.. وهذا هو الوثائقي الذي نبحث عنه، وإلا فماذا ننتظر غيره؟.
 
كما أنني كنت أحتفظ بمساحة من الوطنية لوزير الدفاع قبل مشاهدة الفيلم.. كنت أقول في نفسي لا يمكن أن يقوم بكل ذلك لوحده أو بأمره، من يكون محمد ناصر أحمد هذا، لابد من أن ذلك توجه عام للدولة من باب الانحناء للعاصفة.. حتى استمعت لمنطوق الحكم عليه من مصدر عسكري بأنه خان شرفه العسكري وباع الوطن. وما زال في النفس رغبة في التعمق أكثر، وهي دعوة للاستقصاء في فيلم وثائقي جديد عن طبيعة ما فعله الرجل، أعني وزير الدفاع "ناصر".
 
كثيرون لم يسمعوا أبدا من العقيد عسكر زعيل شيئا عن حروب صعدة الست وهو الاسم الذي كان حاضرا فيها بقوة لاسيما بعد محاولة اغتياله عقب خروجه من مسجد الهادي بصعده في 2005 تقريبا، وقل مثل ذلك عن الإحداثيات الخاطئة التي كان صالح يرسلها للطيران السعودي، وغيرها مما جاء به الفيلم موثقا بالأدلة والاستقصاء.
 
أما اختيار محمد ناصر المقبلي كرمز قيادي لثورة فبراير فقد كان أكثر من رائع ويدل على عمق متابعة مخرج ومعد الفيلم لأحداث الثورة اليمنية، كيف لا، وهو من لازم استوديوهات الأخبار في الجزيرة لتحليل الأحداث الثورية منذ لحظتها الأولى وما بعدها من أحداث.
 
لعرض الفيلم في هذا التوقيت دلالات كبيرة، إذ ستجلس الأطراف على طاولة مشاورات الكويت اليوم، وقد قطع التحالف العربي والجيش والمقاومة الشعبية، الشك باليقين في أن أهداف هذه المليشيات الإيرانية ليست وليدة مظلومية ولا ردة فعل مذهبية، بقدر ما هي استراتيجية مرسومة منذ زمن، كما أوضح الفيلم بالأدلة والاثباتات القاطعة.. 
 

التعليقات