لأنها تركيا
الاربعاء, 20 يوليو, 2016 - 06:17 مساءً

تركيا تنتصر .تهزم الإنقلاب .تبدع نموذجها الخاص في كسر المؤامرة وانهاء المغامرة وتطويق المخطط الإرهابي الكبير . تنجز تعابيرها الفريدة في التعامل مع هذه الإندفاعة الإنقلابية المسلحة والتى هاجمت بليل . كان الهدف اسقاط تركيا الدولة والنظام والتجربة ، هذا يقين الشعب التركي الأمر لا يتعلق بحزب العدالة والتنمية ولا بالرئيس أردوغان شخصيا . 

تركيا مثال ملهم في السياسة و الحكم والنهضة والتحولات الكبرى المشهودة . 

استطاع الأتراك بجهد متواصل ومثابر ومتعاضد وعبر السياسة التغلب على كثير من المشكلات والعوائق التى تضع السياسي في دائرة الإشتباك مع المؤسسة العسكرية وتبقي العلاقة بينهما في حالة تأزم وتوتر وقلق متبادل . 

اليوم يخرج الجيش ليحمي النظام السياسي باعتباره رمز المشروعية والجمهورية والمعبر عن ارادة الشعب التركي وحريته وكبريائه . ومازالت التجربة التركية استثناءا فاضحا لأولئك الذين تربوا في قلب الديكتاتورية وظلوا أوفياء لتقاليدها البوليسية القمعية وتوجهاتها الرافضة للتغيير والمناهضة للديمقراطية وبمواقفه المؤيدة لثورات الربيع العربي خاصة أوغر النظام التركي صدور سراق الحكم وكسب عداوة أولئك الذين انقلبوا على خيارات شعوبهم ووقفوا ضد التغيير الديمقراطي واعادوا الديكتاتوريات بأبشع الصور والتجليات . كان هؤلاء هم الحفلة الشامتة و" الهتيفة " الأكثر حماسا وهوسا واندفاعا في اطلاق المزاعم والتخرصات والتصريحات الفرحة المستبقة 

كانت أصواتهم المشحونة بالعداء اعلى بكثير من جلبة الإنقلاب ودوي المواجهات المحدودة بين إسطنبول وأنقرة . 

تصوروا الأمر بذات اليسر. اعتقدوا امكانية تنفيذ اطاحات سهلة مماثلة 
لكنها تركيا تقدم درسا كبيرا في اسقاط هذه المحاولة وإفشال المراهنات عليها 
تركيا لاتنقلب ضد ذاتها بسهولة . 

الجيش يحمي الدولة والنظام السياسي ومكتسبات الجمهورية 

الأحزاب من اليمين الى اليسار الى الوسط كلها ضد الإنقلاب .

الشارع لا ينقلب ضد نفسه وضد خياراته وارادته .يخرج واقفا ضد الإنقلاب .

يخرج استجابة لرئيسه المنتخب كي يحرس سلطته وارادته ويقف ضد الإنقلاب .لم يخرج لكي يطيح بجمهوريته ولا لكي يحمل قاهريه الى سدة الحكم .لم يحتشد من أجل انجاز ملهاة كبيرة يستعيد فيها كل ماكان تخلص منه من القيود والأغلال والإهانة والإذلال 

كانت تركيا اكبر من الإنقلاب اكبر من أن تقف ضد نفسها وارادتها الحرة . أكبرمن أن تسلم مصيرها للإستبداد .

تحسم تركيا وقوفها ضد هذه الإرتدادات الهمجية . وتحقق الكثير من الانتصارات على مستوى الروح الوطنية الواحدة .والتى نجحت في التصدي لهذه العملية ببسالة وثقة وتماسك وشعور واضح بالمسؤولية التصريحات والتعبيرات الخاصة والعامة لم تخذل روح تركيا ولم تخن نفسها ولم تسلم مصيرها للخيانات ،ليست كبلدان الخيبة ،حيث الإنتخابات والإنقلابات والإرتكاسات الكبرى المفزعة . 

حيث لا سواند ولاروافع مؤسسية ومجتمعية حامية وضامنة 

وحيث استهلكت قوى التغييراعمارها على صعيد تحسين المسار الديمقراطي والتعددي ولضمان اكبر قدر من نزاهة الانتخايات 

واكتشفت أن هذا المسار ابعد مايكون عن الدولة وعن التغيير الحقيقي المحمي من كل الإختراقات

التعليقات