لويس إنريكي آخر ضحايا ناد مفترس
- أ ف ب الجمعة, 03 مارس, 2017 - 09:56 صباحاً
لويس إنريكي آخر ضحايا ناد مفترس

بعد ثلاثة مواسم على رأس الجهاز الفني، بات لويس إنريكي الضحية الأخيرة لـ"مطحنة" المدربين في نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، في خطوة تثبت صعوبة الثبات في النادي الكاتالوني الدائم الطموح.
 
وعلى الرغم من أنّ قرار إنريكي (46 عاماً) شكل مفاجأة، إلاّ أنّ التقارير الصحافية خلال الفترة الماضية كانت تلقي بظلال من الشك حول إستمراره مع برشلونة الذي يقدّم نفسه مراراً على أنه "أكبر من ناد".
 
وعلى الرغم من أنّ تدريب النادي الكاتالوني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي هو طموح كل مدير فني، إلاّ أنّ إنريكي يستعد للتخلي عن هذا المنصب المرغوب بملء إرادته، مع تبرير وحيد هو الإرهاق.
 
وقال إنريكي عندما أعلن الأربعاء أنه سيرحل في نهاية الموسم "الطريقة التي أعيش فيها هذه المهنة... تعني بالنسبة إلي ساعات قليلة جداً من الراحة".
 
وإنريكي هو ثالث المدربين الأكثر ألقاباً في تاريخ النادي الكاتالوني (ثمانية ألقاب) بعد مواطنه جوسيب غوارديولا والهولندي يوهان كرويف، وهو جدير بالإستمرار في منصبه قياساً على النتائج وحدها، لكن الإستمرار أكثر مع برشلونة يتطلب استثماراً شخصياً قد يفوق في بعض الأحيان طاقات الكائن البشري.
 
ويرى اللاعب السابق ألفونسو بيريز زميل إنريكي في ريال مدريد (1991-1995) وبرشلونة (2000-2002)، "تمضي الأمور على هذا المنوال طوال السنة مع وجود مزيد من المسابقات والمباريات والإنتقالات، وهذا يستنزف الطاقة بشكل هائل".
 
ويضيف المهاجم الدولي السابق "عندما نذهب إلى ناد كبير من هذا القبيل، نعرف ماذا يواجهنا. كثير من الضغط، وواجب القيام بعمل جيد. إنه إمتحان دائم".
 
والإرهاق هو السبب عينه الذي دفع غوارديولا إلى ترك برشلونة بعد أربعة مواسم (2008-2012) بعد استنزاف طاقته لوقت طويل.
 
وقال غوارديولا حينها "الوقت قادر على استنزاف كل شيء (...) هذا الإستنزاف يكون يومياً وفي الحصص التدريبية اليومية على مدى أربع سنوات".
 
وبدا لويس إنريكي في الأسابيع الأخيرة متوتراً، وهو ما انعكس بوضوح في مقابلة مع صحافي إثر الخسارة المذلة أمام باريس سان جرمان الفرنسي في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا (صفر-4).
 
وعلّقت صحيفة "سبورت" الكاتالونية اليومية على قرار إنريكي الخميس "الراحة، هكذا كان لسان حاله يقول منذ أشهر"، مضيفة "أنه الداء المزمن لكل من يتولى الإشراف على برشلونة: قلق متعاظم".
 
يعرف عن إنريكي أنه صاحب شخصية ورجل مبادىء وغير دبلوماسي إلى حد كبير. وتسبب هذا الطابع القاسي لشخصيته بتوتر دائم في غرف ملابس النادي المتخم بالنجوم.
 
ففي كانون الثاني (يناير) 2015، أحدث خياره إبقاء ميسي الذي أحرز جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات، على مقاعد الإحتياط، أزمة حادة في النادي كادت تكلفه منصبه.
 
وخلال المواسم الثلاثة التي أمضاها على رأس الجهاز الفني، لم تكن آراء إنريكي وخطابه محط تقدير دائم من لاعبيه، وصولاً إلى حد تعرّض خياراته التدريبية لانتقادات علنية من لاعب الوسط سيرخيو بوسكيتس بعد الهزيمة القاسية أمام باريس سان جرمان.
 
ويرى ألفونسو بيريز "أن يكون أفضل اللاعبين في العالم تحت قيادتك هو حلم كل مدرّب. لك، يجب أن يعرف كيف يدير غرف الملابس التي هي في ريال مدريد أو في برشلونة أكثر تعقيداً من أي ناد آخر".
 
ويوجز الأرجنتيني خيراردو "تاتا" مارتينيز الذي درب برشلونة لفترة وجيزة بين العامين 2013 و2014، الضغط الذي كان يتعرض له يومياً بكلمة واحدة هي "البيئة"، أي الصحافة والمعلقون والمشجعون.
 
وبرشلونة ليس مجرّد ناد متعدد النشاط الرياضي، بل يعد بمثابة مؤسسة كاتالونية وأوروبية وكونية. إنه النادي الثاني في تصنيف مؤسسة ديلويت للأندية الأعلى دخلاً في العالم (620.2 مليون يورو في موسم 2015-2016)، وعملاق إعلامي بضغط لا يحتمل.
 
وفي ظل هذه الضغوط، يتحول كل مؤتمر صحافي قبل المباريات أو بعدها، إلى ما يشبه الفخ. وغالباً ما يكون إنريكي خلال هذه المؤتمرات قاسياً ويرد بسخرية أحياناً، وقد أرهق تدريجياً من خلال الرد على أمور جدلية كثيراً ما وصفها بـ"السيرك".
 
وقال في 18 شباط (فبراير) "حتى وإن كنت في حالة سكر، لا أريد أن أقترب 10 أمتار على الأقل من تلفاز أو جهاز راديو.
 
وبوضعه حد للإثارة المتعلقة بمستقبله، يستطيع لويس إنريكي على الأقل أن يبقى هادئاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة المتبقية من مهمته مع الرغبة في إحراز الألقاب الأخيرة مع النادي الكاتالوني ليثبت للصحافة للمرة الأخيرة أنها مخطئة فيما تذهب إليه.
 


التعليقات