الولايات المتحدة الأمريكية تكثف تواجدها العسكري في اليمن (ترجمة خاصة)
- liberationnews الخميس, 17 أغسطس, 2017 - 05:31 مساءً
الولايات المتحدة الأمريكية تكثف تواجدها العسكري في اليمن (ترجمة خاصة)

[ تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير مؤخرا في اليمن ]

في الرابع من أغسطس/آب الجاري أفادت صحيفة "الواشنطن بوست" أن القوات الأمريكية متواجدة على الأراضي اليمنية، ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من إعلان الإمارات العربية المتحدة في بيان أن قواتها، جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية، تدعم الجيش اليمني في محافظة شبوة في محاولة لطرد مقاتلي تنظيم القاعدة المنتشرين في المدينة.
 
إنه أمر مثير للجدل، ماذا تعني الواشنطن بوست بالضبط بقولها "الجيش اليمني؟". إذا كنت لا تعرف أي شيء عن اليمن قد لا يلتفت انتباهك إلى هذا الجزء من هذه المادة.
 
بعد التفكير الطويل والبحث، يمكن للمرء أن يفترض أن الواشنطن بوست تعني بالقوات العسكرية، القوات الموالية لحكومة عبدربه منصور هادي. فقد كان عبدربه منصور هادي هو الرئيس المؤقت الذي انقلبت عليه جماعة الحوثي في عام 2015.
 
العديد من هؤلاء سيصف حكومة هادي بأنها "حكومة في المنفى". ما لم يذكر هو أنه قبل الحملة الجوية للتحالف العربي التي تدعمه الولايات المتحدة، كان البلد يعاني من حرب أهلية بين الأحزاب المختلفة في البلاد.
 
الحرب الأهلية في اليمن
 
في سياق هذه الحرب الأهلية، سيطر الحوثيون على الأجزاء الشمالية الأكثر اكتظاظا بالسكان ذات الزراعة الإنتاجية في اليمن.
 
ويبلغ عدد سكان اليمن حاليا 24 مليون نسمة، وتعتبر اليمن أكثر المناطق إنتاجية في الجانب الزراعي في شبه الجزيرة العربية، وبحسب جميع الحسابات، فإن الحوثيين تدعمهم الآن قوات موالية للرئيس المعزول علي عبدالله صالح، الذي كان الرئيس الذي استمر لأجل طويل و"الرجل القوي" الذي كانت تدعمه الولايات المتحدة إلى أن أسقطته حركة الربيع العربي والذي كان لها جزء في اليمن في عام 2011.
 
تدعم المؤسسة العسكرية الحاكمة التابعة للولايات المتحدة وحليفتها السعودية حكومة هادي والقوات المتحالفة معها، وذلك لأن الحوثيين تدعمهم وتزودهم إيران، لكن أي شخص لديه معرفة باليمن وتاريخه الحديث وديمغرافيته وجغرافيته يمكن أن يخبرك بأنه إذا كانت تلك القوات الموالية لعلي عبدالله صالح تساند الحوثيين، فإن الغالبية العظمى أو جزء كبير جدا من الجيش السابق يقاتل جنبا إلى جنب مع الحوثيين.
 
وبدون تدخل أجنبي، فإن حكومة هادي في الجنوب ستتفوق بأعداد كبيرة من الجنود والعتاد، ويشكل الجزء الشمالي من اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون والقوات الموالية لها موطناً لـ85& من السكان، ويضم التحالف الذي يدعم حكومة هادي الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والكويت والأردن والمغرب ومصر والبحرين والسودان.
 
لذلك، من أجل القول إن الولايات المتحدة تدعم "الجيش اليمني" في هذا السياق، دون استدعاء بالضبط من تلك القوات العسكرية، لا يجعل الشرعية لفصيل واحد.
 
ونظرا أن قوات هادي تسيطر على نصف الجزء الجنوبي من اليمن فقط بنسبة لا تتجاوز الـ15% من السكان، في حين تقبل الدعم من القوات الأجنبية المسؤولة عن الكثير من الدمار للحياة المدنية والبنية التحتية، ليثبت من السياق أن "الجيش اليمني " هي خدعة وصلت إلى الكذب الصريح.
 
المؤسسة العسكرية الأمريكية عازمة جدا على ظهور السيطرة على اليمن والحفاظ، إنها مستعدة لتدمير الجميع وكل شيء في اليمن، كي لا تسمح لحكومة ليست موالية إطلاقاً للإمبريالية الأمريكية أن تخرج إلى الوجود.
 
الولايات المتحدة والقاعدة
 
والهدف المنشود الذي دعا إليه مقال واشنطن بوست هو المساعدة في مهاجمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية واقتلاعها في نهاية المطاف.
 
يمكن القول بأن تنظيم القاعدة (بشكل عام) هو وسيلة تنتهجها مؤسسة الدفاع الأمريكية للتدخل في شؤون المسلمين والعرب، ويعود هذا التدخل إلى دعم الولايات المتحدة للقوى الأكثر رجعية الذي يمكن تصويره في حربها السرية ضد الحكومة الاشتراكية في أفغانستان في الثمانينيات، والعزلة والحصار المفروض على العراق وتدمير العراق منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا.
 
تحالف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهي الحركة التي تحاول إنشاء دولة ثيوقراطية في سوريا والعراق.
 
في العراق، الجيش الأمريكي يقاتلهم، وفي سوريا كانوا يقدمون لهم المساعدة والدعم في محاولة لتدمير واحدة من الدول العلمانية المستقلة في العالم العربية، وهي سوريا. وبمساعدة القوات الروسية، استعاد السوريون سيطرتهم على جزء كبير من المدينة ومحافظة حلب، ومن الواضح أنه لو لم يكن للدعم الدبلوماسي والعسكري الروسي للحكومة السورية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية كانت ستسمح لتنظيم الدولة الإسلامية بالسيطرة على سوريا.
 
وفقا لمادة الواشنطن بوست، فإن الولايات المتحدة قامت بما يقرب من 80 غارة جوية في اليمن منذ 28 فبراير الماضي. هذه الضربات الجوية، والتي تم معظمها عبر الطائرات بدون طيار، كانت "قذرة" بشكل ملاحظ، حيث تسببت في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين إلى جانب الأهداف المقصودة.
 
هذه الأهداف هي عادة من عناصر القاعدة الذين تم تحديدهم بشكل مختلف من خلال المخبرين، المراقبة بالأقمار الصناعية أو حتى المراقبة الإلكترونية لقوائم الدعوة لحفلات الزفاف.
 
فغارة الطائرات بدون طيار تستهدف المنزل بأكمله الذي يعيشون فيه أو حتى حفل الزفاف بأكمله الذي يحضره الهدف دون النظر في أي "أضرار جانبية"، وفي وزارة الدفاع يتحدثون بكثرة عن جرائم الحرب التي تقتل التي لا تفرق بين المسلحين والمدنيين.
 
وحتى مع هدف إخراج القاعدة، فإن العدد الكبير من الإصابات بين المدنيين يمكن أن يجعل شعبية الولايات المتحدة وسياساتها أكثر سوءا من أي وقت مضى بين ضحايا هذه الهجمات العشوائية.
 
وقد وصفت الأمم المتحدة اليمن بأنها "أكبر أزمة إنسانية في العالم". ما يلزم هو أن تتوقف الولايات المتحدة عن التدخل في اليمن.
 
ويتعين على التحالف الذى تقوده السعودية بدعم من الولايات المتحدة أن يوقف حملة القصف الوحشية في اليمن، فاليمن يجب أن يكون متحررا من جميع التدخلات الأجنبية، وفي عالم عادل يجب أن تدفع الولايات المتحدة والسعودية لإعادة بناء البنية التحتية اليمنية، ويجب على جميع الشعوب أن تدافع عن حق الشعب اليمني في تقرير مصيره.
 
نشرت المادة في موقع صحيفة ليبراتيون نيوز، وهي صحيفة أمريكية ورقية توزع داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
 
لقراءة المادة بنسختها الأصلية يرجى الضغط هنا


التعليقات