تحقيق لقناة أمريكية: الإمارات ورطت الأمريكيين في عملية يكلا وأمدتهم بمعلومات مغلوطة (ترجمة خاصة)
- خاص الخميس, 05 أكتوبر, 2017 - 04:43 صباحاً
تحقيق لقناة أمريكية: الإمارات ورطت الأمريكيين في عملية يكلا وأمدتهم بمعلومات مغلوطة (ترجمة خاصة)

[ حطام الطائرة الأمريكية التي احترقت بعد تنفيذ العملية ]

أوضحت تحقيقات أجرتها شبكة إن بي سي الإخبارية الأمريكية نشرت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري أن فريق الجيش الأمريكي (سيل) الذي نفذ أول عملية عسكرية له خارج أمريكا في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستهداف تنظيم القاعدة في اليمن تعرضت للاختراق وفشلت في تحقيق أهدافها رغم استمرار التنسيق لها لمدة ستة أيام.

وتقول القناة إن المراقبة العامة أشارت إلى أن البعثة التي كانت مهمتها استهداف القيادي في تنظيم القاعدة "قاسم الريمي" في الـ29 من يناير/كانون الثاني 2017 بمنطقة يكلا التابعة لمحافظة البيضاء آ تعرضت للاختراق، ولم تسفر في نهاية المطاف عن معلومات استخبارية كبيرة عن القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما جرى الإعداد لها.

اقرأ أيضا: الهجوم العسكري الأمريكي في رداع.. فشل استخباراتي أم خدمة متعمدة للانقلابيين؟

ونشرت شبكة إن بى سى الإخبارية تقريرها -الذي ترجمه "الموقع بوست"- بعد أن تحدثت مع "اثنى عشر مسؤولا في العمليات الخاصة" لكشف ما حدث من خطأ ليلة 29 يناير/كانون الثاني، مما أدى إلى وفاة قائد المجموعة الضابط ريان اوينز.

وقالت مصادر لـ"إن بي سي نيوز" إن الفريق لم يكن لديه ما يكفي من الوقت في الموقع لالتقاط الوثائق والإلكترونيات عند تنفيذ الحملة، مما يثير التساؤل في تصريحات البيت الأبيض بعد تنفيذ العملية ووصفها بأنها كانت ناجحة بشكل كبير.

ومن بين المعلومات الأخرى التي وردت في التقرير تفاصيل الحملة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والتنسيق بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ودور الجنرال المتقاعد مايك فلين في إقناع الرئيس دونالد ترامب بأن المخاطرة بالهجوم يمكن أن تميزه عن سلفه المتردد، وفقاً لـ"إن بي سي" الإخبارية.

وتتطابق هذه النتائج مع معلومات سابقة كانت قد نشرتها صحيفة نيويورك تايمز بعد يومين من العملية، وكشفت فيها بأن موافقة ترامب على العملية جاءت أثناء عشاء مع كبار مساعديه للأمن القومي بأربعة أيام سابقة من تاريخ العملية، ولم تتم الموافقة عليها في غرفة العمليات العسكرية كما كان يفعل كلٌ من باراك أوباما وجورج بوش.

وطبقا لمسؤولين في البيت الأبيض، قال فلين للرئيس إن نصيحة من الإمارات العربية المتحدة تشير إلى أن أحد الإرهابيين المطلوبين في العالم، قاسم الريمي، وهو زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد يكون موجوداً في اليمن، وشوهد هناك من قبل.

وأوضحت المصادر أن فلين قال إن القبض على الريمي أو قتله سيميز الرئيس ترامب عن أوباما، وقال فلين إن ترامب سيكون مخاطراً بعكس أوباما الذي كان موقفه متردداً دائماً، وسيشرف الرئيس على حلفاء الخليج الذين يعملون في اليمن، وتقول مصادر متعددة إن فلين أطلق على الأسبوع الأول مسمى "لعبة تغيير"، وهي إشارة إلى التغيير الذي كانت ستحدثه عملية استهداف الريمي.

اقرأ أيضا: عملية البيضاء الفاشلة اختبار مبكر لترامب واتخاذه للقرارات

وبحسب تحقيق القناة، فإن العملية التي وقعت في قرية يكلا بمحافظة البيضاء كانت مخصصة لجمع الوثائق والإلكترونيات التي من شأنها أن تكشف عن توسع عضوية وتركيزات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وبصورة غير رسمية، وستتيح فرصة للقبض على قادة في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مثل الإرهابي المطلوب، قاسم الريمي، الأمير الحالي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي كان من المفترض أن يكون في الموقع، وفقا لمصادر فلين الإماراتية.

وتواصل القناة "لم يكن الريمي في الموقع، على الرغم من مقتل 14 مقاتلا من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأسفرت الغارة أيضا عن مقتل أوينز وإصابة خمسة آخرين من أفراد الخدمة، ووفاة ما لا يقل عن 16 مواطناً يمنيا، كان 10 منهم دون سن 13 عاما".

وأعرب بيل أوينز والد قائد المجموعة الذي سقط في العملية عن شكوكه إزاء ضرورة العملية والإحباط إثر إصرار البيت الأبيض على أن المهمة كانت ناجحة.

وقال أوينز، وهو من قدامى المحاربين في الجيش والبحرية الخضراء، لـ"إن بى سى نيوز": "لا تتخفوا وراء وفاة ابنى بمحاولة تبرير أن هذه العملية كانت ناجحة.. لأنها لم تكن".

وكانت العملية التي نفذها الجيش الأمريكي في رداع أدت الى تحطم الطائرة الأمريكية، ومقتل قائد المجموعة، ومصرع ثلاثين مواطنا يمنيا بما فيهم "نورا"آ ابنة أنور العولقي الذي قتل هو الآخر في غارة جوية نفذت في الـ30 من سبتمبر/أيلول من العام 2011.

* نشر التقرير في موقع "المهمة والغرض" (taskandpurpose)، وهو موقع أمريكي أطلق في عام 2014 لتوفير وجهات نظر أصيلة على القضايا العسكرية في حقبة ما بعد الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001.

ويهدف الموقع إلى إعطاء صوت لأعضاء الخدمة من قدامى المحاربين والأسر العسكرية الذين يعرفون أفضل من أي شخص آخر تأثير الحرب العالمية على الإرهاب، ويتكون فريق العمل من قدامى المحاربين وأفراد الأسرة العسكرية والصحفيين الذين غطوا الحروب في العراق وأفغانستان.

يمكن قراءة المادة في موقعها الأصلي على الرابط


التعليقات