قالت بأن حرب اليمن تدخل مرحلة مظلمة
عبدالوهاب الآنسي لنيويورك تايمز: الإمارات والسعودية طلبتا من حزب الإصلاح التواصل مع المؤتمر (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الأحد, 24 ديسمبر, 2017 - 12:42 صباحاً
عبدالوهاب الآنسي لنيويورك تايمز: الإمارات والسعودية طلبتا من حزب الإصلاح التواصل مع المؤتمر (ترجمة خاصة)

[ الصحيفة قالت بأن سيطرة الحوثي الكاملة ستجعله في عزلة ]

قال الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح بأن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة طلبتا من حزب الإصلاح التواصل مع قيادة المؤتمر الشعبي العام في صنعاء لبحث رؤية موحدة في العمل ضد الحوثيين.
 
وقال الآنسي في تصريحه لصحيفة نيويورك تايمز إن لقاء الحزب بولي العهد السعودي والإماراتي كان نقطة تحول، لكنه أكد بأن عملية التواصل مع حزب صالح في صنعاء ستستغرق بعض الوقت حتى تتضح الصورة لما يحدث في الواقع بصنعاء.
 
وأضاف الانسي: "نحن ببساطة نواجه صعوبة بالغة في الوصول إليهم"، واصفا الحال بالأوقات المربكة.
 
وتقول الصحيفة في تعليقها على قطع حزب الإصلاح علاقته بجماعة الإخوان المسلمين إنه يبدو كافيا لضمان دول الخليج في البحث عن حلفاء، نتيجة تصنيفها لجماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية من قبل بعض دول الخليج العربي.
 
الصحيفة تطرقت في تقريرها للتطورات الأخيرة التي وقعت في صنعاء منذ مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري.
 
وتشير الصحيفة إلى أن المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء العاصمة شددوا قبضتهم على المدينة وشعبها في الأسابيع الأخيرة وأغلقوا الدخول إلى الإنترنت ومنعوا مواقع التواصل الاجتماعي، كما أرسلوا مسلحين لمهاجمة منازل أي شخص يشتبه به في معارضتهم، كما تم احتجاز مئات الأشخاص فيما تزداد أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود، مما يهدد بتفاقم أزمة إنسانية خطيرة أصلا.
 
وتؤكد بأن توطيد السلطة من قبل المتمردين، الذين يتماشوا مع إيران والمعروفة باسم الحوثيين، هو فصل جديد قاتم في الحرب في اليمن ويسلط الضوء على الحواجز الهائلة التي تواجه الجهود الدولية لإنهائها، كما يؤكد هذا فشل خصوم الحوثيين، الذين يشملون قوات يمنية أخرى ودول عربية مثل السعودية.
 
وتضيف: بدأ هذا الشهر بحدث كان من الممكن أن يغير مسار الحرب، قتل القوات الحوثية علي عبد الله صالح، الرئيس السابق لليمن الذي كان حليف المتمردين الأهم في الحرب.
 
إن اليمن على وشك المجاعة، وهي واحدة من أفقر البلدان في الشرق الأوسط ومزدهرة بالصراع، وهي الآن مغلقة عمليا عن العالم بسبب الحصار البحري والجوي الذي تفرضه المملكة العربية السعودية.
 
 تحالف صالح مع الحوثي
 
كان صالح، الذي شغل منصب الرئيس لمدة ثلاثة عقود قبل أن يتم الإطاحة به في عام 2012 بعد انتفاضة الربيع العربي، شخصية بارزة في السياسة اليمنية في التحالف مع الحوثيين، وهي حركة إسلامية غير متطورة من شمال اليمن، وقدم صالح لها الفطنة السياسية والقوات المدربة تدريبا جيدا، ومجهزة بشكل جيد.
 
كما أتاح تحالف الحوثي مع حزب صالح السياسي ممثلا بالمؤتمر الشعبي العام قاعدة سياسية أوسع مما كان سيحصلون عليه، ولكن في النهاية، ندد صالح بالحوثيين وقال إنه يريد تحويل "صفحة جديدة" مع السعودية لإنهاء الحرب، وفي 4 ديسمبر / كانون الأول، قتله الحوثيون.
 
وقد سعت السعودية والأعداء الآخرين للحوثيين منذ فترة طويلة إلى تقسيم حزب صالح والمتمردين والتفريق بينهما، معتقدين أن قوات الحوثيين سوف تضعف بسهولة إذا تحول الموالون لصالح ضدهم، لكنهم لم يكونوا مستعدين للاستفادة من الوضع عندما حدث فعلا، وقد بذل الحوثيون كل ما في وسعهم للتأكد من أن الموالين لعلي عبدالله صالح المتبقين لا يشكلون أي تهديد.
 
وقد أدى ذلك إلى حملة قمع في صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث قام المقاتلون الحوثيون باعتقال المئات من الموالين لصالح، وفقا لما ذكره عادل الشجاع القيادي في حزب صالح والمتواجد في القاهرة، والذي قال إن حوالى 45 من أبرز 50 قياديا فى الحزب ما زالوا فى صنعاء، وإن حوالى 15 منهم تحت الإقامة الجبرية، والباقي في مختبأ، ونبحث عن سبل لإخراجهم مع أسرهم خارج مدينة صنعاء.
 
وقال الشجاع إن زوجته وأطفاله لا يزالون في صنعاء ويعيشون في خوف، وأضاف "إنهم يقضون كل دقيقة يتساءلون عما إذا كان سيتم القبض عليهم".
 
مقتل صالح
 
جاء مقتل صالح بعد أن أقام اتصالات جديدة مع المملكة العربية السعودية وحلفائها، والتي تأمل أن يتمكن هو وموالوه من تحويل تيار الحرب.
 
وحتى الدول الغربية مثل الولايات المتحدة كانت تأمل في أن حزب صالح يمكن أن يلعب دورا في المفاوضات لإنهاء الصراع الذي بدأ في عام 2014 عندما قام الحوثيون والقوات الموالية لصالح في الاستيلاء على صنعاء، وفي وقت لاحق أرسلوا الحكومة المعترف بها دوليا إلى المنفى.
 
بعد بضعة أشهر، بدأ ائتلاف بقيادة السعودية حملة تفجير عقابية أخفقت في دفع الحوثيين إلى الوراء في الوقت الذي تكثفت فيه أزمة إنسانية، لكن أعضاء حزب صالح الذين تمت مقابلتهم مؤخرا قالوا إنهم كانوا سيعملون  لتحويل الحزب ضد الحوثيين، لكن مقتل صالح جاء أولا.
 
وعلى الرغم من أن العديد من أعضاء حزب صالح أرادوا الانضمام إلى التحالف بقيادة السعودية التي كانت قد قصفتهم لسنوات، ومحاربة الحوثيين لكنهم يفتقرون إلى القدرة على القيام بذلك.
 
 وقال عاصم الشميري، الصحفي اليمني في صنعاء والمقرب من الحزب: "هناك اكتئاب عميق لدى معظم الناس بعد رحيل صالح، بعد أن رأوا أنه الحل الأخير للتخلص من الأزمة".
 
وقال "إن العاصمة تشهد أسوأ أيامها من حيث الوضع الإنسانى والنفسى والعسكرى والسياسى وإن القلق يحوم فوق الجميع".
 
رؤية الحوثيين
 
ويعتقد العديد من الحوثيين أنهم دمروا حزب صالح، وقال القيادي الحوثي أحمد عبد الوالي الذهب عبر الهاتف: "لقد توفي الحزب" و "من الواضح أن أولئك الذين هم تحت الإقامة الجبرية لن يصلوا إلى أي شخص، و لا يمكن أن يذهبوا إلى أي مكان".
 
وللحفاظ على أعدائهم من التآمر ضدهم، استخدم الحوثيون سيطرتهم على البنية التحتية للاتصالات في اليمن لإغلاق الوصول إلى الإنترنت لعدة أيام في نهاية المطاف ومنع مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك.
 
وقال الذهب في تبريره لقطع الاتصالات: "لدينا شركات اتصالات في صنعاء مليئة بالأشخاص الذين تلقوا تعليما في الخارج، وكان علينا أن نوقف أعدائنا من التواصل".
 
ويتوقع بعض المحللين أن العزلة السياسية للحوثيين سوف تلحق بهم، إما لأن المعارضة لحكمهم سوف يصبح من الصعب جدا إدارتها، أو لأن المال سوف ينفد منهم، وسوف يصبحون غير قادرين على تقديم الخدمات في المناطق التي يحكمونها.
 
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بالفعل من نقص حاد في الكهرباء، مما أسهم في أسوأ تفشي للكوليرا في العالم، ولم يحصل العديد من موظفي الخدمة المدنية على رواتب لأكثر من عام، مما دفع العديد من الأسر التي كانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى نحو الفقر.
 
وأفادت وكالة أنباء أسوشييتد برس أن مسؤولين في القبائل اليمنية قالوا إن غارة جوية شنتها قوات التحالف بقيادة السعودية السبت أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة 25 آخرين في صنعاء، وقال المسؤولون إن الغارة الجوية استهدفت تجمع رجال القبائل الذين يدعمون الحوثيين.
 
وقد سعى التحالف الذي تقوده السعودية إلى إيجاد طرق أخرى لزيادة الضغط على الحوثيين.
 
*نشرت المادة في موقع صحيفة نيويورك تايمز، ويمكن الرجوع إليها على الرابط هنا
 
*الترجمة خاصة بالموقع بوست.
 


التعليقات