سفير أمريكي سابق: دعم واشنطن للسعودية في اليمن قد يقوض أمن أمريكا (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الأحد, 31 ديسمبر, 2017 - 10:20 مساءً
سفير أمريكي سابق: دعم واشنطن للسعودية في اليمن قد يقوض أمن أمريكا (ترجمة خاصة)

[ نصح السفير الأمريكي بلاده بدعم السلام في اليمن ]

في موقع (washingtonexaminer) كتب دانيال سبيخارد، سفير الولايات المتحدة السابق مقالا عن الوضع في اليمن، وحالة المجاعة التي تعيشها البلاد مؤخرا.
 
يقول دانيال وهو الآن مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي، والرئيس التنفيذي لشركة اللوثري العالمي للإغاثة، وهي منظمة عالمية غير ربحية للتنمية البشرية والتنمية إن الصور المروعة للأطفال الجوعى من اليمن، تسلط الضوء أخيرا على ما أصبح يعتبر أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
 
ويضيف في مقاله الذي ترجمه "الموقع بوست" والذي جاء بعنوان "وقف القتال في اليمن": لكن اليمن لم تلهم بعد غضب وحشد العالم كما حدث في المجاعة الإثيوبية التي وقعت سنة 1984م، متسائلا إن كانت بلاده قد تورطت بالفعل في الحرب اليمنية".
 
يقول دانيال: مثل العديد من أزمات العالم، فإن سبب المعاناة في اليمن هو نزاع مسلح، حيث كان التحالف الذي تقوده السعودية، بدعم مالي من الولايات المتحدة، قد شن حملة تفجير عشوائية دمرت البنية التحتية العامة وأدت إلى مقتل آلاف المدنيين، كما أدى البؤس الناجم عن الفوضى على الأرض إلى تفشي وباء الكوليرا الذي أصاب ما يقرب من مليون شخص. كما أن الحصار السعودي المطول على موانئ الدخول اليمنية، والذي لم يرفع إلا جزئيا على الرغم من الضغط الذي تمارسه إدارة ترامب، منع المساعدات المنقذة للحياة من الوصول إلى ضحايا الحرب.
 
وأردف: نظرا للدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى المملكة العربية السعودية، علينا أن نعترف بأننا نتشاطر بعض المسؤولية عن هذه الأزمة، كما أن مشاركتنا لا تخاطر فقط بالسلطة الأخلاقية بل أيضا سوء التقدير الاستراتيجي، حيث يعتبر القتال في اليمن بديلا لمواجهات بين السعودية وإيران.
 
وفقا للسفير الأمريكي في مقاله فلم يتمكن مجلس النواب الأمريكي من تجاهل الكارثة الإنسانية بعد أن أصدر مؤخرا قرارا يدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات لمنع وقوع خسائر فى صفوف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وفي حين أن الشعور بالقرار الصادر عن الكونغرس غير ملزم، فقد يكون من المفيد توجيه السعوديين إلى الإعلان عن تخفيف الحصار المفروض على اليمن والذي حال دون وصول الإمدادات الإنسانية إلى البلاد.
 
ويشير إلى أن القرار لا يفعل شيئا لوقف الدعم الأمريكي للحرب، بما في ذلك توفير الأسلحة واستهداف المعلومات، فضلا عن إعادة تزويد الطائرات الحربية بالطائرات التي تزود بالوقود، للمملكة العربية السعودية وحلفائها الآخرين الذين قتلت قصفهم المدنيين الأبرياء، ودمرت الكثير من البنية التحتية العامة، الأزمة الصحية الآخذة في الاتساع.
 
وقال دانيال: بوصفي زعيما لمنظمات إنسانية قائمة على الإيمان، فإنني مضطر إلى أن أتكلم بالنيابة عن الأبرياء والأكثر ضعفا الذين وقعوا في تبادل لإطلاق النار، وفي الوقت نفسه، فإن عقودي من الخدمة كدبلوماسي أمريكي أيضا تجعلني أتساءل عما إذا كانت مصالحنا الأمنية الوطنية الأمريكية تتقدم من خلال مواءمة أنفسنا مع طرف في هذا الصراع.
 
وأضاف: أنا أعلم منذ كنت نائبا للسفير في العراق الأثر المزعزع للاستقرار وإنتاج الأزمات الإنسانية على المجتمعات التي تحتاج إلى السلام والمصالحة، ويمكن أن يكون لها تأثير حفاز على الإرهاب.
 
واعتبر تأييد بلاده الوثيق ودعمها العسكري للسعودية إضافة إلى جهود بلاده في اليمن قد يؤدي في الواقع إلى تقويض أمن الولايات المتحدة، وستستخدم صور مئات النساء والأطفال الذين قتلوا، وصور الأطفال الذين يعانون من الجوع المتضررين من عرقلة المعونة الإنسانية، لتجنيد فئة جديدة من المتطرفين الراغبين في استهداف المدنيين الأمريكيين في الانتقام المتصور.
 
ويضيف: والأسوأ من ذلك أننا قد نساعد دون قصد على تسليح تنظيم القاعدة، حيث يقال إن الجماعة تنضم إلى قبائل سنية تدعمها السعودية في اليمن وتحارب الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران، وقد يستحوذون بشكل غير مباشر على مجموعة واسعة من الأسلحة الجديدة، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة من المعسكرات العسكرية اليمنية أو الحصول عليها بشكل غير مباشر من التحالف الذي تقوده السعودية، وعلاوة على ذلك، ووفقا لتقارير من السياسة الخارجية، قررت لجنة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الحملة الجوية الاستراتيجية التي تقودها المملكة العربية السعودية لا يزال لها تأثير عملي أو تكتيكي ضئيل على أرض الواقع، ولا تؤدي إلا إلى تشديد المقاومة.
 
يقول دانيا إن الوضع في اليمن سيظهر كارثة إنسانية ذات أبعاد تاريخية تتكشف، فقد حان الوقت للولايات المتحدة لإعادة النظر بشكل جذري سياستها تجاه اليمن، وفي حين أن الاستراتيجية الحالية قد تسمح للمملكة العربية السعودية باستعادة صنعاء في نهاية المطاف ووضع رجل قوي ودي في السلطة، فإن ذلك لن يتحقق بدون آلاف آخرين من وفيات المدنيين الأبرياء وتآكل إضافي للسلطة الأخلاقية والقيادة الأمريكية في العالم.
 
ونصح المسؤول الأمريكي بلاده أن تتجنب الإطاحة بحرب أخرى سنية طويلة ضد الشيعة، وقال إن أفضل ما لدينا من ضمير أخلاقي ومصالح أمنية طويلة الأجل يخدمه وقف دعمنا العسكري وتركيزنا بدلا من ذلك على أن نكون صناع سلام، ودعم وقف إطلاق النار، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن، والعمل مع القوى العالمية الأخرى، ومجلس الأمن للبحث عن ترتيبات تقاسم السلطة، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي تقاسم السلطة في اليمن إلى تمثيل جميع شرائح المجتمع اليمني ويصبح لها صوت في إدارة بلادها.
 


التعليقات