شخصيات مؤتمرية تبادلت الاتهامات حول وضعها في صنعاء
واشنطن بوست: مناخ من الخوف والصمت في اليمن بعد مقتل الدكتاتور صالح(ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الخميس, 04 يناير, 2018 - 11:59 مساءً
واشنطن بوست: مناخ من الخوف والصمت في اليمن بعد مقتل الدكتاتور صالح(ترجمة خاصة)

[ وضع متدهور في صنعاء ]

بعد شهر من مقتل الرئيس السابق لليمن، يقوم المتمردون الشيعة المسؤولون عن جزء كبير من شمال اليمن بتعزيز قبضتهم، مستهدفين أي شخص يشتبه في معارضتهم لحكمهم.
 
وقال السكان ان المتمردين المعروفين باسم الحوثيين ويعتقدون على نطاق واسع بانهم متحالفون مع ايران، ضاعفوا نقاط التفتيش حول العاصمة، ويقوم المقاتلون بالبحث عن الهواتف المحمولة الشعبية لصور الزعيم السابق علي عبد الله صالح ولأي مواقع اجتماعية أو دردشة جماعية إما احتفالا بصالح أو ينتقدون الحوثيين.
 
وقد اعتقل مئات الاشخاص، بينهم صحافيون اعتبروا متعاطفين مع صالح ومسؤولين في حزبه السياسي، المؤتمر الشعبي العام، وفقا لقادة الحزب والمحللين السياسيين، وقد أعدم أو اغتيل بعض الموالين له بينما تواصل ميليشيات الحوثي استهداف منازل أقارب صالح وغيرهم من المؤيدين.
 
وقال عادل الشجاع، وهو مسؤول كبير في الحزب (عضو اللجنة العام للحزب) "إن السجون الآن مليئة بقادة المؤتمر الشعبي العام". واضاف "هناك اعتقالات وعمليات قتل خارج نطاق القضاء يجري سرا"..
 
وكان الشجاع قد فر من اليمن ووصل مؤخرا الى العاصمة المصرية القاهرة بعد ان حكم عليه الحوثيون بالاعدام ويختبئ أقاربه.
 
وأضاف للصحيفة التي ترجم ما نشرته الموقع بوست"ان عائلتي ما زالت في اليمن وفي خطر". وأضاف: "ذهب الحوثيون إلى بيتي بحثا عنهم. لكنهم لم يعثروا عليها ".
 
وأصر مسؤول رفيع المستوى في جماعة الحوثي على أن المؤتمر الشعبي العام لم يكن مستهدفا، وأن الجماعة المتمردة وحزب صالح لا يزالان شركاء، وقال ضيف الله الشامي عضو المكتب السياسي للحوثيين "إن المؤتمر الشعبي العام ليس صالح". واضاف "ان جميع اعضاء المؤتمر يؤدون اعمالهم بشكل طبيعي".
 
وقد أثرت الحملة على المجتمع اليمني، وأدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود والسلع الأساسية الأخرى في ظل أزمة إنسانية متزايدة في أفقر بلدان الشرق الأوسط، كما أن تعميق الحوثيين قد يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الأهلية التي دامت نحو ثلاث سنوات في البلاد.
 
وقال وضاح المودع، المحلل السياسي والمحامي: "أصبح المشهد السياسي في اليمن أكثر تعقيدا بعد مقتل صالح. واضاف "ان فرص السلام قد قللت الان من ان هناك لاعب واحد فقط يسيطر على الداخل وهو ايضا غير معترف به دوليا".
 
بدأ الصراع الأهلي في اليمن في آذار / مارس 2015، بعد أن قاد الحوثيون الرئيس عبد ربه منصور هادي من العاصمة وإلى المنفى. وبعد الإطاحة به حذرت المملكة العربية السعودية من علاقات الحوثيين مع إيران، وقادت تحالفا من دول المنطقة بهدف استعادة هادي للسلطة.
تولى هادي منصبه عندما انتهت الثورة الشعبية في عام 2011 - وهي جزء من انتفاضات الربيع العربي - بعد حكم صالح لليمن 33 عاما. إلا أن صالح ظل في البلد، وأقام تحالفا مع الحوثيين - كان قد شن في السابق ست حروب أهلية ضدهم - وعاد نفسه وحزبه إلى مكانة سياسية في اليمن.
 
وقد أدى الصراع إلى خسائر بشرية هائلة، قتل ما لا يقل عن 10 الاف مدني، معظمهم في غارات جوية من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، وفقا للامم المتحدة، ويتعرض الملايين من اليمنيين لخطر الجوع أو في براثن وباء الكوليرا.
 
وقد تفاقمت الأزمة في تشرين الثاني / نوفمبر عندما اعترضت السعودية صاروخ الحوثي الذي استهدف العاصمة السعودية الرياض، وانتقمت المملكة العربية السعودية، ردا على ذلك بفرض الحصار البري والجوي والبحري، مما حال دون وصول الإمدادات الإنسانية إلى اليمن.
 
وقد رفع الحصار في أواخر الشهر الماضي بعد إدانة دولية واسعة النطاق، بما في ذلك انتقاد عام نادر للسعوديين من قبل الرئيس ترامب، وظهرت الخلافات بين الحوثيين والموالين صالح في وقت مبكر من عام 2016. وفي أوائل ديسمبر كانون الأول 2017م تحول صالح علنا ​​ضد حلفائه المقاتلين الحوثيين الذين قتلوه ووزعوا شريط فيديو يظهر جسده، وتوقع العديد من المحللين المزيد من الفوضى في أعقاب ذلك.
 
في الوقت الراهن، يبدو أن أعداء الحوثيين الإقليميين، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لم يستفدوا من وفاة صالح.
 
كما أصبح الحوثيون أكثر عزلة، نمت سيطرتهم، وقد استولوا على عدة وزارات رئيسية برئاسة مسؤولين في المؤتمر الشعبي العام، وفي الوقت نفسه، فإن المؤتمر الشعبي العام نفسه قد تجزأ، وفي حين فر الشجاع وغيره من كبار المسؤولين من البلاد، خشية الاعتقال أو الموت، بقوا آخرون وقرروا العمل مع الحوثيين.
 
وقال هشام شرف، وزير الشؤون الخارجية ومسؤول في المؤتمر الشعبي العام، "لا أنا ولا أحد كبار الأعضاء في المؤتمر الشعبي العام رهن الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين " وقال أنه سمح له الذهاب للعمل. وأضاف" نحن لا زلنا أخوة، ونحن معا قادرون على إدارة الوضع "
 
لكن الشجاع ومسؤولين آخرين في المؤتمر قالوا إن "عددا قليلا جدا" من أعضائها انضم إلى الحوثيين، وقالوا إن الغالبية العظمى من الذين بقوا في صنعاء يعتبرون أن الروابط بين المجموعتين لا يمكن إصلاحها على نحو كامل.
 
وقال عضو في المؤتمر الشعبي العام طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف تتعلق بأمنه "نخشى التحدث بحرية الآن". "هذه الميليشيات تتغذى على القتل وتنتشر الخوف والفوضى، ليس لديهم أجندة سياسية، إذا لم تكن واحدا منهم، فأنت عدوهم. كيف يمكن الوثوق بها؟ انهم لا يؤمنون بالشراكة ".
 
ويظهر الشعور بالخوف أيضا في شوارع صنعاء، وقال السكان في مقابلات أنهم حذفوا أي صور ورسائل مساومة من هواتفهم الخلوية خوفا من توقفهم وتفتيشهم في نقاط التفتيش الحوثية، صور من صالح، التي كانت في كل مكان في المحلات التجارية، وعلى الجدران والسيارات، قد اختفت.
 
حتى وقت قريب، غالبا ما يتحدث اليمنيون في السياسة بحدة عندما يتجمعوا في المساء لمضغ القات، وهو مخدر ورفي يفضله الكثيرون في البلاد، ولكن الآن، بعض الناس يخافون من مناقشة أي شيء مثير للجدل، حتى داخل منازلهم، كما أوقف الحوثيون أحيانا الوصول إلى الإنترنت وأوقفوا بعض مواقع التواصل الاجتماعي.
 
احتل المقاتلون الحوثيون محل صالح الرئيسي في العاصمة، وقد تم حصار الحي بجيوب متجاورة من أكياس الرمل، وهو جهد يبدو أنه منع هجوم من قبل الموالين صالح.
 
كما قام الحوثيون بتغيير اسم المسجد الذي يرتفع فوق العاصمة صنعاء، وبناه صالح وأعادوا تسميته الى المسجد الشعبي، وبعد صلاة الجمعة، يجتمع الحوثيون فيه ويهتفون بشعاراتهم.
 
*نشرت المادة في الواشنطن بوست، ويمكن الرجوع لها على الرابط هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.
 


التعليقات