مالك مقهى يمني ينقل للعالم حقيقة أن اليمن ليست مجرد حرب (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الأحد, 07 يناير, 2018 - 09:14 مساءً
مالك مقهى يمني ينقل للعالم حقيقة أن اليمن ليست مجرد حرب (ترجمة خاصة)

[ يستورد اليمني البن من عائلته في اليمن ]

لم يتصور الرجل البالغ من العمر 35 عاماً، مالك المطعم اليمني الجديد في ديربورن بولاية ميشيغان، أنه سيدخل أعمال القهوة.
 
ولد إبراهيم الحسباني في اليمن ونشأ في مزرعة قهوة خارج العاصمة صنعاء.
 
يقول الحصباني: "كان لدي ما يكفي من القهوة في حياتي، ولكن عندما انتقلت إلى أمريكا وبدأت المشاكل في الوطن، قلت لنفسي أن هذه فرصة لإظهار أن القهوة اليمنية جيدة حقا، وأن اليمن أكثر من مجرد عنف وحرب أهلية ".
 
وقبل بضعة أشهر، افتتح محل قهوة في ديربورن، وهي مدينة ذات تركيز عال من العرب والأميركيين العرب.
 
ويحرص الحصباني على تذكير العملاء بأن أول شحنات القهوة المعروفة في العالم كانت قد أطلقت من ميناء المخا في 1400.
 
ومن المعروف أن القهوة اليمنية ذات نكهة قوية، والكأس المعد من الحصباني كان بمثابة كوب من القهوة مع التوابل، مع كمية كبيرة من الهيل والزنجبيل، بالإضافة لشيء من القرفة، وهو يقدر قيمة الكوب الواحد بخمسة دولارات، وهو تباين كبير مع بعض الشركات التي تبيع رطلا من القهوة اليمنية مقابل 250 دولارا، ويمكن له أن يفعل ذلك لأن التجارة تتم مع أفراد أسرته في اليمن.
 
يقول الحصباني: "هذه الحبوب 100٪ من مزرعة عائلتي".
 
اليوم يرى نفسه رجل أعمال للقهوة، وسفير الثقافة في بلاده، ولكن هذا لم تكن الوظيفة المتوقعة، بعد أن أكمل دراسته في جامعة صنعاء في الأعمال التجارية، عمل في الخطوط الجوية اليمنية، حيث أمضى والده حياته المهنية بأكملها.
 
يقول الحصباني إنه شعر بالملل في الحياة المكتبية له وبدأ العمل لدى شركة ريد بول، شركة مشروبات الطاقة، التي كانت تدخل اليمن في ذلك الوقت، سرعان ما كان يسافر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا، وكسب الجوائز للفطنة في التسويق.
 
ويقول الحصباني مبتسماً "لقد فعلت ذلك جيدا، اعتقد أن الناس في اليمن يعتبرونني مؤسس ريد بول".
 
وقام مع شريك له بفتح مقهى في صنعاء إسمه (Amoré) مستفيداً من المال الذي حصل عليه، والذي تتخصص في القهوة على الطريقة الإيطالية مثل الكابتشينو، كما أطلق مطعمين وخطط لفتح المزيد، لكن هذه الخطط خرجت عن مسارها عندما تصاعدت التوترات في اليمن بعد الربيع العربي من عام 2011.
 
وقال الحصباني إنه بسبب صوت قنبلة انفجرت قريباً جداً من منزلهم، صار أخوه في غيبوبة لمدة 30 يوما، وحاول الهرب من الانفجار لكنه لم ينجح، وهو اليوم أعمى ".
 
 
حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية في اليمن في عام 2015، كان اليمن واحداً من أفقر بلدان العالم، وفي عام 2012، أفادت جماعات الإغاثة أن 44 في المائة من السكان يعانون من نقص التغذية. ووفقا للأمم المتحدة فإن 18 مليون شخص في اليمن يحتاجون الآن إلى مساعدات إنسانية بينما قتل أكثر من 7600 شخص منذ بدء الحرب الأهلية.
 
قرر الحصباني أن يخرج من اليمن في عام 2011، وقد شعر بالقلق من مستقبله، حيث كان لديه الكثير من الاتصالات في الولايات المتحدة، وقام بزيارة مدينة نيويورك بتأشيرة سياحية، وظل يمدد تأشيراته السياحية وسرعان ما وقع في حب امرأة أمريكية تزوجها.
 
بدأ العمل في بدويايزر، وبعد أن لم ينجح زواجه، انتقل الحصباني إلى ديربورن، حيث تزوج امرأة أمريكية يمنية.
 
ويقول "أنا أحب هذه المنطقة، إنها مزيج مثالي من الثقافة الغربية والعربية".
 
ومع ذلك، بسبب حظر سفر الرئيس ترامب، الذي يستهدف اليمن، من بين دول أخرى، لا يمكن لأمه وشقيقه زيارته، وهو لم يرَ أسرته في اليمن منذ ست سنوات.
 
ويقوم هو الآن بإصلاح نفقاته الرئيسية كالإيجار فضلا عن سداد الديون بطاقة الائتمان التي فيها ديون فتح المقهى، وهذه نفقات ثابتة ويمكن التنبؤ بها، ولكن التكلفة المتقلبة لاستيراد البن من اليمن هي المخاوف منه.
 
ويدير شقيقه المزرعة الأسرية، ولكن نظراً للقتال هناك، فإنه من الصعب على نحو متزايد العثور على خدمات تسليم موثوق بها داخل البلاد، وبمجرد وصول القهوة إلى ميناء اليمن، يقوم فريقه بتعبئة أكبر قدر ممكن من الحبوب في حاوية واحدة يمكن أن تحمل حوالي 6 طن من حبوب البن، ويستغرق الوصول إلى الولايات المتحدة حوالي 40 يوماً بتكلفة قدرها 4000 دولار أمريكي.
 
ويقول معلقاً عن توقيف شحنته الأخيرة في ميناء الولايات المتحدة الأمريكية "لا أعرف ما يحدث، ربما يكون هناك زيادة في الأمن ضد السلع اليمنية".
 
ويرغب الحصباني في جلب شقيقه وأصدقائه اليمنيين إلى الولايات المتحدة لمساعدته في المقهى الجديد، كما يأمل في إنشاء صندوق لمساعدة الأطفال الصغار في اليمن حتى لا يتم جذبهم من قبل الجماعات المتطرفة هناك، ولكن لديه دافع آخر في افتتاح مقهى آخر وإدخال الأميركيين إلى جو القهوة اليمنية.
 
*نشرت المادة في موقع (kunc) ويمكن الرجوع إليها على الرابط هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.
 


التعليقات