القات يؤرق السلطات في صلالة العمانية والجدار لا يعيق العلاقة بين البلدين (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الثلاثاء, 23 يناير, 2018 - 10:02 مساءً
القات يؤرق السلطات في صلالة العمانية والجدار لا يعيق العلاقة بين البلدين (ترجمة خاصة)

[ لصلالة حدود مع اليمن ولأبنائها علاقات جيدة مع اليمنيين ]

يطل ضابط  خفر السواحل العماني، عبد الله، على المياه الزرقاء الهادئة القريبة من الحدود اليمنية  والواقعة على بحر العرب، ويقول "بأن  هذه المرة الحركة  هادئة، وإن الليل تكون فيه الحركة  أكثر.

يأتي الصيادون  اليمنيون إلى المياه العمانية  لصيد الأسماك، ثم العودة إلى اليمن لبيعها، وإذا  أمسك  خفر السواحل العماني الصيادين يقومون بإعادتهم من حيث أتوا. ويقول  عبد الله: "إذا قبضنا عليهم، فنحن نأخذهم إلى السجن".

وتوجد قوارب أخرى تحمل حمولات مختلفة، ويمتلك القات - وهو عبارة عن نبتة  تمضغ مضغ لآثارها المنشطة،  يمتلك شعبية في كل من اليمن وسلطنة عمان، وكونه محظور في السلطنة  فهذا يعني  أن  المهربين  يأتون  ليلا لنقله وبيعه هنا.

خلال زيارة إلى الحدود، التقى مراسل موقع (ميدل إيست إي) رجل في طريقه إلى اليمن لشراء القات، يقول سعيد ، وهو مواطن في صلالة: "يعبر العديد من العمانيين إلى اليمن للحصول على القات".

"إنهم يشترونها ويمضغونها ثم يعودون إلى بلادهم، وبالنسبة لنا، فإن القات ليس له سمعة سيئة، ولكن الكحول لديها سمعة سيئة، واليمن وصلالة مجنونون بالقات ، وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع، سترى كل صلالة هناك.

حزمة واحدة من القات- والتي تستمر على مدى  24 ساعة يشتري القات فيها  معظم السياح العمانيين- ، تكلف حوالي 10 ريال.



ويقول إن "الأسعار ارتفعت في الشهرين الأخيرين، حيث كان سعرها سبعة ريال، والطلب عليها  مرتفع لذا ترتفع الأسعار، وهناك سبب آخر يعبر من أجله  العمانيون إلى اليمن وهو الزواج،  لأن حفلات الزفاف في اليمن هي أرخص، كما يقول سكان محليون.

يذكر أن عمان تشدد الحدود منذ بدء الحرب في اليمن منذ ثلاث سنوات- حيث يلجأ المزيد من اليمنيين إلى جوارهم المستقر-  وتشدده  كرادع للتهريب.

وقال الكاتب والسياسي  العماني من صلالة: "علينا أن نكون حذرين، حيث إنه  في السنوات العشر الأخيرة يهاجر المزيد من الناس من اليمن، كما هو الحال من المكسيك إلى الولايات المتحدة.



بناء جدار

إحدى الطرق التي تنتهجها عمان لمنع تهريب الناس والبضائع، بما في ذلك السيارات المسروقة والقات، هي بناء جدار على طول حدودها مع اليمن.

وأكد ضابط عسكري لـ "ميدل إيست آي" أن الجدار يبلغ الآن 192 كيلومترا، بعد خمس سنوات من البناء في الشمال، وقال إن البناء سيستمر لمدة ثلاث سنوات أخرى على الأقل.



ويقول كاتب مقرب من الحكومة  "أعتقد أن الجدار جيد لكلا البلدين لوقف التهريب - السيارات والناس والحيوانات والقطط - هناك الكثير من المشاكل التي تأتي من اليمن.

ولإثبات نهجه الإنساني، يشير إلى أن عمان تقوم ببناء مركز طبي جديد بالقرب من الحدود مع اليمن لعلاج المصابين في الحرب.

وأضاف "إن نقل المرضى إلى صلالة ربما يتراوح بين ثلاث إلى أربع ساعات، لذلك من الأسهل علاجهم على الحدود، ولم تتمكن (ميدل ايست أي) من التحقق بشكل مستقل من ذلك.



وفي معبر صرفيت الحدودي المرتفع في الجبال الواقعة على الطرف الجنوبي من عمان والمطلة على البحر،  توجد أعمال بناء كبرى جارية لتحل محل منشأة الحدود القديمة مع منشأة جديدة أكبر.

وقال ضابط من الشرطة المدنية  إن الشرطة والجيش العمانيين اللذين يتناوبان على  الإقامة  حاليا في قرية دالكوت، - وهي قرية صيد محلية- أنه سيقيم على الحدود في المستقبل.



وبشكل عام  يعود  جنود صلالة إلى مسقط، وهو نظام قائم منذ تمرد ظفار المدعوم من الماركسيين في أواخر الستينات والسبعينيات، وكانت العلاقات العائلية الوثيقة بين اليمنيين وشعب ظفار مصدر قلق لمسقط منذ انتهاء الحرب عام 1976.

في قرية الصيد النائمة من دالكوت، التقى ( ميدل إيست أي) مخضرم عسكري  في الستين من عمرة،  وقال إنه من قوات الحدود المحلية التي تتكون من "جبلي" أو سكان الجبال.

وتتميز أحجارها الصغيرة، المنتشرة على طول الساحل والجبال، باللون الأخضر الفاتح، وقال المخضرم الذي لا يزال يعمل في قاعدة قوات  الحدود المحلية، إنه  يتذكر الحرب، لكنه يفضل عدم مناقشة ذلك.



العلاقات التاريخية

وبالعودة مرة أخرى إلى حركة السوق  التجارية في  صلالة، في سوق هفا القديم فإنها تكون هادئة في هذا الوقت من السنة، وتبيع  العديد من المحلات التجارية اللبان، وينمو البخور الكتابي والمنتجات المشتقة منه  في ظفار منذ آلاف السنين.

يعود فضل أحمد، صاحب محل  صغير في السوق، إلى اليمن مرة كل شهرين لرؤية زوجته التي تزوجها مؤخرا.

ومنذ بدء الحرب، لم تكن هناك أي رحلات جوية من اليمن إلى صلالة، لذا كان عليه أن يقود 1300 كيلومتر من العاصمة العمانية الجنوبية إلى منزل عائلته في مدينة عدن الساحلية جنوب اليمن.



وهناك العديد من اليمنيين الآخرين، مثل أحمد، الذي كان يعمل في سوق بيع اللبان والبضائع الأخرى من متجر صغير له لمدة ست سنوات.

وفي السنوات الأخيرة، شددت عمان برنامج التأشيرات لليمن، مما يجعل من الصعب عليهم دخول البلاد، ومع ذلك، فإن أولئك الذين لديهم بالفعل تأشيرات عمل، مثل أحمد، يمكن الحصول عليها  بعد تجديدها كل عامين دون مشاكل.

"العلاقات بين إقليم ظفار العماني واليمن علاقات عميقة  وتاريخية" يقول صالح المهري - يمني من منطقة الحدود يدير متجرا  لبيع اللبان في وسط سوق الهفا- فتحه قبل 13 عاما، على الرغم من أنه قال إن الأعمال التجارية في الوقت الراهن صعودا وهبوطا.

ويشر إلى "أنه  يبيع للناس في جميع أنحاء الخليج ومعظمهم في موسم الخريف، حيث يأتي كثير من الناس إلى صلالة".

الخريف هو موسم الأمطار من أواخر شهر يوليو إلى سبتمبر، حيث تغطى المنطقة كلها بسحابه سوداء وتتحول الصحراء إلى أرض خضراء خصبة.

يبيع المهري عطر ظفار إلى فرنسا، ويقول  إنه يفتخر بأن لديه زبون منتظم من أمريكا يدعوه  لعمل الطلبية، "أقيم في صلالة إلى الأبد" يقول المهري.
 
وفي اليوم التالي يقود السيارة  إلى اليمن، على بعد ثلاث ساعات، لمساعدة أصدقائه لعبور الحدود، "سوف أساعد أصدقائي لأن هنا اليمنيين شعب واحد، ونحن نساعد بعضنا البعض".



يمكن لليمنيين الذين يعانون من مشاكل في الحصول على تأشيرات الدخول أن يحولوا إلى محمد كيلباني، وهو صلالي أصلي  له علاقات جيدة مع الجيش وشرطة الحدود والذي يصف نفسه بأنه ضابط علاقات عامة.

ويقول لـ"ميدل إيست آي": "هناك العديد من اليمنيين الذين تحركوا بالقرب من الحدود منذ الحرب"، وإنهم  بعد دقيقة واحدة من عبور الحدود إلى اليمن يقومون بعرض القات في الشارع.

"هناك الكثير من المشاكل في اليمن، ولهذا لا يمكننا استثناء كل اليمنيين الراغبين في المجيء"، وقال إن السلطات تعلق أحيانا نظام التأشيرات على الحدود عندما يأتي الكثير من الناس.

ويستثنى من ذلك الجرحى والمرضى، ويسمح للأطباء الذين يعملون مع رئيس شرطة الحدود بالتحقق من الإصابات، للمصابين الذين  يحتاجون إلى العلاج، ومن ثم يتم إدخالهم إلى عمان ونقلهم إلى مستشفى السلطان قابوس في صلالة.

وقالت ممرضة في الجناح الطبي للذكور في المستشفى عندما زاره الشرق الأوسط : "لدينا الكثير من اليمنيين هنا"، وتؤكد مصادر محلية أن المرضى اليمنيين وعائلاتهم موجودون هنا على حساب الحكومة.



وكان هناك عدد من المرضى اليمنيين مع عائلاتهم خارج المستشفى ويقول كيلباني: "في السابق كانت أعداد اليمنيين المقيمين في هذه الأماكن أكبر بكثير، حتى وجدت وزارة الصحة مساكن لهم بالقرب من المستشفى".

وكنت تجد  مئات من الناس  يقيمون هنا، وكانت وزارة الصحة تقول لهم أن لا يناموا هناك ، إلى أن وجدوا لهم  مبنى كبيرا لهم للبقاء بالقرب من المستشفى".

وكان محمد قائد الحدي ، الذي كان في الأصل من عدن، قد جلس خارج المستشفى مع زوجته أمل سالم وطفله قائد.

وعرض علينا  وثيقة طبية قالت إنه سيتم نقله إلى مستشفى السلطان قابوس في مسقط لعلاج ما تعرض له ظهر طفلهم قائد  من تلف جراء متلازمة داونز وهو مريض داخلي هنا في صلالة.

وقال طبيب المستشفى في مسقط إن المستشفى الملكي ومستشفى السلطان قابوس في العاصمة عالجا العديد من اليمنيين المصابين في القتال، على الرغم من أن عدد المرضى اليمنيين قد انخفض في الأشهر الأخيرة.

ويتم التعامل مع الجميع بغض النظر عن الجهة التي تتحيز معها في النزاع.، ويقول الكاتب: " إن سلطنة عمان طوال التاريخ تحاول أن تصنع صداقات مع كل العالم"، وأضاف "ليس لدينا أي شيء فيما يتعلق باليمن باستثناء الصداقة.

*نشرت المادة في موقع "ميدل إيست أي" ويمكن العودة إليها عبر الرابط هنا .

*ترجمة خاصة بالموقع بوست.
 


التعليقات