ناشيونال إنترست تحذر من مخاطر تجاهل اليمن (ترجمة خاصة
- ترجمة خاصة الاربعاء, 21 فبراير, 2018 - 07:10 مساءً
ناشيونال إنترست تحذر من مخاطر تجاهل اليمن (ترجمة خاصة

[ الموقع دعا واشنطن لممارسة الضغط على السعودية ]

قال موقع (nationalinterest) إن الولايات المتحدة الأمريكية فضلت الصمت تجاه ما يجري في اليمن من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتين تقودان التحالف العربي في اليمن.

وتحت عنوان "مخاطر تجاهل اليمن" نشر الموقع تحليلا عن الوضع العام في اليمن، وأداء السعودية والإمارات، والمتغيرات التي تطرأ على المشهد العام في اليمن، منتقدا السياسة الأمريكية في التعامل مع الملف اليمني.

وطالب الموقع الذي ترجم ما نشره "الموقع بوست" واشنطن بعدم الصمت تجاه أخطاء المملكة العربية السعودية في اليمن، وحثها على استخدام تأثيرها للضغط على السعوديين وإقناعهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من تأثير حملة القصف على السكان المدنيين في اليمن.

وقال الموقع: وفي حين أن إقامة السلام في اليمن تحت قيادة هادي هي في مصلحة الولايات المتحدة، فإن الأضرار الجانبية التي ألحقتها المملكة العربية السعودية بالبلد الذي مزقته الحرب تشكل سببا خطيراً للقلق.

وكشف الموقع عن أدلة متزايدة تؤكد بأن السعودية استهدفت عمداً البنية التحتية المدنية لتصنع أزمة انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وأشار إلى أن مئات الضربات الجوية للرياض استهدفت عمداً المزارع والأسواق ومرافق تخزين الأغذية، في حين دُمر أكثر من مئتي قارب صيد بغارات التحالف.

وأكد بأن التداعيات السلبية لأعمال المملكة العربية السعودية في اليمن تتجاوز المسؤوليات الإنسانية الكبيرة، واعتبر أن الدمار الكبير الذي تسببت فيه السعودية لم يخلق إلا زخماً إيجابياً ضئيلاً جداً نحو إنهاء الصراع.

وأضاف: بعد ثلاث سنوات تقريباً من الحملة السعودية، أصبح اليمن الآن أكثر انقساماً مما كان عليه عندما دخل التحالف في الصراع، ويتضح ذلك من العنف الذي اندلع  مؤخراً في مدينة عدن بين مختلف الجماعات التي كانت من الحلفاء الظاهريين في جانب التحالف.

وقال بأن التوترات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وحليفتها الرائدة في التحالف، الإمارات العربية المتحدة، فيما يتعلق بالنهاية المرجوة من الصراع، تمثل فرصة مثالية لإدارة ترامب لإشراك السعوديين على نحو فعال في تغيير التكتيكات.

وأوضح كاتب التقرير (ماثيو رايسينر)  بأنه من أجل الحيلولة دون نزول اليمن إلى حالة من الفوضى، يجب على الولايات المتحدة أن تبدأ في تطبيق الضغط العام والخاص على حكومة المملكة العربية السعودية لضبط تكتيكاتها العسكرية في اليمن، وتابع: من غير المرجح أن تقنع الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية بالتخلي عن حملتها بالكامل، كما أنه ليس من مصلحة أي من البلدين أن يتم ذلك.

وبخصوص الحوثيين قال التقرير بأنه حتى بعد انقطاعهم عن أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لم يظهر الحوثيون أي علامات على أنهم قريبون من الهزيمة، كما أن محاولة الحكومة لاستعادة العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة قد توقف إلى حد كبير.

"الموقع بوست" يعيد هنا نشر التقرير كاملا بعد نقله للعربية:

في الأسابيع التي تلت خطاب الرئيس ترامب الأول، كتب الكثير عن المواضيع التي اختار الرئيس الحديث عنها، ومع ذلك، كانت اليمن أحد الموضوعات التي تثير القلق والتي لم يتم ذكرها خلال الخطاب، وهي الدولة التي نفذت فيها الولايات المتحدة عدة عمليات عسكرية سنويا منذ عام 2010،  في حين انتقدت إدارة ترامب المملكة العربية السعودية لحصارها الموانئ اليمنية في ديسمبر 2017، وكان البيت الأبيض صامتاً بشأن الأضرار التي تسببت بها أهداف الغارات السعودية الخاطئة على المدنيين خلال الحرب الأهلية المستمرة في اليمن، بالإضافة إلى ذلك، قدمت الولايات المتحدة باستمرار المساعدة لتمكين العمليات العسكرية السعودية المستمرة في اليمن.

وبدلاً من أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة بصمت تجاه معظم أخطاء المملكة العربية السعودية في اليمن، ينبغي لها أن تستخدم تأثيرها الكبير على السعوديين لإقناعهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من تأثير حملة القصف على السكان المدنيين في اليمن، مما يؤدي إلى تفاقم الصراع المدني القائم.

في حين كانت شرارة بداية الحرب الأهلية في اليمن في عام 2014 كصراع بين حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمتمردين الحوثيين، تطورت المسألة بسرعة لتشمل مشاركين من خارج حدود اليمن.

أدى سقوط حكومة هادي في صنعاء إلى دخول التحالف بقيادة السعودية، والذي يضم عشر دول، في الصراع لمساعدة هادي على إعادة السيطرة على البلد الممزق، ونظراً لرغبتهم في استقرار حدودهم الجنوبية، ومعارضة الحوثيين المدعومين من إيران، وكذلك تفضيل لحكم هادي السني على حكم الحوثيين الشيعي، فإن قرار السعودية بالتدخل نيابة عن الرئيس اليمني المحاصر لم يكن مفاجئاً للمراقبين السياسيين في المنطقة.

الدعم الأمريكي

وكان اختيار الولايات المتحدة لتقديم الدعم لكل من التحالف بقيادة السعودية وحكومة هادي غير مفاجئ على حد سواء، وتعتبر المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة من بين حلفاء أميركا الأكثر ثقة وأهمية في الشرق الأوسط نظراً لصادراتها النفطية الكبيرة ووجودها العسكري الإقليمي القوي، واستعدادها الدائم للتعاون مع أمريكا في الجهود المشتركة لإحباط محاولة إيران للهيمنة في الخليج.

بالإضافة إلى ذلك، فإن لكل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة مصلحة خاصة في منع انتصار الحوثيين في اليمن، الأمر الذي سيسمح لإيران بممارسة نفوذ لا مبرر له في الخليج، ويسمح لهم بتهديد السعودية من حدودها الجنوبية، وبسبب هذه المصالح، ازداد دعم أميركا للتحالف في ظل إدارة ترامب، كما تم الموافقة على صفقة أسلحة إلى المملكة العربية السعودية بقيمة 110 مليار دولار، وزيادة في الجهود الأمريكية تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد الطائرات السعودية بالوقود لتمكين هجماتها على المتمردين الحوثيين في اليمن.

وفي حين أن إقامة السلام في اليمن تحت قيادة هادي هي في مصلحة الولايات المتحدة، فإن الأضرار الجانبية التي ألحقتها المملكة العربية السعودية بالبلد الذي مزقته الحرب تشكل سببا خطيراً للقلق.

فقد قتل ما يقرب من ثلاثمئة مدني من جراء الغارات الجوية السعودية في ديسمبر 2017 وحده، في حين أن الحصار السعودي الذي انتهى مؤخراً للموانئ اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين ترك سبعة ملايين يمني على حافة المجاعة، وقتلت المملكة العربية السعودية 140 مدنيا خلال غارة جوية واحدة في عام 2016 بعد أن أخطأت وقصفت جنازة بها قادة حوثيين.

وعلى الرغم من العروض التي قدمتها إدارة أوباما لمساعدة السعودية على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين من خلال تحسين دقة الضربات والتحقيق الدقيق في الظروف التي أدت إلى حدوث هذه الأخطاء السابقة، إلا أن القيادة العسكرية السعودية أبدت استعداداً بسيطاً لتغيير تكتيكاتها من تلقاء نفسها.

تدمير ودمار

وهناك أيضا أدلة متزايدة على أن السعودية استهدفت عمداً البنية التحتية المدنية لتصنع أزمة انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقد استهدفت مئات الضربات الجوية عمداً المزارع والأسواق ومرافق تخزين الأغذية، في حين دُمر أكثر من مئتي قارب صيد بغارات التحالف، وفي حين رفعت المملكة العربية السعودية حصارها في كانون الأول / ديسمبر بعد أن تلقت ضغوطاً كبيرة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، أصبحت العديد من الموانئ غير قابلة للاستعمال تقريباً بسبب هجمات التحالف السابقة، مما أدى إلى تأخيرات كبيرة في إيصال المواد الغذائية والإمدادات الطبية الأساسية إلى اليمن المحاصر.

وقد عرفت اليمن بأنها أشد دول الشرق الأوسط فقراً حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية، وقد تركت الإستراتيجية السعودية المتمثلة في تجويع الحوثيين إلى جعل اليمن من بين أكثر الدول التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي على الأرض دون أن يقترب الصراع من النهاية.

وللأسف، فإن التداعيات السلبية لأعمال المملكة العربية السعودية في اليمن تتجاوز المسؤوليات الإنسانية الكبيرة، وقد شهدت القاعدة، التي كان لها وجود كبير في اليمن منذ فترة طويلة، تأثيرها يكبر خلال الحرب الأهلية، وهي الفترة التي ركزت فيها السعودية تقريباً كل جهودها العسكرية على مهاجمة الحوثيين على حساب استهداف هذه المنظمة الإرهابية.

وقد عزز تنظيم القاعدة بشكل كبير نقل الأسلحة من المملكة العربية السعودية إلى عدد من الميليشيات السنية التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن، مما أدى بطبيعة الحال إلى نشر العديد من هذه الأسلحة في أيدي عناصر الجماعة، وعلاوة على ذلك، فإن التكتيكات العدوانية للجيش السعودي دفعت الكثير من اليمنيين إلى اعتبار السعوديين قوة استعمارية مزعزعة للاستقرار داخل بلادهم، مما مكن القاعدة من تعزيز تجنيدها في شبه الجزيرة العربية. فكلما طال أمد الصراع وتسبب بالأضرار التي تلحق بالسكان المدنيين من قبل السعوديين كلما ازداد خطر إعادة تأسيس القاعدة وتوسيع موطئ قدمها في شبه الجزيرة.

بالإضافة إلى ذلك، فبالنسبة لكل الدمار الذي تسبب به، فإن التدخل السعودي في اليمن لم يخلق إلا زخماً إيجابياً ضئيلاً جداً نحو إنهاء الصراع. وبعد ثلاث سنوات تقريباً من الحملة السعودية، أصبح اليمن الآن أكثر انقساماً مما كان عليه عندما دخل التحالف في الصراع، ويتضح ذلك من العنف الذي اندلع  مؤخراً في مدينة عدن بين مختلف الجماعات التي كانت من الحلفاء الظاهريين في جانب التحالف.

و حتى بعد انقطاعهم عن أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لم يظهر الحوثيون أي علامات على أنهم قريبون من الهزيمة، كما أن محاولة الحكومة لاستعادة العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة قد توقف إلى حد كبير، وفي الوقت الذي يجتمع فيه المجتمع الدولي دعماً لمحادثات السلام المقبلة التي ستعقد في عمان، يبدو أن الحوثيين يتمتعون بقدر من الصلاحيات كما كانوا خلال المحاولات الفاشلة السابقة للحوار بين الطرفين.

تطبيق الضغط الأمريكي

ومن أجل الحيلولة دون نزول اليمن إلى حالة من الفوضى، يجب على الولايات المتحدة أن تبدأ في تطبيق الضغط العام والخاص على حكومة المملكة العربية السعودية لضبط تكتيكاتها العسكرية في اليمن، ومن غير المرجح أن تقنع الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية بالتخلي عن حملتها بالكامل، كما أنه ليس من مصلحة أي من البلدين أن يتم ذلك، غير أن المملكة العربية السعودية أبدت بعض الاستعداد للاستجابة للضغط العام على هذه المسألة في الماضي، كما يتضح من قبولها للنداءات العامة المستمرة من جانب الولايات المتحدة لإنهاء حصارها في كانون الأول / ديسمبر.

وعلاوة على ذلك، فإن للولايات المتحدة نفوذ كبير على المملكة العربية السعودية الذي يمكن استخدامه للتأثير على سلوك المملكة، فقد قامت المساعدات الأميركية بتزويد الطائرات السعودية بالوقود في هجماتها الجوية مما أدى إلى زيادة ساعات الطيران وكثرة الغارات التي استخدمت فيها القوات الجوية السعودية صواريخ أمريكية الصنع لمهاجمة أهدافها.

إن تكييف استمرار هذا الدعم مع تغيير التكتيكات التي تهدف إلى التقليل من الأضرار التي لحقت بالأهداف المدنية من شأنه أن يعطي السعودية حافزاً كبيراً لتغيير سلوكها، حيث يجد السعوديون صعوبة أكبر في مواصلة حملة التحالف مع انخفاض الدعم الأمريكي.

الصراع السعودي الإماراتي

وأخيراً، فإن التوترات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وحليفتها الرائدة في التحالف، الإمارات العربية المتحدة، فيما يتعلق بالنهاية المرجوة من الصراع، تمثل فرصة مثالية لإدارة ترامب لإشراك السعوديين على نحو فعال في تغيير التكتيكات، ما بين الدعم السعودي لحزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وتسليح دولة الإمارات للحركة الانفصالية الجنوبية التي هاجمت القوات الحكومية في عدن في أوائل فبراير / شباط، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن أبرز أعضاء التحالف لديهم القليل من الأمور المشتركة في اليمن إلى ما وراء الخوف المتبادل من الحوثيين والخوف من التأثير الإيراني الزاحف.

وقد تركت الظروف الراهنة المملكة العربية السعودية أكثر يأساً من أي وقت مضى بالنسبة لحلفاء مستقرين في الصراع وأجبرتهم على إعادة النظر في فعالية استراتيجيتها الشاملة في اليمن، إذا كان هناك وقت للولايات المتحدة لممارسة نفوذها لتشجيع التغيير في التكتيكات العسكرية في المملكة، فإن هذا الوقت هو الآن.

فقد أضاعت إدارة ترامب فرصة استخدام خطاب (وهو الخطاب السنوي الذي يقوم فيه الرئيس الأمريكي سنوياً أمام الكونجرس لإيضاح حال الأمة و يضع تصوراً للأجندة والأولويات الوطنية) الاتحاد لتسليط الضوء علنا ​​على الفشل الجماعي للتحالف في اليمن، ولا ينبغي أن يضاعف ذلك الخطأ من خلال الاستمرار في تجاهل الأخطاء التي ارتكبتها المملكة العربية السعودية في اليمن.

وقد أدى استهداف السكان المدنيين والبنية التحتية الحيوية من قبل القوات السعودية إلى خلق أزمة إنسانية في اليمن وينذر بتكون أجيال المستقبل من المتطرفين التي ستكرس حياتها لعرقلة النظام القائم في شبه الجزيرة العربية، وكل ذلك سيحدث إذا فشلوا في إيجاد حل ناجح للصراع المستمر، في حين أن المملكة العربية السعودية لا تزال حليفا إقليميا حاسما، يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم تأثيرها الكبير على السعوديين لإقناعهم تغيير تكتيكاتهم العسكرية في اليمن قبل أن يتحول الوضع الحالي إلى مزيد من عدم الاستقرار والفوضى.

*موقع (nationalinterest) هو نافذة أمريكية تأسست في عام 1985 من قبل إيرفينغ كريستول وأوين هاريس، وتهتم بالسياسة بالمواضيع الخارجية الدولية المتصلة بالولايات المتحدة الأمريكية.

*يمكن الرجوع للمادة على الرابط هنا .

*ترجمة خاصة بالموقع بوست.


التعليقات