التايم: محمد بن سلمان يناقض نفسه في اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 07 أبريل, 2018 - 05:37 مساءً
التايم: محمد بن سلمان يناقض نفسه في اليمن (ترجمة خاصة)

[ ولي العهد السعودي يتعهد بتقديم مساعدات إلى اليمن في الوقت الذي يستهدفها بضربات جوية ]

كشفت  مجلة "تايم "الأمريكية عن تناقض كبير بين  تصريحات ولي العهد السعودي الأخيرة بشأن اليمن والتي أدلى بها في حوار أجرته معه نفس المجلة وبين ما يقوم به على الأرض.
 
 وفي مقال مطول  للصحفي "جورج هينجان" اعتبر فيه أن التعهدات التي أعلن عنها الملك سلمان والبالغة 930 مليون دولار لليمن  ليست سوى "هدية ساخرة " باعتباره مهندس الحرب والمسؤول الأول عن الأزمة في اليمن، التي خلفت ما لا يقل عن 10 آلاف شخص قتيل، وعرضت حياة الملايين لخطر المجاعة.
 
وأوضح الكاتب أن بن سلمان لم يتطرق خلال الحوار إلى مخاوف بشأن  تعميق الأزمة الإنسانية في اليمن بسبب تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، بل إنه اكتفى بالإشارة إلى أن مشاكل اليمن مصدرها الحوثيون فقط وأن المشكلة الإنسانية في اليمن بدأت في عام 2014 عندما بدأ الحوثيون في التحرك وأنها لم  تبدأ في عام 2015 الذي بدأ التحالف خلاله  بحملة عسكرية في اليمن.
 
ونقل الكاتب عن كريستين بيكر، وهي باحثة في هيومن رايتس ووتش عادت مؤخراً من رحلة لتقصي الحقائق إلى اليمن قولها، إن تصريحات بن سلمان لا أساس لها في الواقع، مضيفة أن التحالف الذي تقوده السعودية أدى إلى "تفاقم" الكارثة الإنسانية في اليمن من خلال بدء الحصار الذي أوقف انتشار الغذاء والإمدادات الطبية والرعاية.
 
وذكرت  بيكر أن المملكة العربية السعودية أغلقت الحدود اليمنية على خلفية إطلاق صاروخ بالستي إيراني على الرياض، وأنه تم  إغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية للحد من تهريب الأسلحة المشتبه بها.
 
وكان نتيجة ذلك خفض نقاط الدخول والخروج للمساعدة والوصول إلى أهم الموانئ في البلاد لأسابيع أو أشهر، بالإضافة إلى القيود الموجودة بالفعل. تتابع "كان ينبغي عليهم أن يعرفوا جيدا أن تأثير ذلك سينعكس على 26 مليون يمني يعيشون في البلاد".
 
وتشير بيكر إلى أن اليمن تحصل على حوالي 90% من احتياجاتها الغذائية من خلال الموانئ الرئيسية مثل الحديدة، لذا تم تقييد هذه الواردات، في حين تتنبأ وكالات الإغاثة بالمجاعة الجماعية.
 
وبالرغم من رفع الحصار في الوقت الراهن إلا أن  التحالف الذي تقوده السعودية يواصل إغلاق المطارات ومنع الوصول إلى مناطق شاسعة من البلاد من الصحفيين وجماعات حقوق الإنسان.
 
ويستند الكاتب على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التي أكد فيها على أهمية الوصول إلى كل مكان داخل اليمن بدون قيود، وإلى الحاجة إلى احترام جميع أطراف النزاع القانون الدولي الإنساني، وأن تلتزم بحماية المدنيين.
 
ويؤكد "غوتيرش" أن التبرعات النقدية الكبيرة غير كافية بالرغم من كونها مهمة للغاية في البلد الفقير الذي يتفشى فيه  الجوع والموت.
 
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح مليوني شخص وأكثر من 8 ملايين شخص بالقرب من المجاعة، وتؤكد المنظمة أن طفلاً دون الخامسة من العمر يموت كل عشر دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها، وأن 22 مليون شخص، أو ثلاثة أرباع السكان، يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.
 
وقالت رئيسة  منظمة مواطنة لحقوق الإنسان اليمنية إن الوضع في البلاد يزداد سوءًا وإذا أرادت المملكة العربية السعودية المساعدة فإنها ستنهي الصراع.
 
وقالت في مقابلة هاتفية من العاصمة صنعاء إن كل يمني تأثر بهذه الحرب وإن لا أحدا بمقدوره الفرار منها، مضيفة "تنتظر الموت إذا كنت تعيش في أي لحظة، وإذا تمكنت من العيش فإنك تعيش بمحض الصدفة".
 
وتؤكد الناشطة الحقوقية أن الحملة الجوية بقيادة السعودية، استهدفت المستشفيات والمنازل والمدارس والأسواق في الهواء الطلق، ووفقا للتقارير التي جمعتها مواطنة  ففي واحدة من أسوأ الحوادث، أطلقت الطائرات المقاتلة السعودية مرارا ضربات جوية على جنازة في صنعاء في عام 2015 باستخدام ذخائر أمريكية الصنع، وأسفر ذلك  الهجوم عن مقتل أكثر من 140 من المعزين، بمن فيهم الأطفال والمسؤولون المحليون، فيما أصيب مئات آخرون.
 
كما دمرت الغارات الجوية المرافق العامة ومراكز الرعاية الصحية، مما أرغم الناس على السفر عبر مئات الأميال للحصول على الرعاية الطبية، وتقول  الأمم المتحدة إن أكثر من 20 مليون شخص بينهم 11 مليون طفل في حاجة ماسة إلى إمدادات إنسانية تفاقمت بسبب أسوأ تفشٍّ للكوليرا في التاريخ.
 
وحول الخسائر في صفوف المدنيين بسبب الغارات  قال بن سلمان إن الخسائر في صفوف المدنيين هي حقيقة الحرب المؤسفة، في أي عملية عسكرية، تحدث أخطاء"، و"السؤال هو: هل هذه الأخطاء مقصودة؟.
 
وأشارت المجلة إلى آخر إحصائيات لمشروع بيانات اليمن، وهو مجموعة رصد  مستقلة، بجمع بيانات عن مواقع وأهداف الحرب الجوية، والتي تقول إن التحالف الذي تقوده السعودية نفذ ما مجموعه 16749 غارة جوية تم تسجيلها من 26 مارس 2015 إلى 25 مارس 2018، أي بمعدل 15 عملية قصف يوميا، وقالت البيانات إن نحو ثلث هذه الضربات الجوية أو 31% استهدفت مواقع غير عسكرية.
 
وتقول المجلة إنه سواء أكانت هذه الغارات الجوية متعمدة أم لا، فمن الواضح أن صبر الحكومة الأمريكية على مثل هذه الهجمات بدأ ينفد، حيث أعرب وزير الدفاع جيمس ماتيس عن إحباط إدارة ترامب من تزايد أعداد القتلى عندما زار بن سلمان البنتاغون في 22 مارس / آذار، وقال: سننهي الحرب بشروط إيجابية للشعب اليمني  ولأمن المنطقة أيضا.
 
وتضيف أن الحكومة الأمريكية  قدمت الذخائر والخدمات اللوجستية  وتزود الطائرات الحربية السعودية بالوقود منذ بدء العمليات ضد الحوثيين لأول مرة،  لمساعدة القادة السعوديين على تحسين عمليات الاستهداف من أجل التخفيف من قتل المدنيين، لكن عدم وجود النتائج  أدى إلى تصويت مجلس الشيوخ على إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للحرب، لكن ذلك الجهد قد فشل.
 
*نشر المادة في موقع (time) ويمكن العودة له هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.


التعليقات