جيمس تاون: الإمارات تعمل مع شركاء محليين لتقويض الحكومة الشرعية (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الخميس, 26 أبريل, 2018 - 11:58 صباحاً
جيمس تاون: الإمارات تعمل مع شركاء محليين لتقويض الحكومة الشرعية (ترجمة خاصة)

[ تسعى الإمارات لخلق وكلاء محليين في مختلف المناطق اليمنية ]

أصبحت اليمن ساحة معركة رئيسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث توفر دولة الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر قوة في التحالف العسكري بقيادة السعودية التي تقاتل في البلاد، وكان الائتلاف على وشك وقف تقدم الحوثيين المدعومين من إيران، إلا أن الإمارات ركزت منذ ذلك الحين على تنفيذ اجندتها الخاصة.

قالت مؤسسة جيمس تاون الأمريكية في مقال تحليلي إن الإمارات تأمل من خلال دعمها لأطراف عسكرية باليمن من مواجهة كل من الحوثيين المدعومين من إيران، وإيقاف ما تعتبره خطر الإخوان المسلمين السنة، علاوة على ذلك، لا تهدف إستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة فقط إلى إيقاف التهديد المحتمل للإخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل تعكس أيضاً تطلعات أبو ظبي إلى مزيد من النفوذ الجيوسياسي في المنطقة.

وأشار المقال التحليلي الذي ترجمه للعربية “الموقع بوست" إلى أن إيران،التي تشهد نزاعًا حدوديا  طويل الأمد مع الإمارات العربية المتحدة ،ما تزال قوة إقليمية منافسة تمثل تهديدًا للأنظمة الملكية العربية السنية ، خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وذكر موقع مؤسسة جيمس تاون، أن الإمارات العربية المتحدة تخصص في الوقت نفسه المزيد من الموارد لمواجهتها مع جماعة الإخوان المسلمين وزعامتها السياسية في اليمن والمتمثلة بحزب الإصلاح.

وأوضح أن اليمن أصبح بالنسبة للإمارات المساحة التي تعمل من خلالها على توسيع قوتها،حيث تعمل مع الشركاء المحليين - ولاسيما الانفصاليين الجنوبيين وبقايا نظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح -على حساب الحكومة المعترف بها دوليا.

وخارج اليمن، تحركت دولة الإمارات العربية المتحدة لتوسيع وجودها ونفوذها حول مضيق باب المندب، بالإضافة إلى قواعدها البحرية في عصب وإريتريا وباربرا ، في دولة أرض الصومال الفعلية ، وتسيطر دولة الإمارات العربية المتحدة أيضًا على جزيرة سقطرى اليمنية، ويتهم المنتقدون اليمنيون الإمارات العربية المتحدة علناً بأنها قوة استعمارية تنتهج أجندة للسيطرة على منطقة باب المندب.

وفي نفس الوقت، تتهم الإمارات العربية المتحدة برغبتها في منع عدن من العودة إلى "عصرها الذهبي" - في الخمسينات من القرن العشرين، والتي كانت واحدة من أكثر الموانئ ازدحاما في العالم، بعد نيويورك فقط - وأصبحت منافسة لدبي.

وتنفي الإمارات العربية المتحدة هذه الادعاءات، لكن نفوذها في اليمن، خاصة في الجنوب، وانتشارها البحري جعلها في موقع إستراتيجي قوي.

اليمن بلد صعب عندما يتعلق الأمر بالتحالفات السياسية والعسكرية، فتاريخها الحديث هو عبارة عن مجموعة من الحروب الأهلية والتحالفات المتغيرة، من حضرموت إلى عدن،و تدعم الإمارات العربية المتحدة المليشيات المحلية وقد ضمنت شبكة من التحالفات والشركاء المحليين في مختلف المحافظات اليمنية الجنوبية.

وتعتبر القبائل مؤثرة تاريخياً في سياسات شمال اليمن، وعادة ما شكلت الولاءات السياسية في الجنوب على طول خطوط المحافظات، وإدراكا منها" الإمارات" لهذه الديناميكيات، دعمت الإمارات الجنرال الزبيدي لتولي قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وبين المقال التحليلي الذي ترجمه "الموقع بوست" أن إستراتيجية الإمارات تتضمن زيادة مكانتها الجيوسياسية بعدًا بحريًا كبيرًا للغاية، وقد تحركت أبو ظبي في هذا المجال للاستيلاء والسيطرة على طرق الشحن الإستراتيجية المهمة.

وتطرق الموقع إلى أن المبرر الرئيسي لتدخل التحالف كان هو دعم حكومة اليمن المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين الحوثيين، ومع ذلك،تشير التطورات الأخيرة إلى أن الإمارات العربية المتحدة تفضل دعم الشركاء البديلين، وأبرزهم الانفصاليون الجنوبيون في المجلس الانتقالي الجنوبي، وبقايا المؤتمر الشعبي العام.

وأضاف "كانت الحكومة، رغم ضعفها واختلال وظيفتها،شريكة مهمة للتحالف الذي تقوده السعودية، ومع ذلك ، في 28 يناير ، أطلقت قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة عملية للسيطرة على مدينة عدن والتحكم فيها، المدينة الساحلية التي تعتبر  مقر الحكومة اليمنية المحاصرة ،  في حين يعيش الرئيس عبد ربه منصور هادي في المملكة العربية السعودية.

واعتبر المقال التحليلي أن الإمارات لطالما اعتبرت الإخوان المسلمين تهديدًا للأمن القومي، ففي تسعينيات القرن الماضي وأوائل الألفية الثانية، كانت التوترات قائمة بين الحكومة وجماعة الإخوان، وأسفرت حملات القمع ضد أعضاء الحركة في الإمارات عن مئات الاعتقالات، وبعد موجة احتجاجات الربيع العربي في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2011 ، تنامى قلق دولة الإمارات العربية إزاء الجماعة.

وعلى الرغم من أن سكان الإمارات يتمتعون بواحدة من أعلى مستويات المعيشة في العالم والدعم الحكومي السخي ومدفوعات الرعاية الاجتماعية، فقد دعا أعضاء الفرع الإماراتي لجماعة الإخوان المسلمين إلى المزيد من الإصلاح والمزيد من الحقوق. وجاء رد الحكومة باعتقال خمسة من أعضاء جماعة الإخوان واتهامهم بالإساءة للحاكم.

وتقول المؤسسة الأمريكية إنه رغم ذلك، فإن الوضع في اليمن أكثر تعقيدًا، إذ لم تستطع دولة الإمارات العربية المتحدة استبعاد حزب الإصلاح من الإخوان لأنه كان عنصراً قوياً في المعارضة، إضافة لكونه عنصرا محوريا في حركة الاحتجاج التي وضعت عام 2012 حداً لحكم الرئيس صالح في 32 عاماً.

وأضافت "ومع ذلك، دعمت الإمارات السياسيين الذين احتلوا مناصب رفيعة في اليمن ما بعد صالح، أبرزهم رئيس الوزراء السابق خالد بحاح الذي كان وزيرا للنفط في عهد صالح بين عامي 2006 و2008".

ويشير الموقع الأمريكي إلى أن المملكة العربية السعودية التزمت بدعم حكومة هادي كجزء من الاتفاق  الذي أدى إلى إبعاد صالح وتبرئة الإصلاح من تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، وفي أعقاب صدامات عدن ، أصبح الفرق بين إستراتيجيات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أكثر وضوحًا،  وفي الوقت الذي تقود فيه السعودية التحالف وتحظى بأكبر قوة ضمنها ، تحركت الإمارات بسرعة أكبر للتأثير على الديناميكيات اليمنية الداخلية لمصالحها الخاصة.

واعتبر أن الانقسام بين السعودية والإمارات العربية المتحدة بشأن اليمن يمكن أن يعزى إلى قرار هادي العام الماضي، الذي تم إعداده من مقره في المملكة العربية السعودية، باستبدال رئيس الوزراء المدعوم من الإمارات خالد بحاح بمنافسه بن دغر،وتعيينه  الجنرال علي محسن ، الذي يعتبر حليفا للإصلاح، وملازما لصالح ، نائبا للرئيس، وهو منصب آخر كان يشغله  بحاح في السابق.

وفي حين لم تدعم المملكة العربية السعودية بالضرورة قرارات هادي، ولم تعارضها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الخطوة وشرعت في تنفيذ إستراتيجية تهدف إلى كسر التحالف بين الحوثيين وصالح، والتي كانت تأمل من خلالها هزيمة الحوثيين في شمال اليمن،

واستخدمت أبوظبي وكلاءها بشكل كبير، ونجحت في طرد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من مدينة المكلا، عاصمة المحافظة حضرموت، في عام 2016، ومع ذلك، فإن الميليشيات متهمة بانتهاك حقوق الإنسان وإضعاف قوة حكومة الرئيس هادي إلى حد كبير، في الوقت الذي يفترض فيه أن يتزعم تلك العمليات التحالف الذي تقوده السعودية.

وعلى الصعيد العسكري، أشار المقال التحليلي في مؤسسة جيمس الأمريكية، أن القدرات البحرية لدولة الإمارات العربية المتحدة أدت إلى بعض النجاحات عند مهاجمة الحوثيين في المدن الساحلية، وهو ما ظهر جليا عند استعادة ميناء المخا، لكن هذه القوة لم تحرز أي تطورات هامة في أماكن أخرى، وفي شمال اليمن، تواجه إستراتيجية الإمارات صعوبات. ، حيث يصارع التحالف بعد ثلاث سنوات من بدء الحرب ، بكل تفوقه العسكري ، لمواجهة الحوثيين.

ولا يبدو أن طارق صالح، رجل الإمارات الجديد في اليمن، يتحرك بسرعة كافية في محاولاته لبناء قوة قادرة على مهاجمة الحوثيين وإعادة السيطرة على صنعاء، وفي الوقت نفسه، أثبت الجنوبيون أنهم قوة محاربة قوية ضد تحالف الحوثي - صالح في مناطقهم ، لكن ومن غير المرجح أن يكون لهم نفس التأثير في الشمال.

قد تحتاج الإمارات وحلفاؤها قبل أن تتحرك إلى صنعاء، إلى مواجهة جبهات تعز ومأرب، حيث تتركز هناك معظم القوات الموالية للحكومة والمتعاطفة مع الإصلاح، علاوة على ذلك، فإن أي تقدم جوهري لجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن يتطلب موافقة السعودية.

*لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا

*ترجمة خاصة بالموقع بوست.
 


التعليقات