مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: اليمن صراع معزول عن العالم (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 28 أبريل, 2018 - 10:28 مساءً
مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: اليمن صراع معزول عن العالم (ترجمة خاصة)

[ غارات للتحالف استهدفت مدنيين بصنعاء ]

قال مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية csis""  إن الصراع باليمن معزول عن العالم، مشيرا إلى أن اليمن يقع على حافة باب المندب، وهو ممر ملاحي هام على البحر الأحمر يؤدي إلى قناة السويس، وتمر معظم الشحنات الآسيوية إلى أوروبا عبرها، وكذلك ملايين من براميل النفط يومياً.
 
وأضاف المركز في تقرير له ترجمه "الموقع بوست" أنه لا يمكن وضع النزاع باليمن في عزلة، لافتا إلى أن العديد من الأميركيين يريدون غسل أيديهم من جرائم الشرق الأوسط.
 
وقال "يبدو اليمن الذي يعاني من الفقر والعنف والتمزق كمنطلق جيد للبدء في النزاع، ومع ذلك، فإن المزيد من الانفصال في الرأي الأمريكي عن اليمن سيكون خطأ فادحا، في الواقع، يجب على الولايات المتحدة أن تبحث عن طرق ذكية لفعل المزيد ويجب عليها أن تفعل ذلك الآن.
 
وتابع المركز "كانت اليمن فقيرة إلى حد كبير، وعلى الرغم من الثروة الكبيرة، فقد عاش معظم اليمنيين في المناطق الريفية المعزولة والصعبة منذ قرون.
 
وذكر التقرير "عندما اجتاحت الاحتجاجات العالم العربي في عام 2011، وكان دخل الفرد اليمني السنوي هو الأدنى في أي دولة عربية حيث كان يقدر بحوالي 1300 دولار. تم إسقاط الرئيس علي عبد الله صالح من منصبه بعد 33 عامًا، وكان اليمنيون متفائلين من تحسن الأوضاع".
 
وأشار التقرير إلى أن المفسدين ظهروا بين أولئك الذين احتفظوا بالسلطة والذين كانوا يتطلعون إليها، وقال "سرعان ما كانت الحكومة الانتقالية تقاتل ليس الحوثيين فقط، وهي مجموعة شيعية مؤيدة من الناحية القبلية في المناطق الشمالية من اليمن والتي كانت تقاتل صالح منذ عام 2004، ولكن أيضا صالح وقواته الذين انضموا إلى أعدائهم السابقين (الحوثيين).
 
وأوضح التقرير أن العديد من دول مجلس التعاون الخليجي التي ساعدت على تسهيل نزول صالح من السلطة أتوا لمساعدة الحكومة الانتقالية، ولكن الحكومة فقدت بسرعة السيطرة على العاصمة لصالح المتمردين.
 
ولفت التقرير إلى أن  إيران رأت في ذلك فرصة لتزعج دول مجلس التعاون الخليجي، والتي استاءت من ثروات دول الخليج وعلاقاتها الوطيدة بالولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت بهدوء في إرسال الدعم للحوثيين.
 
وذكر التقرير أنه ومع سعي السعوديين لصدّ التقدّم الحوثي، فقد سعوا للحصول على الدعم العسكري الأميركي من إعادة التزود بالوقود، والمسعادة في الاستهداف، والمعلومات اللوجستية. وتشكلت مجموعات تتماشى مع تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وذلك في مناطق النزاع.
 
وقال التقرير "بعد ثلاث سنوات الحرب، لا يزال اليمن في خضم الصراع.
وأضاف التقرير "بالنسبة للبعض، يمثل اليمن نموذجًا مصغرًا للشرق الأوسط بأكمله: الكراهية التي ترعرعت منذ زمن طويل ترتفع إلى السطح وتختلط بوحشية وتطرف فطري، وتغذيها حرب بالوكالة، وبدلاً من الخوض في الأمر، فإن الغريزة هي عزل الصراع عن العالم الخارجي والانتظار إلى أن يحرق نفسه".
 
وتابع "كما تسرب الإرهاب من اليمن في أكثر من مرة، ليس فقط عندما حاول عمر فاروق عبد المطلب مهاجمة طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة في يوم عيد الميلاد المسيحي(كريسماس) عام 2009 وذلك بقنبلة مخبأة في ملابسه الداخلية، ولكن أيضًا عندما حاول أفراد في اليمن شحن قنابل مخبأة في حاويات في 2010، وكان الإرهابيون الذين هاجموا شارلي إبدو في باريس عام 2015 على صلة باليمن، بالإضافة إلى أحداث كثيرة أخرى، وحتى عندما تكون اليمن منقطع نسبيًا عن العالم، فإن اليمن مرتبط بما فيه الكفاية بما يمكن الإرهابيين من الاستفادة من الفضاء غير الخاضع للحكم وذلك لتخطيط وشن هجمات كبيرة ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
 
وأردف المركز أن اليمن أصبح فخًا لحلفاء الولايات المتحدة وملعبًا لأعداء أمريكا، وبحسب ما ورد، تنفق السعودية خمسة مليارات دولار شهرياً على عمليات في اليمن، في حين تجذب انتقادات قاسية بسبب استهدافها العشوائي على ما يبدو واللامبالاة بالمعاناة الإنسانية.
 
وقال "من المحتمل أن تنفق إيران أقل من واحد في المئة من هذا المبلغ لدعم الحوثيين، مما يثير سخرية دول مجلس التعاون الخليجي ويذكرهم بالقوة الإقليمية لإيران، وحسب معظم الروايات، فإن الحوثيين أصبحوا أكثر جشعاً ووحشية، وهو ما قد يكون علامة على اليأس المتزايد".
 
واستطرد التقرير "أن تحديات اليمن صعبة، لكنها ليست مستعصية على الحل، مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قد استوعبت أنها لا تستطيع أن تصل إلى النصر في اليمن".
 
 وذكر التقرير أن الحوثيين  يبدون مضغوطين على نحو متزايد لإدارة المناطق التي يسيطرون عليها، خاصة منذ أن انشق صالح عن التحالف الحوثي وقُتل بعده في أواخر عام 2017، مشيرا إلى الخسارة الناتجة عن إنشقاق صالح قد أصابت الحوثيين بقوة.
 
كما أشار التقرير إلى أن حل القضايا في اليمن سيستغرق سنوات، وقال "سوف تكون هناك حاجة إلى قرار جديد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو مصمم على نحو أوثق للمناظر السياسية الحالية، وسيتعين إبقاء المفسدين في وضع حرج".
 
وقال المركز إن انفصال الجنوب لا يشكل تحديًا سياسيًا دائمًا فحسب، بل إن الصراع قد مكّن أيضًا مجموعة من الجهات الفاعلة الخبيثة التي سيحتاج الوضع إلى إدارة توقعاتها.
 
وأضاف "ما يحتاجه اليمن بدلاً من ذلك هو قيادة الولايات المتحدة بين الحلفاء الغربيين ذوي الأفكار المتشابهة، والشركاء الخليجيين، وذلك وفقاً لمنظومة الأمم المتحدة، وهي –حسب تقرير المركز-  تحتاج الولايات المتحدة للمساعدة في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن تعزيز الحوار الوطني الجديد، مما يسمح بالوصول إلى الغذاء والدواء وإعادة تكوين الاقتصاد.
 
وخلص التقرير إلى أنه لا يمكن لأي بلد آخر أن يركز الاهتمام مثل الولايات المتحدة، وكل دولة مشاركة في اليمن تريد شيئًا من الولايات المتحدة، وقال إن "الحكومة الأمريكية يمكن أن تكون حافزًا للتغيير، وقد تكون المشكلة الآن جاهزة للتحسين".
 
وأشار إلى أن تحسين الظروف في اليمن من شأنه أن يؤدي إلى تقدم مجموعة واسعة من المصالح الأمريكية ويتطلب ذلك المزيد من الاهتمام أكثر مما حصل.

----------------------------------------------


*مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية هو عبارة عن مؤسسة أبحاث سياسية غير ربحية مكونة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن، ويعمل لتقديم رؤى إستراتيجية وحلول سياسية لمساعدة صانعي القرار على رسم مسار نحو عالم أفضل.

*كتب المادة: جون ب. الترمان وهو نائب الرئيس الأول، ورئيس الأمن العالمي، ومدير برنامج الشرق الأوسط. .

*لقراءة المادة من موقعها الأصل على الرابط هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.


التعليقات