قال موقع "ذا درايف" إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" ستعتمد قريبا على مقاولين لتزويدها بطائرتين ثابتتي الجناحين وطائرتين مروحيتين تحت الطلب لإجلاء وإنقاذ جرحى قوات العمليات الخاصة الأمريكية في اليمن وحولها إذا لزم الأمر، فضلا عن أداء مهام أخرى مختلفة.
 
ويأتي هذا الإعلان -بحسب الموقع- بعد أن تبين أن  قدرات الإجلاء الجوي لجيش الولايات المتحدة أصبحت ضعيفة، وبعد أشهر قليلة فقط من تعرضه لانتقادات خطيرة بسبب الإعتماد الكبير على الشركات الخاصة لهذه الخدمات في أعقاب الكمين القاتل في النيجر، الذي خلف أربعة قتلى من الأمريكيين.
 
وأشار الموقع إلى أن قيادة النقل الأمريكية قامت بالنيابة عن القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا قامت بنشر الإشعار عل موقع فيدبيزاوب،  الموقع الأمريكي الرئيسي للتوظيف.
 
وتقول المستندات إن المتطلبات الرئيسية، للطائرات الأربع التي يقوم بتشغيلها مقاولون هي إجلاء المصابين والإجلاء الطبي وخدمات نقل الركاب والبضائع.
 
وعادت القوات الأمريكية الخاصة علانية إلى اليمن في عام 2016، وهم ظاهريًا لدعم العمليات ضد الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة وداعش.
 
والعنصر الجديد، والمعروف رسميا باسم قيادة العمليات الخاصة في اليمن، هو العنصر الذي يشير إعلان العقد على وجه التحديد إلى أنه يحتاج إلى دعم الطيران، وقامت قوات عمليات خاصة إضافية بغارات قصيرة الأجل على اليمن أيضا.
 
ويقول الموقع بأن الجيش الأمريكي شارك بنشاط في مختلف مهام مكافحة الإرهاب والتدريب ذات الصلة في البلاد منذ عام 2009 على الأقل، وفي عام 2015 تدخّل ائتلاف بقيادة السعودية بشكل متكرر في البلاد لوقف صعود المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، لكن الموظفين الأمريكيين الموجودين على الأرض في الوقت الحالي من غير المفترض مشاركتهم في أي عمليات مع تلك القوات.
 
ويشير إخطار العقد المبرم في أبريل 2018 إلى أن قوات العمليات الخاصة في الولايات المتحدة في البلاد تحتاج الآن إلى طائرات ثابتة الجناحين يمكنها الإقلاع والهبوط على مدارج يبلغ ارتفاعها 3000 قدم، أو أقل، أو حتى في الليل، مع حاجة الطاقم إلى استخدام نظارات الرؤية الليلية، وقد تحتاج الطائرات إلى "إعادة التزود بالوقود الساخن" مع استمرار عمل المحركات في المواقع الأمامية، على الرغم من أن إشعار التعاقد لا يحدد أي أنواع معينة من الطائرات، إلا أن أنواع الأجنحة الثابتة يجب أن تكون قادرة على الطيران لمسافة 500 ميل على الأقل دون إعادة التزود بالوقود بينما تحمل ما يصل إلى ثمانية ركاب أو ما يصل إلى 4000 رطل من الشحنات، وسيتعين على هذا العقد تزويد الطائرة بطاقم طبي مدرّب، كذلك، ليكون قادرا على تقديم المعونة على الفور وفي جميع أنحاء الرحلة.
 
ووفقا للموقع فلا يشير إخطار التعاقد إلى المكان الذي ستقوم فيه الحكومة الأمريكية بتأسيس الطائرات والمروحيات وأطقمها، ولكنها تحدد مجموعة من المواقع المحتملة في البحرين وجيبوتي والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث يعرّف الجيش الأمريكي كل هذه الأمور ضمن "منطقة المسؤولية اليمنية" أو المنطقة اليمنية.
 
وتشمل القائمة الكاملة في الوثائق، على سبيل المثال لا الحصر، المحاور الأمريكية الرئيسية في المنطقة مثل مطار جيبوتي-أمبولي الدولي في جيبوتي- التي تستضيف معسكر ليمونييه، القاعدة العسكرية الوحيدة للولايات المتحدة في إفريقيا -قاعدة علي السالم الجوية في الكويت وقاعدة العديد الجوية في قطر.
 
وتبدو جيبوتي، التي ظلت لفترة طويلة كمنصة أمريكية للعمليات في اليمن، على الأرجح "القاعدة المنزلية"، خاصة في ضوء الإشارات في وثائق العقد لقيادة الولايات المتحدة في أفريقيا، التي تشرف على العمليات في ذلك البلد.
 
ومن المرجح أن تقوم الطائرات باستعمال روتيني لمواقع عمليات أكثر قربًا إلى الحدود اليمنية، حيث يمكن للطائرة أن تسير قبل عمليات مخططة أو قصيرة المدة أو في أوقات يبدو فيها من الواضح أن هناك مخاطر أكبر على القوات الأمريكية.
 
تحليل الموقع المتخصص بالعمليات العسكرية أكد بأنه لا تكفي متطلبات النطاق المحددة للطائرات للوصول إلى مواقع في اليمن، ولكن يمكن أن تصل من المرافق الأكبر المخصصة في أماكن أخرى في شبه الجزيرة العربية وما حولها.
 
ويكشف بأن الوثائق 10 تحدد مواقع محددة داخل اليمن، والتي يعرّفها الجيش الأمريكي بأنها "منطقة العمليات الخاصة المشتركة لليمن"، وتشمل مناطق متعددة في البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء، ومدينة عدن، ومدينة الحديدة.
 
ومع ذلك -يقول الموقع - ليس من الواضح مدى التغطية التي يمكن أن توفرها أربع طائرات من أي نوع بالضرورة عبر مساحة واسعة كهذه ويبدو من مشروع الوثائق أنه من الواضح أن الدور الأساسي للمقاولين سيكون في حالات الإصابات والإجلاء الطبي، مما قد يسرع في إنقاذ الأفراد المصابين بجروح خطيرة، لكن هذه المهمة، خاصة، تتطلب تحديد المواقع والاستجابة السريعة لتكون فعالة حقا.
 
كانت هذه القضايا نفسها في قلب الإنتقادات الرئيسية حول استجابة الجيش الأمريكي، من عدمه، على الكمين الشائن للقوات الأمريكية والنيجيرية في النيجر في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2017.
 
وكانت المقاتلات الفرنسية متعددة المهام وطائرات الهليكوبتر الحربية والنقل هي أول عناصر الدعم الجوي التي وصلت إلى مكان الحادث خلال تلك المناوشات، والتي خلفت أربعة قتلى أمريكيين.
 
المقاولون الذين يعملون لحساب قيادة الولايات المتحدة في أفريقيا، والذين كانوا في عاصمة البلاد نيامي، الذين كلفوا أيضا بعمليات إجلاء المصابين وإجلاء الأفراد، لم يصلوا إلا بعد توقف القتال لاستعادة الجثث، ولم تكن هناك أي طائرات مقاتلة عسكرية أمريكية أخرى أو عناصر بحث وإنقاذ قتالية في البلاد، ناهيك عن توفرها بسهولة.
 
وعلى خلاف النيجر، حيث تنخرط الجماعات المسلحة عادة في هجمات محدودة، فإن اليمن في خضم حرب أهلية وحشية مقترنة بتدخل قيادي مثير للجدل يقوده السعوديون، على الرغم من تركيزهم الرسمي على الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة وداعش، إلا أن هناك خطرًا كبيرًا بأن ينتهي الأمر بقوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى الصراع الأوسع في البلاد.
 
وتحتوي قيادة العمليات الخاصة الأمريكية على مواقع مثل الحديدة، التي تقع في منطقة ذات وجود حوثي كثيف، والتي تثير تساؤلا حول مدى إمكانية أن تتجنب القوات الأمريكية الحملة التي تديرها السعودية، بغض النظر عن مهمتها المعلنة، إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإنه يشير إلى أن أفراد القوات الأمريكية ينسقون مع السعوديين وشركائهم بدرجة كبيرة، وإلا سيكون هناك خطر جدي من مجموعتي عمليات متناقضة مع بعضهما البعض.
 
كما تطرح منطقة العمليات تساؤلات حول ما إذا كانت المهمة العسكرية الأمريكية في اليمن محدودة أو منفصلة عن الجهود التي تقودها السعودية كما  جعلها المسؤولون في الماضي، على الرغم من تركيزهم الرسمي على الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة، وفي ديسمبر 2017، قال البنتاغون إن لديه خمسة أفراد في البلاد، وهو أمر مشكوك فيه للغاية بالنظر إلى التوسع الظاهري لما يعرف بقوات العمليات الخاصة في اليمن.
 
أسئلة مستجدة حول طبيعة وغرض التدخل الأمريكي في اليمن، خاصة بعد غارة مثيرة للجدل في يناير 2017 تركت الولايات المتحدة، عندما قتلت البحرية الأمريكية عددا من المدنيين الأبرياء.
 
ويبقى القلق بالطبع هو أن قوات العمليات الخاصة في اليمن ستواجه صعوبة متزايدة في الحفاظ على تواجدها محدودًا ومنفصلًا عن الصراع الأوسع، إذا وجدت نفسها عالقة في مناوشة أكبر، فإن طائرات الإنقاذ والمروحيات التي يديرها المتعاقدون قد لا تتجاوزها، خاصة إذا كانت تلك الطائرات لا تستطيع الدفاع عن نفسها.
 
*يمكن العودة للمادة الأصل على الرابط هنا.
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.