موقع بريطاني: الإمارات تسعى لبناء منتجع في سقطرى على غرار دبي (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الجمعة, 11 مايو, 2018 - 08:09 مساءً
موقع بريطاني: الإمارات تسعى لبناء منتجع في سقطرى على غرار دبي (ترجمة خاصة)

[ منظر من سقطرى ]

بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتورط حاليا في حرب طويلة الأمد في اليمن في احتلال عسكري لجزيرة يمنية تسمى سقطرى في بحر العرب.

وبينما لم يتضح على الفور دوافع الإمارات للسيطرة على الجزيرة اندلعت الأخبار الأسبوع الماضي، ويبدو أن الإمارات ترغب في تحويل الجزيرة إلى وجهة سياحية على غرار دبي.

وأبلغ المسؤولين اليمنيين وسكان في الجزيرة موقع (verdict) بأن مطوري الإمارات يضعون الأسس للبدء ببناء فنادق وشقق في جزيرة الفردوس المعروفة وحيواناتها ونباتاتها النادرة.

الجزيرة الخلابة - التي لم تمسها الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات في اليمن - أبهجت المسافرين لسنوات بمياهها الزرقاء الصافية المتلألئة، والأراضي المسطحة التي تسكنها الأبقار الصغيرة، والغابات من أشجار الدم البركانية والنادرة التي تشتهر بخصائصها الطبية.

وقال وزير سابق بالحكومة اليمنية تحدث للموقع بشرط عدم ذكر اسمه: " ما يحدث هو الانتهازية التي يقوم بها عدد قليل من الأفراد الفاسدين بدعم من محمد بن زايد حاكم الإمارات الذي أعطيت له الحرية في شؤون سقطرى، وما يحدث الآن هو الاستيلاء على الأراضي من قبل مواطنين جاؤوا من دولة محتلة".

وقال إنه شاهد في الآونة الأخيرة نسخًا من سندات بيع الأراضي من سقطرى إلى ضابط الدولة المسؤول عن الجزيرة أبو مبارك المزروعي.

وفي حديثه إلى موقع (verdict) قال إن هذه الصفقات تمت دون "موافقات قانونية" من الحكومة اليمنية المركزية.

وقال إنه تم التوصل إلى اتفاق بين حكومتي اليمن والإمارات العربية المتحدة في عام 2016 لتصبح جزيرة سقطرى وجهة سياحية بعد الحرب.

وكجزء من الصفقة خططت وزارة السياحة اليمنية لإنشاء شركة لإدارة الاستثمارات السياحية في الجزيرة، في شراكة مع رجال الأعمال من أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأضاف أن المستوطنين الإماراتيين في الجزيرة أدخلوا أنواعًا مهربة وغامضة "مثل آلاف أشجار الزينة وأشجار الفاكهة في تربة الجزيرة بدون إجراءات الحجر الصحي، وهو أمر تم حظره لحماية النظام البيئي الجزري الفريد".

ازدادت التوترات في الجزيرة، التي تقع مباشرة على قناة نفط وملاحة كبرى هذا الأسبوع بعد أن أفادت أنباء حكومية يمنية أن وفداً سعودياً سافر إلى الجزيرة لمقابلة رئيس الوزراء اليمني أحمد بن داغر لمناقشة نشر القوات الإماراتية دون إذن.

كما تحدث مسؤول  البيئة والتنمية في سقطرى، عبد الكريم محمد عن مشاهدته الشركات الإماراتية التي تبدأ المراحل الأولى من تطوير البنية التحتية السياحية التي ستشهد تحول أحد الجزر غير الملوثة على الأرض إلى منتجع رائع على طراز دبي.

وفي مقابلة أجريت معه قال إن المتعاقدين من دولة الإمارات العربية المتحدة قاموا بشراء الأراضي وتخصيصها، ثم بدأوا العمل في مشروع فندق خمس نجوم على حساب التنوع البيولوجي الفريد في الجزيرة، وقال: لتطوير السياحة بدأوا بالفعل في شراء الأراضي على شواطئ سقطرى والجبال، واشتروا عشرة أميال في أحد الأماكن الأكثر جاذبية في سقطرى حيث لا ينبغي أن يتم البناء الحديث.

وأضاف: للأسف يرغب الآن مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة في تطوير السياحة وبناء فندق خمس نجوم، وفي غضون خمس أو عشر سنوات سيتم تدمير الجزيرة.

وقال محمد إنه في حين أن موجة البناء قد أتاحت الفرصة والعمل لسكان الجزيرة المحليين المحاصرين بالحرب، إلا أنها تضر بالتنوع البيولوجي للمنطقة.

وأردف: إنها واحدة من أفضل الجزر في العالم، وللأسف لا يهتم المتعاقدون بالبيئة في الجزيرة.

وقال إن أحد المقاولين الذين تعاقد معهم رجل أعمال في الإمارات بدأ حفر مناطق في الحديقة الوطنية التي تضم حوالي 800 نوع نادر من النباتات والحيوانات التي لا يمكن العثور على ثلثها في أي مكان آخر على هذا الكوكب.

يبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي 40،000 نسمة وقد تم الإعلان عنها كموقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو في عام 2008.

وقال محمد إن أهالي سقطري رحبوا في البداية بجهود الإغاثة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة جمعية الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة، حيث يعيش العديد من سكان الجزيرة في فقر مدقع بسبب تعطل الاستيراد بسبب الحصار العسكري الذي فرضه التحالف العربي.

وذكر إن شركة الطيران الإماراتية روتانا جت بدأت رحلات منتظمة إلى الجزيرة للسياحة والتجارة وهو ما سيشكل أعمالاً كبيرة، وتابع: يأتون إلى هنا، ويرون أنها جزيرة جميلة ونقطة جذب سياحية، ثم بدأوا بتشغيل الرحلات عبر روتانا جت.

وقال المصور الروسي فلاديمير ميلنيك، الذي قام برحلات استكشافية منتظمة إلى الجزيرة قبل اندلاع الحرب، إن الإمارات تستفيد من الاضطراب الحاصل في اليمن لتمارس "الاحتلال الصامت".

وقال ميلنيك لموقع (verdict): "يشتري سكان الإمارات الأراضي، ويقومون بمشاريع إنشائية غير خاضعة للسيطرة والتي تعرض الجمال الطبيعي الفريد للجزيرة للخطر، وهي المناطق التي تخضع لحماية خاصة من منظمة اليونسكو.

وفي وقت سابق من هذا الشهر صعدت الإمارات من وجودها العسكري في الجزيرة بنشر 300 جندي آخر بالإضافة إلى الدبابات والمدفعية.

* (verdict) موقع بريطاني يعني بالصحافة المتخصصة، ويهتم بالقضايا الاقتصادية والتجارية العالمية من خلال الدقة والسلطة والنزاهة في صيغة رقمية أصلية.

*لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا

*ترجمة خاصة بالموقع بوست.
 


التعليقات