مجلة يهودية تكشف معاناة يهود في صنعاء هربوا التوراة لإسرائيل
- ترجمة خاصة السبت, 19 مايو, 2018 - 10:36 مساءً
مجلة يهودية تكشف معاناة يهود في صنعاء هربوا التوراة لإسرائيل

[ رهينة التوراة ليفي المرهبي يقبع في سجن يمني بسبب سيفر التوراة الذي أخذ إلى إسرائيل ]

كشفت مجلة يهودية عن معاناة يهود يمنيين في العاصمة صنعاء متهمين بتهريب نسخة من التوراة إلى إسرائيل.
 
وفي مايو / أيار 2016، وصلت إلى إسرائيل مجموعة من اليهود اليمنيين بعد رحلة طويلة كانت تتويجا لأكثر من عامين من التخطيط، وكان من بين ممتلكاتهم مخطوطة قديمة ونادرة من التوراة يدعي البعض أن عمرها 800 سنة.
 
وبحسب مجلة "ami magazine"  الإسرائيلية في مقال كتبه By Isaac Horovitz وترجمه "الموقع بوست" فإن هذه الهجرة أو الهروب الناجح أغضب السلطات اليمنية المدعومة من إيران، وقامت على إثر ذلك باعتقال شاب يمني يهودي يدعى ليفي المرهبي للاشتباه في مساعدته في ترحيل ونقل يهود يمنين من اليمن إلى إسرائيل، الذي يعتبرونهم "كنزًا يمنيًا وطنيًا".
 
وأشارت إلى أنه حُكم على المرهبي مؤخراً بالسجن لمدة عامين، وإلى جانب علاقاته الدولية العديدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة والشرق الأوسط.
 
وذكرت أن أحد الكهان ويدعى "موتي" يعتقد أن إعادة التوراة إلى اليمن قد تؤدي إلى إطلاق سراح المرهبي، مشيرة إلى أن الكاهن يعمل حاليا بكل الطرق لتحرير المرهبي.
 
وتطرقت المجلة إلى خلفية القصة المعقدة وقالت "منذ عدة سنوات، قمت بزيارة صنعاء، عاصمة اليمن، وبعد سلسلة من التحقيقات والتفتيش وجدت المنطقة التي يعيش فيها يهود المدينة، ووجدت أنهم لم يعودوا يقيمون في حارة اليهود، الحي اليهودي القديم في الجزء الغربي من المدينة، ولكن في منطقة حديثة راقية من العاصمة، تقع في مجمع فندقي، يسمى المدينة السياحية، يتردد عليه الدبلوماسيون الغربيون والسائحون الأثرياء، وعلى الجانب الآخر من المجمع توجد السفارة الأمريكية، التي تبدو أشبه بحصن ضخم محاط بجدار عال لا يمكن اختراقه، مجمع الفندق أيضا المجاور لقاعدة عسكرية كبيرة، محمي من قبل جنود مسلحين ونقاط الحراسة".
 
وأضاف "عندما حاولت دخول أراضي الفندق، توقف الجنود وسألوني، "هل أنت مقيم هنا؟" لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك، يجب أن تحصل على تصاريح دخول من وزارة السياحة والشرطة، ولأنني كنت أشك في أنني سأحصل على مثل هذه التصاريح، فقد حاولت خداعهم، وقدمت نفسي كسائح من المملكة المتحدة كان يتطلع إلى استئجار غرفة في المنتجع، ونجحت تلك الخطة وفتحت البوابات ووجدت نفسي بالداخل، استطعت استئجار شقة صغيرة من غرفة واحدة لمدة يومين، وحالما انتهيت من ترتيب أموري، ذهبت للبحث عن اليهود الذين كانوا يسكنون في المدينة السياحية، كانت هناك عشرات العائلات تتركز في عدد من الشقق على الجانب الغربي من المجمع المترامي الأطراف".
 
وتابع "في ساحة متربة ساخنة، شاهدت عدداً من الأطفال اليمنيين يلعبون -الأولاد والفتيات- اللاتي يرتدين الكرخوش، وهو غطاء يمني تقليدي".
 
وأردف  قائلا "في داخل أحد المنازل التي تواجه الفناء، كان والد العائلة، سليمان سالم، يجلس على فراش يمضغ القات، وهو عبارة عن ورقة نباتية ذات رائحة مخدرة معتدلة يمضغها رجال يمنيون، بجانبه كان أهارون الزنداني، أحد القادة الأصغر سنا للجماعة، كان هناك ضجر واضح في الغرفة، أشبه بشعور الانتظار اللامتناهي، ثم قالوا "قريبا" نحن ذاهبون إلى الوطن".
 
واستدرك بالقول "الوطن" الذي يقصده هؤلاء لم يكن أرض إسرائيل، بل  كانوا يشيرون إلى محافظة صعدة اليمنية الشمالية، أخبرني أهارون أنه هاجر إلى إسرائيل في التسعينات، لكنه لم يستطع التأقلم وعاد إلى اليمن"، وقال: "ذهبت إلى إسرائيل وعشت في ريشوفوت، لكن كان من الصعب عليّ العثور على وظيفة، ولم أكن أعامل بشكل جيد، وكلما كنت أتقدم بطلب للحصول على أي مساعدة من المكاتب الحكومية، كانوا  يطلبون مني العودة في اليوم التالي، لذلك قررت العودة إلى اليمن".
 
كان ذلك قبل بضع سنوات، اليوم هناك فوضى في اليمن، مطار صنعاء الدولي مغلق لا توجد طائرات تدخل أو تخرج، و تجوب العصابات المسلحة الشوارع مع استمرار الحرب الأهلية الطويلة والمريرة في أزقة المدن الكبرى، يتم قصف العاصمة صنعاء باستمرار، وفي وسط كل هذا الدمار يعتبر هؤلاء آخر اليهود المتبقين من اليمن، والذين يختبئون بخوف في بيوتهم.
 
وقال "هناك مجموعة من اليهود لا تزال تعيش في قرية ريدة، شمال صنعاء، والتي زرتها خلال رحلتي، وتوجد هناك مجموعة صغيرة أخرى تعيش في مجمع المدينة السياحية في صنعاء، خمس أو ست عشائر، وجميع أفراد عائلة المرهبي الموسعة، ويعد الحاخام يوسف المرهبي، الحاخام الأخير في صنعاء، فيما يعتبر الحفاظ على المجتمع جنبا إلى حنب أمر بالغ الصعوبة".
 
وأضاف "بالنسبه لـ "أهارون" الذي قابلته عندما كنت هناك فقد لقي مصيرا مروعا، وهناك شاب يهودي آخر، هو ليفي المرهبي، الذي كان قد ذهب إلى إسرائيل وعاد إلى اليمن -وأعد تقريرًا سلبيًا عن الوقت الذي قضاه في إسرائيل أيضًا- يقبع الآن في سجن يمني في ظروف رهيبة، لأسباب كانت مفاجأة لكل من يعرفه".
 
*"ami magazine"  مجلة تهتم بأخبار اليهود، وتصدر أسبوعيا من نيويورك وإسرائيل تم إطلاقها في نوفمبر 2010.
 
*لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.


التعليقات