مطالبات لأمريكا بإحضار أطراف الحرب اليمنية إلى المفاوضات مع شروط مسبقة (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 28 يوليو, 2018 - 11:55 صباحاً
مطالبات لأمريكا بإحضار أطراف الحرب اليمنية إلى المفاوضات مع شروط مسبقة (ترجمة خاصة)

[ مقال تحليلي لكاتب أمريكي يطالب بسرعة إيجاد عملية السلام باليمن ]

قال كاتب أمريكي، إن هناك عدة وجهات نظر مختلفة في الولايات المتحدة حول حرب اليمن، مشيرا إلى أن الآراء تتباين مابين مؤيد للسعودية والإمارات وما بين طرف مناهض للتحالف وطرف آخر يرى أن تلك الحرب خطأ.

وطالب الكاتب الأمريكي، إدارة بلاده بممارسة مزيد من الضغط على السعودية والإمارات وروسيا وإيران لحضور أطراف الحرب اليمنية إلى طاولة المفاوضات مع شروط مسبقة لإيجاد تسوية سياسية وإنجاح عملة السلام.

وذكر الكاتب الأمريكي، جان أبي نادر بعقود، أن "الحرس الثوري الإيراني" قد أعطى صواريخ للحوثي لمهاجمة أهداف مدنية في السعودية والإمارات وتهديد الشحن الدولي في البحر الأحمر ".

وأشار في مقال تحليلي ترجمه "الموقع بوست" إلى أن المساعدات الإيرانية المقدمة للحوثيين نادراً ما تكون عنواناً للأخبار. وفي معظم الأحيان، يسلط التقرير الضوء على الصراع والتكاليف الإنسانية التي يتسبب بها، مع بذل القليل من الجهد لتوفير معلومات عن إمكانيات المتنافسين لمواصلة القتال.

وقال الكاتب الإمريكي في موقع (intpolicydigest) إن أحد المؤشرات الرئيسية على الطبيعة الإستراتيجية للصراع هو إشارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دور طهران في اليمن، في إشارة إلى أن الاتفاق النووي الإيراني لم يضع "حدودًا على الإطلاق على سلوك إيران الخبيث، بما في ذلك أنشطتها العدوانية في سوريا واليمن وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم".

وأوضح أن التحدي المقلق المتمثل في قبول سيناريو تكون فيه الولايات المتحدة "لاعباً سيئاً" هو الوسيلة التي ينشر بها الحوثيون مهمتهم. مثلما هو الحال مع المناطق الواقعة تحت سيطرة المتطرفين في العراق وسوريا، الحوثيون يستخدمون تكتيكاتهم لتشجيع المجتمعات المحلية على دعم المواقع العسكرية، وكذلك غرس الكراهية الشديدة في قلوب الشباب تجاه الولايات المتحدة وحلفائها.
 
ويضيف الموقع الأمريكي "في كل يوم، ووفقاً لمصادر على الأرض ومقابلات جرت في مناطق محررة، تبدأ فصول للشباب المحلي والحوثيين بما يسمى "الصرخة"، بهدف تجنيدهم".
 
وقال إن شعار الصرخة الذي يردده الحوثيون يتكرر في الكتب المدرسية، وعلى الإعلام، والكتابات، والملصقات، وغيرها من وسائل الإعلام.

ويشير إلى أنه بالنسبة للقادة الحوثيين، كما هو الحال مع مسلحي الأجيال السابقة، فإن الصهيونية والولايات المتحدة هما المتهمان الرئيسيان اللذان يتلاعبان بالسعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين كانتا غير قادرتين على إدارة الحرب.
 
ويرى الكاتب الأمريكي، بحسب ترجمة "الموقع بوست"، أنه من خلال هذا السيناريو النابض بالحيوية، تبقى الحاجة إلى الموازنة بين المطالب للطرفين المتنافسين: إن عرب الخليج مصممون على إعادة الحكومة اليمنية السابقة، بينما يريد الطرف الآخر ، بقيادة الحوثيين الذين تدربوا في إيران، إقامة إمارة خاصة بهم في شمال اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية.

وبحسب المقال التحليلي فإنه منذ أن أصبحت إيران العنصر التمكيني للتمرد الحوثي، أصبحت الحرب قضية وجود للمملكة العربية السعودية في الصراع المتصاعد بين السنة والشيعة.

وتطرق المقال إلى وجود قوات خاصة أمريكية تشارك في الحدود الجنوبية للسعودية لمساعدة القوات المتحالفة لتحديد وتدمير مواقع الصواريخ التي تستهدف أهدافًا في المملكة.

ويشير إلى أنه من الأهمية بمكان إلقاء نظرة أوسع على النزاع، وتجنب الصور التي تغذي الانتقام بدلاً من المصالحة، وتثبيط الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية للحرب.
 
 وحول التسوية السياسية يذكر المقال التحليلي، أنه لا بد من ضغط يفرض على كلا الجانبين للتحرك نحو تسوية سياسية، ربما من خلال تقديم وتمويل منطقة الحوثي المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال اليمن.

وبين أنه هناك حاجة إلى قرار جديد يأخذ بعين الاعتبار العقبات الجسدية والنفسية التي يجب التغلب عليها، قائلا "يحتاج الجيران السابقون، الذين هم الآن في حالة حرب، إلى دعم اجتماعي واقتصادي وإنساني قوي ليضعوا الماضي وراءهم".

ويقول إن أعضاء مجلس التعاون الخليجي بدؤوا بالفعل عملية التعهد بمساعدات لإعادة بناء اليمن. ومع ذلك، فإن الطريق إلى الأمام ليس مجرد نزع السلاح والتكاتف.

ويوضح الكاتب الأمريكي أنه كلما طالت معالجة الوضع على الأرض بشكل فعال لوقف الأعمال العدائية، زاد احتمال نمو جيل من الشباب اليمنيين والحوثيين يحملون عدم الثقة والتمييز مع نظرائهم باعتبارهم أعداء.

وذكر أن هذا له عواقب بعيدة المدى على اليمن، والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية وأهداف الأمن والاستقرار لحماية أمريكا وحلفائها في الخارج.

وذكر، جان أبي نادر بعقود، أنه قضى في اليمن عاما كاملا في 1974 كمدير تدريب في فيلق السلام الأمريكية، لافتاً إلى أنه كان مكانًا رائعًا تاريخياً وثقافياً واجتماعياً.

ويضيف "كان النموذج الأولي للمجتمع القبلي العربي منذ ذلك الحين".

وتابع "وبعد أن عملت في المملكة العربية السعودية وأماكن أخرى في العالم العربي، رأيت مباشرة مساهمات المغتربين اليمنيين الذين لعبوا دور المتاجر، والعمالة الماهرة ، وبناة الاقتصاد المحلي".

وزاد "عندما كنت أعيش في اليمن، كان موقعًا رومانسيًا يتجاوز الوصف، بدون مياه جارية ، وكهرباء متقطعة ، وعدد قليل من الناطقين باللغة الإنجليزية ، وبدون بذور الصراعات القادمة التي تزرع يوميًا. مثل الكثير من مالي والصحراء الغربية، كانت هناك جيوب من القبائل التي قاومت أي دور للحكومة المركزية، مطالبة بالحكم الذاتي، وحصة عادلة من موارد البلاد القليلة".

وبالعودة إلى تكوينة قوات الحوثي المقاتلين، يرى نادربعقود، أن تكتيكات الحوثيين في غرس رسائل الكراهية،أمر يصعب التوفيق بينه وبين الأشخاص المهذبين والمتفوقين الذين عايشتهم في ذلك الوقت.

ويقول "عادة، يتم إدراج الشباب كحامل للعلماء الراية، يحملون الدور العرفي الذي تخصصه حركات المقاومة لتهميش الشباب في صفوفهم".

ويشير إلى أن ترديد الصرخة، تعكس عقيدة أولئك الذين يعتقدون أن الحركة لا تحتاج إلا أن تكون معارضة لأن تكون ذات مصداقية. وغالباً ما ينظرون إلى ذلك على أنه للانتصار على ظالم، فهو لا يقدم الكثير في الطريق أمام احتمال للسلام والازدهار. النصر هو كل ما يهمه.

وبين أن اليمن اليوم يعاني من وضع مرعب ويائس وصل إلى قوى خارجية: المملكة العربية السعودية وإيران.

وبحسب نادر بعقود فقد غرسوا مواجهتهم بين السنة والشيعة في نسيج الحياة اليمنية، معطلين أي فرصة للاتفاقات الأولية التي تم التوصل إليها من خلال الحوار الوطني لتؤتي ثمارها.
 
ويقول الكاتب الأمريكي إن إيران مكنت الحوثيين من الحصول على الأسلحة والانضباط اللازمين للانضمام إلى الرئيس السابق عبد الله علي صالح للإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً ووضع حد لأي طموحات للمصالحة الوطنية، مشيرا إلى أنه سرعان ما استولوا على ما يقرب من 70% من الأراضي، ومع تمرد داعش في جنوب شرق اليمن، الذين تأكدوا من أن البلاد ستتعرض إلى عدم الاستقرار لبعض الوقت.
 
ويرى أن هذا لا يبرر ردود فعل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والتحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين، موضحا أن هذه التجاوزات يتم نشرها بشكل جيد، وفي بعض الأحيان مبالغ فيها. هؤلاء العرب سيعودون إلى ديارهم في نهاية المطاف.

وتابع "لا يوجد شيء يبقيهم في اليمن، ما يثير القلق هو كيف يغير الحوثيون من طبيعة اليمنيين، بحيث يتفوق القصاص على المصالحة وتصبح الأجيال القادمة مع المعايير التي لا تؤدي إلى التنازل والتصالح".

وجاء في المقال التحليلي، أن "الأيديولوجية المتطرفة ليست سوى جزء واحد من التهديد المعقد من هذا الصراع البعيد. تتمتع اليمن ببروز جيوسياسي كمدخل جنوبي للبحر الأحمر. يستمر الحوثيون في تهديد العبور البحري للقوات البحرية وناقلات النفط وسفن الشحن".
 
 ويبين أنه لا يمكن تجاهل التهديد لحرية الملاحة والسلع النفطية والتجارية العالمية العابرة للبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب. ومن المفارقات أن هذا ليس من مصلحة إيران إذا ما استأنفت السفن التجارية مرورها عبر قناة السويس.
 
وبالنظر إلى إيران فإنها تملك نظرة طويلة الأمد في تأجيج الصراع في اليمن، كحدود جنوبية ضعيفة التي تهاجم منها السعودية لتوسيع وجودها في شبه الجزيرة العربية. وهي تواصل اكتساب القوة في جميع أنحاء المنطقة من خلال الميليشيات المحلية المدربة والمعبأة من قبل حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الاتحاد العربي لحقوق الإنسان أن الحوثيين قاموا بزرع أكثر من نصف مليون لغم في أجزاء مختلفة من اليمن، ناهيك عن الألغام في الممرات البحرية.

وذكر الكاتب الأمريكي أنه يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها على السعودية والإمارات والتحالف العربي وكذلك روسيا، لإحضار الأطراف إلى طاولة المفاوضات مع بعض الشروط المسبقة.

ويضيف "لسوء الحظ، ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة في يناير، عشار فريق خبراء الأمم المتحدة إلى أن قادة أي من الطرفين عانوا بما يكفي لجعلهم يتنازلون".

وختم حديثه بالقول "يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن المزيد من التأخير في صنع السلام لن يؤدي إلا إلى زهق المزيد من الأرواح، ولنشر المزيد من الكارثة بين السكان المدنيين، وتصلب المواقف بما يتجاوز التسوية. لقد حان الوقت الآن لاتخاذ إجراءات مسؤولة تقلل من التهديدات الناجمة عن حرب اليمن وعواقبها على شباب وشعب ذلك البلد".


التعليقات