بروكينغز: واشنطن تمارس سياسة الضوء الأصفر في اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الثلاثاء, 07 أغسطس, 2018 - 07:17 مساءً
بروكينغز: واشنطن تمارس سياسة الضوء الأصفر في اليمن (ترجمة خاصة)

[ آثار لقصف التحالف استهدف أحياء سكنية باليمن ]

قالت مؤسسة بروكينغز الأمريكية، إنه ومع مواصلة دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن فإن إيران أقوى في اليمن مما كانت عليه قبل التدخل في عام 2015.
 
وبحسب تقرير للمؤسسة كتبه الباحث دانييل بيمان، ترجمه "الموقع بوست"، حتى في الوقت الذي ينفجر فيه البلد، وينمو نفوذ إيران فإن حلفاء الولايات المتحدة يغرق في المستنقع.
 
وقالت "ظنت واشنطن أن دعم حلفائها لصالح منع التعدي الإيراني يقدم قيمة أكبر من تداعيات الأزمة الإنسانية، ومع ذلك، فإن أحدث عملية على ميناء الحديدة توفر للولايات المتحدة فرصة لدفع مفاوضات السلام".
 
وأضافت "عندما بدأ التدخل السعودي والإماراتي في عام 2015، لم تظهر إدارة أوباما رأيها بشكل كامل فلم تحتضن الفكرة ولم تعارضها بقوة، واستقرت في نهاية المطاف بتأييد فاتر. في الوقت نفسه، انخرطت الولايات المتحدة في حربها الخاصة في اليمن، حيث كانت تتعقب الإرهابيين منذ أحداث 11 سبتمبر".
 
وتابعت "في 2002، قتلت الولايات المتحدة إرهابي القاعدة سالم سنان الحارثي في أول هجوم بطائرة بدون طيار خارج منطقة حرب. استمرت جهود الولايات المتحدة في السنوات التي تلت ذلك، ومع ذلك، صعدت إدارة أوباما العمليات عندما حاول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ونجح تقريبا في تفجير طائرة فوق ديترويت في عام 2009".
 
"في عام 2011 ، أطلقت الولايات المتحدة أول ضربة بطائرة بدون طيار التي استهدفت عمدا مواطن أمريكي، اسمه أنور العولقي ، الذي كان يعمل خارج اليمن، واليوم، تعمل قوات العمليات الخاصة الأمريكية مع الإمارات لاستهداف مقاتلي القاعدة والدولة الإسلامية في اليمن، كما تقوم أيضًا بتنفيذ هجمات بطائرات بدون طيار. وبدؤوا في مساعدة المملكة العربية السعودية على تحديد مواقع قواعد الصواريخ الحوثية"، حسب التقرير.
 
وأردفت "في ظل إدارة أوباما، اتبعت الولايات المتحدة سياسة مربكة في اليمن، في محاولة لتحقيق التوازن بين المخاوف الإنسانية، والإحساس بأن التدخل قد يفشل، والرغبة في إرضاء السعودية والإمارات".
 
وقالت "ينظر هؤلاء الحلفاء إلى اليمن على أنها قضية إقليمية رئيسية لأنهم قلقون بشأن النفوذ الإيراني هناك، ومن خلال تحمل تدخلهم، فإن الولايات المتحدة تقدم لهم خدمة في بلد ذي مصالح أمريكية متدنية تاريخياً".
 
وذكرت، في الواقع، أثبت دعم أمريكا أنه حيوي لاستمرار التدخل العسكري. وتوفر الولايات المتحدة، إلى جانب فرنسا والمملكة المتحدة، المعلومات الاستخبارية وتزويد الطائرات بالوقود في الهواء مع دعم لوجستي. وصفت مجموعة الأزمات الدولية سياسة الولايات المتحدة في اليمن بأنها "ضوء أصفر" ، وهو مؤشر على ازدواجية الولايات المتحدة، معترفةً بأن الدعم الأمريكي سيظل قائماً.
 
وقالت بروكينغز في نهاية إدارته، أعطى أوباما السعوديين صفعة معنوية، وأوقف مؤقتاً بيع القنابل الذكية إلى المملكة بسبب الحرب والأخطاء العسكرية السعودية المتكررة التي أدت إلى مقتل العديد من المدنيين اليمنيين. في النهاية، فشل دعم الحرب ومعارضتها على حد سواء ، وأثبت أن كل منهما أسوأ من الآخر، لقد أحبطوا الحلفاء ولكن لم يفعلوا شيئا لوقف التدخل أو تحسين الوضع الإنساني في اليمن.
 
وأردفت "بالنسبة لإدارة ترامب، فإن العلاقة السعودية مهمة بشكل خاص، وسرعان ما تم رفع حظر أوباما عن بيع القنابل الذكية. وعلى الرغم من أنه لا يهتم باليمن إلا أن ترامب استجاب بشكل إيجابي للجهود السعودية والإماراتية في محاكمته واحتضن نظرته إلى اليمن. ولاحظ بشكل صحيح أن العلاقة السعودية-الأمريكية كانت "متوترة للغاية" في عهد أوباما، ويبدو أن قادة السعودية هم من بين عدد قليل من الأجانب الذين يعتبر ترامب معجب بهم. ومع ذلك، كانت أول عملية تدخل لإدارة ترامب في اليمن هي بغارة فاشلة من قبل قوات العمليات الخاصة في قرية يمنية، والتي أدت إلى مقتل أحد قوات البحرية الأمريكية، ووفقا للقرويين، فإن حوالي 25 مدنيا من بينهم تسعة أطفال قتلوا.
 
وقالت "في النهاية، لم تنحرف إدارة ترامب كثيراً عن إدارة أوباما، حيث رفضت مؤخراً طلباً للانضمام إلى الهجوم الحالي الذي تقوده الإمارات على مدينة الحديدة ومينائها الإستراتيجي".
 
وتوقعت مؤسسة بروكينغز، أن تدفع عملية الحديدة الوضع الإنساني لليمن من الكابوس الذي يعيشه إلى شيء أسوأ، بسبب القتال والإبطاء المحتمل لإعادة الإعمار بعد الصراع.
 
وقالت "الملايين من اليمنيين على حافة المجاعة، وحتى الانقطاعات المؤقتة في الإمدادات الغذائية ستأثر بشكل كبير"، مشيرة إلى أن الحوثيين، الذين يعذبون المعارضين السياسيين وغالباً غير مبالين ببؤس العديد من اليمنيين، وقالت "لديهم حافز للعب ورقة المعاناة للضغط على أعدائهم".
 
واستطردت "وعدت دولة الإمارات بمعالجة الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بسبب عملياتها العسكرية، الأمر الذي يظهر نوعا من التقدم. لكن يجب على الجهات الفاعلة الدولية الضغط على الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للاستفادة من هذا العرض".
 
وطالبت بروكينغز واشنطن التخلي عن سياسية الضوء الأصفر، وقالت "يجب على الولايات المتحدة التخلي عن سياسة "الضوء الأصفر" في اليمن وتغيرها إلى سياسة "الضوء الأحمر".
 
وأوضحت أن الحصيلة بين القيمة والفوائد المترتبة على دعم التدخل السعودي والإماراتي تعتمد بشكل كبير على القيمة، وقالت إن "نهج الحلفاء يودي إلى هزيمة ذاتية".
 
وحول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أشار بيمان في تقريره إلى أن التنظيم استغل في بعض الأحيان الفوضى للتوسع، وقال "ما زالت القاعدة قوية رغم الجهود الإماراتية والأمريكية لمحاربتها".
 
تقول مؤسسة بروكينغز "أنفقت الإمارات والسعودية عشرات المليارات من الدولارات على الحرب، لكن الكثير من اليمنيين يكرهونهم الآن بسبب تدمير اليمن"، مشيرة إلى أنه حتى مع النصر في الحديدة، ستستمر الحرب.
 
تضيف المؤسسة، سياسة "الضوء الأصفر" لا تتجنب تواطؤ الولايات المتحدة في الكارثة الإنسانية في اليمن، على الرغم من أن إدارة ترامب لا تهتم بالأزمات الإنسانية، وخاصة في الشرق الأوسط،  وقالت إن "الدعم اللوجستي الأمريكي للتدخل السعودي والإماراتي يربط سمعة الولايات المتحدة في جميع أفعال التحالف".
 
وقالت "على الرغم من زعم ​​قادة الولايات المتحدة أنهم ليسوا في حالة حرب في اليمن، وعلى الرغم من أن القليل من الأمريكيين يعرفون بالتدخل الأمريكي، إلا أن دعم الولايات المتحدة مكّن التحالف من التدخل". وكما قال السناتور الجمهوري مايك لي من ولاية يوتاه: "إنها تمد الخيال، وتمد اللغة الإنجليزية إلى ما وراء نقطة الانهيار، لتشير إلى أن الجيش الأمريكي لا يشارك في العداء في اليمن".
 
علاوة على ذلك، تقول بروكينغز، فإن سياسة "الضوء الأصفر"، إلى جانب احتضان إدارة ترامب القوي للتحالف، يمكن السعودية والإمارات من اتخاذ خطوات مدمرة، وهذا يظهر –حسب التقرير- من دعمه البلاغي القوي بشكل عام، وذاك ليأخذوا جانبهم في نزاعهم مع قطر إلى انسحابه من الصفقة الإيرانية. ينظر السعوديون والإماراتيون إلى هذه الإيماءات على أنها مؤشرات على أنه لا يهتم باليمن وسيتبع خطتهم في المنطقة.
 
يمضي التقرير بالقول "من المفارقات أن ترامب قد يحتاج إلى السعوديين والإماراتيين أقل مما كان يحتاجهم أوباما"، مشيرا إلى أن أوباما اعتمد على السعودية والإمارات للعب دور في التحالف ضد الدولة الإسلامية، لكن التحالف ظل  ينتصر منذ عام 2015 ودفع بالخلافة تحت الأرض.
 
وقال "ويحتاج ترامب إلى السعوديين والإماراتيين في خططه للسلام في الشرق الأوسط، لكن الخطط غير واقعية وغير مقلقة إلى حد كبير، وتفتقر إلى الإقبال من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، حتى على مستوى اليمن، فإن الولايات المتحدة لديها نفوذ لن تستخدمه فقط لتغيير الوضع في اليمن. وكما يقول أليكس دي وال، فإن تزويد الطائرات بالوقود أثناء الطيران، ووجود المستشارين، ومبيعات الأسلحة كلها تقدم نفوذ الولايات المتحدة.
 
يقول التقرير، على الرغم من أن إدارة ترامب لن تستغل الحديدة، فإن عملية الحديدة توفر فرصة لتجديد المفاوضات. منوها إلى أن المفاوضات لإنهاء الحرب فشلت مراراً وتكراراً بسبب المجموعات العديدة التي تقاتل في النزاع، مما يجعل من الصعب جلب الجميع إلى طاولة واحدة فيها العديد من الانقسامات داخلها، بالإضافة إلى قلة سيطرة القوى الأجنبية على العديد من وكلائها.
 
وخلص التقرير إلى أن تعزيز السلام لا يزال جديراً بالنظر إلى الوضع الخطير في اليمن، وقال "إذا أوقف حلفاء الولايات المتحدة حملتهم، فقد ينخفض ​​نطاق وحجم العنف، علاوة على ذلك -حسب التقرير-  إذا فازوا في الحديدة، يمكن لحلفاء الولايات المتحدة الدخول في مفاوضات بأفضلية تمنحهم غطاءً سياسياً للحد من تدخلاتهم في الوقت الذي سيكون فيه خصومهم الحوثيون أكثر رغبة في التوصل إلى إتفاق".
 
وأضافت بروكينغز "يجب أن تدعم الولايات المتحدة جهود مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، وترحب بجهود الوساطة الجديدة، ربما من دول مثل عُمان التي يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً"، وقالت "ما زال أمام اليمن طريقا طويلا للسلام والاستقرار، لكن على الأقل سوف يسير في الاتجاه الصحيح".
 
---------------------------------------------
 
* مؤسسة بروكينغز هي مؤسسة فكرية أمريكية مقرها في واشنطن دي سي. وهي واحدة من أقدم مؤسسات الفكر والرأي، وهي تقوم بإجراء الأبحاث والتعليم في مجال العلوم الاجتماعية، وفي المقام الأول تهتم بالاقتصاد، والسياسة الحضرية، والحكم، والسياسة الخارجية، والاقتصاد والتنمية في العالم.
 
*المؤلف دانييل بيمان هو محرر السياسة الخارجية في موقع Lawfare. وهو زميل قديم في مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، الذي يركز على مكافحة الإرهاب وأمن الشرق الأوسط. وهو أيضا أستاذ في كلية الشؤون الخارجية بجامعة جورج تاون.
 
*لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.


التعليقات