العفو الدولية تدعو كوريا الجنوبية لمعالجة مطالبات اللاجئين اليمنيين في جيجو (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 08 سبتمبر, 2018 - 02:54 مساءً
العفو الدولية تدعو كوريا الجنوبية لمعالجة مطالبات اللاجئين اليمنيين في جيجو (ترجمة خاصة)

[ يتعرض اللاجئون اليمنيون لمضايقات في كوريا الجنوبية ]

سلطت منظمة العفو الدولية الضوء على الوضع المأساوي للاجئين اليمنيين في كوريا الجنوبية.

وقالت المنظمة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، "في كل عام، يسافر ملايين الأشخاص إلى جزيرة جيجو الجميلة، وهي بقعة سياحية شهيرة قبالة الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية. كان من بين زوار هذا العام مئات الأشخاص من اليمن، بما في ذلك بعض الأطفال".
 
وأضافت، وفق ترجمة الموقع بوست، "لكن هؤلاء اليمنيين كانوا على خلاف معظم الذين وصلوا إلى هذه الجزيرة الخلابة، لأنهم أتوا بحثاً عن ملاذ بديل وليس بحثاً عن أشعة الشمس.
 
وتشير المنظمة إلى أن جزيرة جيجو، كانت لهم مأوى من الحرب الموجودة في اليمن، والتي شهدت مقتل وجرح أكثر من 16,000 مدني وجعلت مليوني شخص يفرون من منازلهم، واضطرت 3.4 ملايين طفل للخروج من المدرسة وجعلت 22.2 مليون شخص )أي ما يعادل 75% من السكان( في حاجة إلى المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياتهم.
 
وتضيف "في الفترة ما بين يناير ومايو 2018، وصل حوالي 550 يمنياً يبحثون عن الأمان إلى جزيرة جيجو عبر ماليزيا، التي لا تملك قوانين لتنظيم اللاجئين، على عكس كوريا الجنوبية. قد يتعرض طالبوا اللجوء في ماليزيا للاحتجاز والمحاكمة والجلد والترحيل كنتيجة لطلبهم. وصل اليمنيون إلى كوريا الجنوبية مستفيدين من الدخول لمدة 30 يومًا بدون تأشيرة بهدف جذب السياح. بمجرد وصولهم إلى الأراضي الكورية، سعوا للحصول على تأشيرات مؤقتة أثناء انتظار البت في طلبات اللجوء الخاصة بهم.
 
وتقول المنظمة إن اليمنيين منذ وصولهم واجهوا العداء في الغالب أكثر من كرم الضيافة. في يوليو 2018، وقع أكثر من 714,000 شخص في كوريا الجنوبية على عريضة تحث الرئيس مون جاي على رفض طلبات اليمنيين للجوء، زاعمين أنهم "لاجئون مزيفون" يسعون فقط للاستفادة من الاستقرار الإقتصادي لكوريا الجنوبية. هذه هي أكبر عريضة تلقاها الرئيس منذ توليه منصبه في عام 2017.
 
وتابعت "بعد وصولهم، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي في كوريا الجنوبية سلسلة من المزاعم التي لا أساس لها والتي تقول إن العديد من النساء في جزيرة جيجو قتلن على يد اليمنيين. على هذه الخلفية، تم تنظيم الاحتجاجات في جزيرة جيجو وسيول. وكان من بين المحتجين بعض منظمات حقوق المرأة، محذرة من أن التدفق السريع للرعايا الأجانب ذوي الخلفيات الثقافية المختلفة من شأنه أن يضر بالسلامة العامة".
  
وفقاً لمنظمة "NANCEN" ، وهي منظمة كورية جنوبية غير حكومية، فقد قبلت كوريا الجنوبية 1.5% من طلبات اللجوء والتي وصلت 10,000 طلب في عام 2017. وقد يكون هذا الافتقار إلى الإلمام بالترحيب باللاجئين، هو جزء من سبب قلق الكثيرين من قبول هؤلاء اليمنيين الـ550 .
 
كارثة من صنع الإنسان
 
وذكرت العفو الدولية ، أن التهديدات التي تجبر هؤلاء الناس على الفرار من ديارهم حقيقية ومتواصلة. إن الملايين من المدنيين اليمنيين يقعون في وسط "كارثة من صنع الإنسان بالكامل" تزداد هذه الكارثة سوءًا بسبب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
 
واتهمت أطراف النزاع بالقيام بشكل منتظم بتقييد وصول المساعدات ومهاجمة أو تدمير البنية التحتية المدنية بشكل متكرر، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. قام التحالف بقيادة السعودية بعشرات الغارات الجوية العشوائية على المدنيين والبنية التحتية المدنية، وضرب المنازل والمدارس والأسواق وحفلات الزفاف والمستشفيات والمساجد. ومن المرجح أن يصل عدد من هذه الهجمات إلى مرتبة "جرائم حرب".
 
وفي رد على احتجاج الجمهور، أعلن وزير العدل في كوريا الجنوبية في 1 أغسطس / آب أن الحكومة سوف تقصر فترة فرز طلبات اللجوء هذه إلى إكمال الفحص الأولي بحلول نهاية سبتمبر / أيلول. وأكد أيضا على أن الحكومة ستطبق إدارة قوية ومراقبة لطالبي اللجوء من أجل سلامة سكان جزيرة جيجو.
 
وتشير العفو الدولية إلى أن هناك حاجة إلى معالجة فورية لمطالبات اللاجئين، ولكن يجب أن تكون الإجراءات عادلة وأن تضمن للأفراد الحق في استئناف تقييمهم بمساعدة التمثيل القانوني. الحكومة ملزمة بإعطاء المراجعة التي تتطلبها كل حالة، دون الإسراع في العملية بسبب الضغط العام.
 
أظهروا الإنسانية
 
وطالبت العفو الدولية، قيادة كوريا الجنوبية، وكذلك شعبها، أن يفكروا في نوع المجتمع الذي نريد جميعًا أن نخلقه لأنفسنا وأطفالنا للعيش فيه. ولدينا جميعًا مصلحة في جعل العالم مكانًا أكثر أمانًا، ويشمل ذلك استضافة أشخاص لا يمكنهم الذهاب ومنحهم مكانًا يمكنهم فيه أن يكونوا في مأمن من الخطر.
 
وتضيف "مطلوب من الرئيس مون الآن الرد على العريضة التي تطالبه برفض طلبات اللجوء اليمنية. كمرشح رئاسي في عام 2017، أبدى مون استعداده للالتزام باتفاقية اللاجئين ومنح الحماية للمحتاجين. والآن حان الوقت لإظهار القيادة والوفاء بهذا الوعد من خلال الالتزام بمعالجة طلبات اللجوء بصورة عادلة وسريعة ومنح الحماية لأولئك الذين يعتبرون لاجئين".


التعليقات