خبراء دوليون: جنوب اليمن"برميل بارود" على وشك الانفجار (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الاربعاء, 05 ديسمبر, 2018 - 04:34 مساءً
خبراء دوليون: جنوب اليمن

[ مدرعة إماراتية لحظة مواجهات مسلحة بين الحزام الأمني وقوات الحماية الرئاسية في يناير 2018 بعدن ]

قال موقع "ستار آند ستريب" الأمريكي إن الوضع في مدينة المكلا والتي ينشط فيها مقاتلو القاعدة يعطي لمحة عن الصراعات الأخرى التي تحتدم في اليمن.
 
وأشار الموقع إلى ان تلك الصراعات مهددة بالغليان حتى لو نجحت الضغوط الدولية الأخيرة في تحقيق هدنة في ستوكهولم هذا الأسبوع.
 
ولفت الموقع العسكري في تقرير له ترجمه "الموقع بوست" إلى أن  عدم الاستقرار الذي طال أمده في المكلا والمناطق الأخرى يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الهدنة ستجلب السلام للبلاد الفقيرة، أو أنها ببساطة ستعمل على تحرير الأطراف المتحاربة لتصفية حسابات أخرى.
 
ويورد الموقع نقلا عن بيتر ساليسبري الخبير في تشاتام هاوس قوله إن الوضع في الجنوب لا يزال واحدا من أقل جوانب الصراع التي تم تحليلها، مضيفا أن هناك فراغ سياسي مثير للقلق، وأن الجنوب "برميل بارود" على وشك الانفجار.
 
ويقول التقرير إنه على الرغم من أن المكلا بعيدة عن الخطوط الأمامية للحوثيين، إلا أن انهيار الحكومة المركزية سمح للقاعدة في شبه الجزيرة العربية باجتياحها من الصحراء الوعرة المحيطة وانتزاع السيطرة عليها في  2015، وهو ما مكن المسلحين الذين تعتبرهم واشنطن الفرع الأكثر دموية في الجماعة الإرهابية، من السيطرة على أسلحة من مخزونات عسكرية وأخذ ما يقدر بـ100 مليون دولار .
 
ويستدرك الموقع بأن الإمارات والقوات  المتحالفة معها  تمكنت في أبريل / نيسان 2016، من استعادة المكلا جزئيا عن طريق التفاوض الذي أفضى إلى اتفاق سري مع المسلحين للانسحاب، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء أسوشيتد برس في وقت سابق من هذا العام.
 
ووفق الموقع: وبعد مرور أكثر من عامين لا  يزال التوتر يسود المكلا، وهو ما رواه  صحفيون في رحلة أخيرة نظمتها المملكة العربية السعودية إلى المكلا والذين وجدوا شبابا يضعون أيديهم فوق رؤوسهم عند مرور قافلة عسكرية تقل السفير السعودي في اليمن، في إشارة على ما يبدو إلى أنهم غير مسلحين.
 
اقرأ أيضا: في الواشنطن بوست.. لهذا يتحدى مجلس الشيوخ ترامب حول اليمن (ترجمة خاصة)
 
كما أشار التقرير إلى تعرض السجناء اليمنيين للإيذاء جسديا وجنسيا من قبل التحالف، بما في ذلك في القاعدة الإماراتية المحلية بالقرب من المكلا، وفقا لتقارير الوكالة والأمم المتحدة، ورفض المسؤولون السعوديون أخذ الصحفيين إلى اي مرافق احتجاز. 

ويرى الموقع أنه بالرغم من تصاعد الضغوط الدولية على التحالف الذي تقوده السعودية لإنهاء الصراع خصوصا بعد مقتل خاشقجي، وتأجيج تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي  للمضي قدما في إجراء لسحب الدعم الأمريكي للحرب، إلا أن ذلك لن يكون له تأثير يذكر على الصراعات الأخرى التي تتصاعد في جميع أنحاء البلاد.
 
ونقل عن جورجيو جونسون وهو عضو سابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن قوله "حتى لو انسحب السعوديون والإماراتيون غدا، فإن الحرب الأهلية المحلية ستستمر وتستمر لفترة طويلة، وفي الواقع، أعتقد أن القتال سيكون أسوأ بكثير من القتال الذي نشهده الآن".
 
 وأضاف الخبير الدولي: "لديك هذه المجموعات المختلفة وستتقاتل جميعًا، للحصول على أكبر قدر ممكن من الكعكة".
 
ولفت الموقع إلى أن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب زادات من وتيرة حملة الضربة الجوية ضد تنظيم القاعدة إلى أعلى مستوى شهدته الحرب الطويلة، بالمقارنة مع الغارات التي تم إجراؤها في عهد الرئيس السابق أوباما حيث شنت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 93 ضربة بطائرات بدون طيار، وفقا لما ذكرته مؤسسه نيو أمريكا للفكر في واشنطن، مقابل 183 ضربة شنها أوباما خلال  رئاسته التي مدتها ثماني سنوات.
كما أمر ترامب بغارة في 2017 يناير/كانون الثاني في اليمن والتي أسفرت عن مقتل احد جنود البحرية الأمريكية و30 شخصا آخرين، بينهم نساء وأطفال وما يقدر بـ 14 مسلحا.
 
وتحدث التقرير عن معضلة أخرى في اليمن تتمثل في الانفصاليين الذين يتحالف بعضهم مع الإمارات، ويرفعون العلم الانفصالي للجنوب، بألوانه الثلاثية -الأحمر والأبيض والأسود- مع شيفرون الأزرق الفاتح والنجم الأحمر علي جانب واحد، على اللوحات الجدارية في جميع انحاء المكلا.
 
وأضاف بأن الانفصاليين يريدون الضغط لتحقيق مطالبهم في أي اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة بين الحوثيين والحكومة (المعترف بها دوليا) والقوات التي تقودها السعودية.
 
ويخلص التقرير على لسان الخبير الدولي  جونسون بأن اليمن لديه مشكلة من المستحيل حلها، وقال "لقد انهارت و لا أعتقد أن أي شخص، بغض النظر عن مقدار الأموال التي ستصب في البلاد، سوف يكون  قادرا علي إعادته مرة أخرى، وبالتأكيد فإن ذلك لن يحدث في وقت قريب".
 
*لمراجعة التقرير على الرابط الاصل هنا


التعليقات