الكائنات اللزجة في دولة اليمن
السبت, 05 نوفمبر, 2016 - 08:21 مساءً

ليس من الغرابة أن يكون الشخص جباناً أو بخيلاً أو ذميم، فتلك سجايا جُبِلَ عليها الإنسان وسَر الخالق فيه عباده، لكن الغرابة تتجلى بوضوح في الشخص الذي طحنته مشاعر الدونية والعجز واللاجدوى، فأصبح غصناً تهزه الريح أينما اتجهت أخذته صوبها، وطينةً لزجةً أفقدته مميزات الشخص الذي كرّمه الله وفضّله على العالمين.
 
مجتمعنا اليمني لن يخرج من دوامته طالما وذلكم الشخوص قادته وصناع قراره لأن النفاق من أسوأ أمراض العصر ومن أقبح الصفات التي يمتهنها الشخص، لأنها تخلق الكره والبعد والشقة في أوساط المجتمعات والدوائر التي يرتادها ويرتع فيها المنافق، وما أصعب أن يمتلك الشخص وجهان يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يمر به ويخفي الآخر ليستخدمه في موقف آخر.
 
وما الدور الذي تلعبه بعض الشخصيات اليمنية منها المحسوبة على الشرعية ومنها المتمترسة في الاتجاه الآخر وما يلعبه خالد بحاح الذي منحه الشعب اليمني وقيادته السياسية الثقة إلا مثالاً  بارزاً على ذلك التلون والنفاق، لأنه وبطريقة تدعو للغرابة تحلل ويتحلل يوماً بعد يوم في مياه مختطفي الدولة ومؤسساتها، ويجول هذه الأيام الأمصار مروجاً لمبادرة ولد الشيخ المخالفة لطموحات الشعب اليمني وتضحياته ومرارة  الزمن التي تجرعها عبر السنين.
 
 وما جولاته في الإمارات ومحاولته اللقاء بطلاب اليمن الدارسين في المانيا قبل يومين والذي قوبل بالمقاطعة والرفض إلا نفر قليل منهم لا يتجاوز 30 طالبا، ولا يشكلون أي ثقل في أوساط الجالية هناك، رفضوا لقاءه لأنهم يعملون ما يريد وهو لا يعلم ما يريدون، ولا يعلم أنه يخاطب أرقى طبقات المجتمع اليمني المدركة والمطلّعة على الدور الذي لعبه أثناء توليه منصب رئيس الحكومة ونائباً للرئيس وبعدها، ويعلمون بضاعته الكاسدة التي يروج لها، وتهاريج الزمان التي يرددها والتي تختلف أتم الاختلاف عن طموحاتهم المتمثلة في بناء الدولة اليمنية الديمقراطية الإتحادية الحديثة، الخالية من المنافقين بنّائي الشخوص وهدّامي المجتمعات ونهّابي الشعب وموارده.
 
هذه الحالة الغريبة التي أمامنا ليست الأولى  في تاريخ الساسة ورؤساء الحكومات المعاصرة في اليمن، إذ سبقها الكثير ممن خانوا شعوبهم وباعوا ودمروا تاريخهم لجهلهم بأهمية التاريخ وقراءة الأجيال المتتالية لأحداثه وأن للمخلصين فيه صفحات وللمتهوكين فيه أُخَر ستلعنهم أو تثني عليهم من خلالها.
 
وكما أسلفت أن بحاح لايمثل الحالة الوحيدة لذلك السلوك المشين والمنافي لقيم الولاء الوطني والصدق مع الشعوب فقد سبقه الكثيرين من البرجماتيين أبرزهم عبدالعزيز بن حبتور الذي لم تقطع في مفاهيمه دراسته الأكاديمية في ألمانيا، ولم يؤثر السلوك الألماني الوطني الراقي فيه، إذ  وقف الناس مذهولين من بيعه لعدن وللشرعية اليمنية وتحوله إلى صف علي صالح بين عشية وضحاها، وبعد أن كان قد سعى لشق المؤتمر الشعبي العام في المناطق الجنوبية إبان ثورة الشباب السلمية في صنعاء تحولات وقفز على الأحداث لا يصدقها عقل أو يقبلها ضمير.
 
أما مواقف رئيس الحكومة الحالي أحمد عبيد بن دغر وتحولاته وتنقله كالطائر على شرفات السياسة فتلك قصةً أخرى ومسلسل كثير الحلقات له فصل آخر وتناولة قادمة.
 

التعليقات