فاروق المفلحي

فاروق المفلحي

كاتب يمني مقيم في كندا

كل الكتابات
أبحار في الرؤية الوطنية للمــفلحي
الإثنين, 08 مايو, 2017 - 08:10 مساءً

إستمعت بكل دهشة وحبور وسعادة، إلى الحديث الضافي الذي أدلى به الاخ المحافظ. الشيخ عبد العزيز عبد الحميد المفلحي. محافظ عدن . حيّاه الله، ومع بعض التصرف، إسمحوا لي ان ابحر في تلك الوثيقة الوطنية.
 
توقفت عند جمل كثيرة في ذلك الحديث الرائع، وفي اكثر من جملة وفقرة وعبارة، كدت اجهش بالبكاء. ولقد شدتني الى الحديث تلك الروح الصافية الشفافة، التي تنم عن عقلية متفتحة صادقة، ومتوهجة وزاهدة ببريق المناصب وهيلمان السلطة.
 
وعن حديث المحافظ عن -عــدن- فهو حديث ذو شجون وحديث العاشق الحنون . تطرق فيها المحافظ إلى ما كانت عليه عدن من تطور مذهل ، حينما كانت حاضرة الشرق الأوسط ، بميناء هو الثاني في العالم ومركز مالي عالمي ومطار دولي هو الثاني في العالم بعد مطار -هيروهيتو- في طوكيو. اليابان.
 
وقال ، كانت عدن مركزا تجاريا ومحط السفن العابرة بين القارات، وكانت الحاضنة لكل الأرومات والملل والعقائد من يهود عرب -هم في الاصل من صلب دم اليمن- الى تجار -البينيان- الهنود- والأفارقة والعرب، وكانت عدن تمثل تعددية مدهشة تعايشت فيها الديانات والثقافات والأرومات ، فبـُنيت في عدن المساجد العامرة والكنائس، والمعابد الهندوسية ، بل والزرادشتية.
 
ولقد تطرق بكل حرقة وألم وقال ، ان معاول الهدم توخت -عــدن- فأنهالت عليها بالضربات حتى تحولت تلك المدينة الجميلة، التي كانت شعلة من النور والألق، فتحولت الى مدينة ظلمات ومظالم وبؤس وشقاء. تتقلب على فراش المواجع والأحزان ، تحيطها الخرائب، وتعج شوارعها بأكوام المُخلفات ،ويفتك باهلها الحر والبعوض والتيفوئيد وحمى الضنك.
 
وتحدث بموسعية معلوماتية مدهشة وعميقة ، عن كيفية النهوض بهذه المدينة - العبقرية- التي تتموضع في قلب العالم وتطل وعلى تماس مع الجهات البحرية الأربع وهي: خليج عدن والبحر الاحمر والبحر العربي والمحيط الهندي.
 
وتحدث أن موقعها هبة من الله لاهلها الكرام ، وتتفوق عدن في ان مينائها العالمي ومركز التزود بالوقود، حيث لا تبعد عن الممرات البحرية الملاحية الدولية ، سوى بسويعات واميال للوصل والرسوا الى مينائها الوادع ، بينما تبعد السفن الناقلة عن موانىء اخرى ازدهرت من بعدها، تبعد بأيامٍ من الإبحار! وهنا عدن تستفيد من فارق الوقت وتتميز به . وقال عدن تتفوق دائما وأبدا ولم تتغير! ولكننا تغيرنا . وعدن لم تخن ولكننا خنا عدن، وبعنا بها واشترينا، بفتات المال ،السـُحت.
 
تحدث -المفلحي- بكل حميمية عن أهل عدن الكرام، وكيف تشردوا وهاموا. وبنوا في بلدان المهاجر وساهموا في نهوضها. وقال اننا يجب ان نستعيد أمجاد عدن ونـُهب جميعا لبناء مجدها التليد وقال كل من سكن عدن فهو -عدني- وعليه ان يخلص لها فهي حاضنته وملاذه .
 

التعليقات