امتحان في ظرف استثنائي
الخميس, 13 يوليو, 2017 - 12:10 صباحاً

أخذت الكتاب بنية المراجعة في الوقت بدل الضائع من زمن بدء الاختبارات؛ حينها تبين لي أن كل ما ذاكرته بالأمس تلاشى كما تلاشت شائعة مقتل الفنان فهد القرني، وطارت في الفضاء المغطى بسحابة رملية و موجة الأخبار العاجلة و الشائعات.
 
ثمان دقائق فقط كانت زمن المراجعة... ثم أخذت بعدها ورقة الامتحانات التي وزعها علينا أحد العاملين في لجنة كنترول الاختبارات.
 
نظرة تأمل القيتها على ورقة الاسئلة و بدأت الإجابة من السؤال الأخير (بطريقة تصاعدية) كانت الاسئلة التي أخذت بعضها القالب الأمريكي في وضعها سهلة جداً وبالأخص الأربعة المقالية التي افتتحت بها جلسة استجوابي مع مادة التحقيق الصحفي.
 
ثمان دقائق من المراجعة تلك تعادل رحلة تليرسون المكوكية من واشنطن إلى منطقة الخليج دون أي تقدم يُذكر بشأن الأزمة الخليجية التي أخذت طريق التعقيد والغموض.
 
هممت بالإجابة على الاسئلة و أخذت رحلة استكشافية في ذاكرتي المكتظة بأحداث الحياة . حضرت معظم التفاصيل التي احتشدت دفعة واحدة في مخليتي: تليرسون، الأزمة الخليجة، انتهاكات المليشيات بحق المدنيين ، انفصال واحد من أكبر جبال الجليد في التاريخ عن القارة القطبية الجنوبية،  وبعض ما ذاكرته منتصف الليل و بعد الفجر باستثناء تلك المواقف التي أخذت الكثير من الوقت في التفكير حاولت تجاهلها لحاجة في نفسي و أهمية فيما تبقى من معلومات و أجوبه.
 
في ظروف الحرب الاستثنائية كي يستطيع الانسان احتمال ضغوط الحياة فإن علية احتمال مالا يحتمل وقبول مالا يمكن قبوله؛  لذا كان من الطبيعي حضور تلك التفاصيل من الأحداث إلى مخيلتي وهذا لاعلاقة له بالتركيز بقدر علاقته بالواقع.
 
المُراقبة (المُلاحِظه) الممتلئة و الخجولة، المطلية أظفارها بالمناكير تتمخطر طول وعرض القاعة،  وطلاب العلوم الإدارية  منهمكون في الحسابات والترويج والإدارة ؛ و أنا في حالة سكون، و هدوء خالي من الغش لا من أصوات القذائف العشوائية التي تمطرها المليشيات على المدينة.
 
بالأمس أخبرني طالب في الثانوية والده مغترب في الرياض أنه يُخزن حتى منتصف الليل وينام حتى مطلع الشمس، ويدفع الفين ريال مقابل الغش في مادة الإسلامية.
 
"الفين مقابل غش أركان الوضوء...!" تعجبت في نفسي.
 
لا غرابة من ذلك ؛ في بلادٍ  قضى المخلوع صالح وطره أكثر من ثلاثة عقود تهالكت فيه منظومة التعليم القائمة على الغش حتى في أركان الوضوء.
 
أجبت على جميع الاسئلة ثم غادرت القاعة و لا زلت اتعجب "الفين مقابل غش أركان الوضوء...!".
 
 

التعليقات