صواريخ الحوثي
السبت, 29 يوليو, 2017 - 09:26 مساءً

ما أعلنته قيادة التحالف العربي، نهاية الأسبوع الماضي، عن تمكن الدفاعات الجوية للمملكة من اعتراض صاروخ بالستي بعيد المدى أطلقته المليشيات الانقلابية باتجاه مكة المكرمة يتنافى مع صدقية التحالف العربي بشأن تدميره للأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية ؛ ذلك الهدف الأبرز والأهم الذي أعلن بموجبه التحالف في منتصف أبريل 2015 انتهاء عاصفة الحزم. وهذا مؤشر خطير خصوصاً وأن هذا النوع من الصواريخ يعد هو الثالث منذ نهاية العام الماضي التي تستهدف مكة .

يأتي هذا التطور بعد ساعات على مانشرته محطة سي إن إن الأمريكية على لسان متحدث في البنتاجون عن قيام المليشيات بإطلاق صاروخ بالستي نحو أحد مصافي تكرير النفط في محافظة ينبع - ثاني أكبر مدينة على البحر الأحمر بعد مدينة جده - غربي السعودية .

الصاروخ الذي جرى اعتراضه فوق سماء محافظة الطائف ، 960 كلم عن مكة المكرمة ، تزامن إطلاقه قبل اسابيع من بدء موسم الحج حيث يتوافد الملايين إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك وشعائر الحج، وهو ما يعد تهديدًا استراتيجيًا، ويلقي بظلاله على عملية تأمين الحجاج في هذا الموسم.

تمادي خطر الصواريخ البالستية على الأراضي السعودية سببه تسويف التحالف في مسأله حسم المعركة عسكرياً يقابله في الناحية الأخرى فشل المساعي السياسية الأممية لحل الأزمة ...

انشغال السعودية بحماية حدودها الجنوبية مع اليمن، و إدارة خلافاتها الداخلية المتعلقة بالديوان الملكي. تلك الزوبعة التي طلعت إلى السطح فجأة بالتزامن مع الأزمة الخليجية غيبت دورها من المنطقة و أثرت سلباً على الأزمة اليمنية مما دفع أبوظبي للتصدر واجهة التحالف بدلاً من الرياض. 

ذلك الفراغ تكشفت من خلاله سياسة أبوظبي وأهدافها وخططها المنحرفة عن مسار دور التحالف في اليمن وهذا ماظهر جلياً في تصرفاتها الجنونية والعبثية الاحتلاليه: حيث عمدت إلى تقويض مؤسسات الدولة و السيطرة على المواني والجزر البحرية و انشاء قواعد عسكرية و تشكيل كيانات وتنظيمات مسلحة تابعة لها. 

كل ذلك أتاح للمليشيات فرصة التحشيد من نوع آخر ضد الرياض عبر استفزازهم بالتصعيد الصاروخي و تذكيرهم بفشل تحقيق عاصفة الحزم بالإضافة إلى أن المليشيات تحاول من خلال ذلك إظهار مدى صمودها أمام 12 دولة خلال عامين من الحرب. 

تكرار إطلاق الصواريخ البالستية على الأراضي السعودية يؤكد مدى تعقد الأزمة اليمنية و تشتت خطط عمليات التحالف وهذا الأمر يتطلب من قيادة التحالف الوقوف بجديه ازاء ذلك واستعادة زمام المبادرة و تصحيح المسار وترتيب الأهداف بحسب الأولوية التي تلبي مطالب الشرعية و تزيل الخطر الإيراني وتهديداته المحدق بالمنطقه.

التعليقات