عن أغاني مارسيل خليفة وترويج الرداءة في مضمون قضية
الأحد, 30 يوليو, 2017 - 09:53 صباحاً

مارسيل خليفة فنان صوته عادي، والحانه غالبا رديئة. لكنه منتج رديء لدعاية اليسار. ربما سنتعرف على واحدة من اسباب فشل اليسار العربي، لم يكن يتناول الافكار من منصة المسلمات، بل تعامل مع ذائقته باعتبارها غحدى حقائقه المطلقة.

وفي كثير من احكامه شديدة الرداءة، لم يفصل بين القضية والفن، بين الالتزام والابداع، فسلم بالفن كمبدأ للترويج عن مجموعة من الايدلوجيات والقيم.

حتى المرحلة الناصرية اصابتها تلك اللوثة، وجعلت كثير من الاغاني ترويج لمبادئها وتوجهاتها. ومازال كثير من اليسار القومي يكيل المديح لاشكال غنائية تهريجية تغنت بالاشتراكية والسد العالي.

مع ان المقارنة بين اغاني الناصرية الملتزمة بالثورة، واغاني الشيخ امام التي روج لها الشيوعيين بتقديس مماثل لمؤمنين في حضرة ايقونة لاحد قديسيهم، فان توظيف فنانين كبار وجيدين في العهد الناصري جعل هذا الانتاج الملتزم من الاغاني اكثر قيمة، مقارنة بالمظهر البوهيمي لبعض فناني اليسار، الذين خدمتهم القضية اكثر من ابداعهم.

ومغني مثل الشيخ امام في صوته الكثير من النشاز، لكن ظهوره بصورة زهدية والالحاح على موضوع النضال جعله احد الايقونات العاطفية لليسار.

مارسيل خليفة، يظهر ايضا بتسريحة شعره الملوية؛ مظهر البساطة الملتصق بشخصية المناضل، بنطلون وقميص لا يوحي باي اناقة، او ترف الفنانين الجماهيريين، وجود الشال الفلسطيني كعلامة التزام بقضية محورية لدى العرب؛ فلسطين.

وحضور المبادئ الملتزمة بقضايا مجتمع او امة، لا يجعل الفن اصيلا او مبدعا. لكن الكذبات تخلقها الكثير من الادعاءات. وما ظل اليسار يكرسه لنا؛ مارسيل فنانا كبيرا رغم انوفنا.

وفي ذروة حضور اليسار كان التقليل من قيمة مارسيل الفنية، بمثابة هرطقة او خيانة لكثير من المبادئ. لكني على الاقل، سأستمع لاغنية هابطة فيها ايقاع راقص افضل من الاستماع لاغنية ملتزمة لا قيمة فنية لها، وفي نفس الوقت لا تمنحنا بعض الرقص.

*من حائط الكاتب على فيس بك 

التعليقات