شفافية المفلحي
السبت, 05 أغسطس, 2017 - 08:32 مساءً

استمعت كغيري من اليمنيين إلى خطاب محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي ، الذي تجلى بشكل مغاير في مضمونه وخارج التصنيف المعتاد لخطابات رجال السلطة الروتيني والممل.

ظهر المفلحي المحافظ الحالي لمحافظة عدن والذي واجه الكثير من الصعوبات والعراقيل في دخوله المحافظة،ظهر في خطابه اليوم شفافاً وصريحاً واضحاَ، طالب الإمارات صاحبة السيطرة الفعلية على المحافظات الجنوبية بالتوقف عن ممارسة أعمال تعمق الانقسام الداخلي بين مكونات الشرعية.

لم يعتاد اليمنييون على سماع مثل هذه المصارحة من قبل المسئولين، حيث كان التزلف والنفاق والمجاملة سمات طبعت جميع وزراء حكومة الشرعية.

في تصوري أن هذه الشفافية التي اتسم بها خطاب المفلحي اليوم هي نقطة البداية لكسب الرهان والعمل بضمير وطني خالص، ضداً على سلفه السابق عيدروس الزبيدي الرجل الأول للإمارات في المحافظات الجنوبية.

أمام المفلحي مراحل من العمل لتعزيز خطابه الصريح، بدءاً من تحسين الخدمات في المحافظة وتفعيل مشاريع التنمية والإمساك بالقرار الامني والعسكري لبسط الأمن ونفوذ الدولة في العاصمة المؤقتة للبلاد، دون تضارب القرارت الصادرة عن أكثر من طرف مليشاوي، 

طالب الامارات أيضا بالتعامل مع الشرعية كشركاء وليس أتباع عليهم تنفيذ أجندات دولة أجنبية دون مناقشة أو اعتراض كما تفعل المكونات العسكرية اليمنية التي اسستها الإمارات في بعض المحافظات الجنوبية.

خطاب المفلحي هذا لقي ترحيبا واسعاً في الأوساط الشعبية ومعظم المكونات الوطنية،فالوطن في مثل هذه المراحل المفصلية أحوج مايكون لوجود رجل دولة وطني يسعى نحو الإستقرار والتنمية.

نقاط هامة أوردها المفلحي في خطابه تستحق الوقوف عندها ومحاسبة كل من فرط وتهاون في العمل بمسئولية وأمانه من المسئولين السابقين في عدن.

يستحق عبدالعزيز المفلحي المساندة من جميع مكونات الشرعية ، لوضع حد للمعاناة التي شهدتها عدن منذ تحريرها من الانقلابيين قبل أكثر من عامين.

لا ريب في أن المفلحي يعمل في بئية غاية في الصعوبة وسيواجه الكثير من المعوقات في عملة على رأس هرم السلطة التنفيذية في عدن، فمن يمسك بتلابيب الأجهزة الأمنية ومن لديه المعسكرات المجهزة بأحدث العتاد العسكري هي دولة أجنبية ، بسطت سيطرتها بحجة وجودها في التحالف العربي المساند للشرعية اليمنية.

هذه الدولة لا يحلو لها أن ترى مسئولاً يمنياَ في الحكومة الشرعية يعمل وفقا مقتضيات وطنية يمنية خالصة، فالشواهد كثيرة على وقوفها حجرة عثرة أمام بسط نفوذ الدولة في المحافظات المحررة، كما أنها تصرفت بطريقة رعناء لتنفيذ أجندتها الخاصة دون أي اكتراث للهدف الأسمى الذي تدخلت به دول التحالف في البلاد عسكرياً وهو إستعادة الشرعية ومؤسسات الدولة من مليشيا الحوثي وصالح.      

التعليقات