اتحدوا يا حكام الخليج العربي قبل أن تذهب ريحكم
الثلاثاء, 10 أكتوبر, 2017 - 12:05 مساءً

كلمة صادقة مخلصة أكتبها لقادتنا الميامين في الخليج العربي، أدعوهم فيها إلى نبذ الخلافات فيما بينهم، وأن يوحدوا صفوفهم وكلمتهم ويكبروا فوق الصغائر ويجعلون همهم أمن الخليج ووحدته واستقراره ورفاهة هذا الشعب العربي في الخليج الذي عانى وما برح يعاني من خلافات قياداتهم السياسية على أمور لا ترقى إلى درجة الاختلاف، كما يعاني أهل الخليج من ثلة من المشتغلين بالقلم الذين يؤججون الصراع بين قادتنا الميامين ليتكسّبوا من وراء تلك الاختلافات مالا أو استرضاء أو تقربا.

(2)

جهود خليجية مضنية، وأموال طائلة تهدر على المنتفعين في الساحة الأوروبية تقوم بها بعض الحكومات الخليجية ليشوه بعضهم بعضا في تلك الساحات. تقارير سياسية وأمنية تحتوي على معلومات لا صلة لها بالواقع تقدم لأجهزة أمنية غربية وشرقية بهدف النيل من هذه الدولة الخليجية أو تلك. والحق أن تلك المستندات سوف تستخدم من قبل تلك الدول الغربية والشرقية والأمريكية ضدنا في الخليج في قادم الأيام. أمامنا جميعا قانون "جاستا" الشهير سوف يستدعى في القريب العاجل وقد اكتملت معلومات صدقا أو كذبا تشهد على وقائع حال "غزوة نيويورك"، ومعظم دول مجلس التعاون سوف تتضرر من ذلك القانون ما لم نعد جميعا كتلة واحدة يشد بعضنا أزر بعض ونوحد مواقفنا وكلمتنا، كما نؤسس مكتب محاماة واحدا لدول مجلس التعاون من أجل الدفاع عن مصالحنا مجتمعين في الشرق والغرب معا.

أموال خليجية بآلاف الملايين صرفت وتصرف على مكاتب العلاقات العامة في أمريكا وأوروبا من أجل النيل من بعضنا البعض!! لو صرفت تلك الأموال من أجل قضايانا القومية الوطنية والدفاع عن حقوقنا العربية والإسلامية لحققنا إنجازات عظيمة في تلك الميادين، ولو صرفت في الداخل لحققت نهضة عمرانية واقتصادية وتنمية شاملة، لكن مع الأسف ذهبت أموال الإنسان العربي هدرا بلا عائد.

يقول أمريكي من أصل عربي مطلع وعلى مستوى عال من المعرفة والاتصال بالمجتمع الأمريكي، إن كثيرا من الصحفيين والشخصيات الأمريكية التي كانت تشغل مراكز قيادية في الإدارات الأمريكية المختلفة وخرجوا، ووظفوا من أجل التعبير عن سياسات تلك الدول الخليجية المتطاحنة مقابل أجور عالية التكلفة، إنهم يتندرون في أنديتهم وفي مراكز أبحاثهم على ذلك النزيف المالي الذي لا سابقة له في الساحة الأمريكية.

(3)

في حومة الخلافات الخليجية الخليجية، استدعيت القبيلة، وجاءت الحمية الجاهلية، حشود قبلية أكثر من مائة ألف كما قيل في وسائل الإعلام لا سابقة لها في العصر الحديث، تهديدا ووعيدا لدولة خليجية شريكة في الحاضر والمصير، إنه استعراض قوة قبلية بشرية، وفات على أولئك الذين رتبوا تلك الحشود أنها قد تعود بأثر سلبي على المجتمعات الخليجية عامة.

يقولون: إنهم يريدون بناء دولة علمانية في ساحة الخليج العربي ولكني أثبت القول بأن العلمانية لا تتوافق مع النعرة القبلية أو الطائفية، العلمانية تشترط حرية التعبير وتنظيم الأحزاب وإجراء انتخابات حرة لنواب الشعب، والمشاركة في صناعة القرارات السياسية.

اليوم، إذ كان تم ذلك الحشد القبلي بمعرفة النظام السياسي فإنه أمر يبعث بالقلق، لأن هذه السابقة ترسي قاعدة أساسية للقبيلة بحقها في التجمع والتظاهر إذا مس النظام السياسي أي فرد من أفراد القبيلة في قادم الأيام، وهنا سيدخل النظام السياسي في دوامة لا نهاية لها. الاستعراض أو إن شئت الحشد القبلي وصيحات الحر بـمن على "ضهور" الخيل وهي تجوب ساحات الحشد والسيوف تبرق من على صهواتها أفعال غير مجدية في عصر الدبابات والطائرات الحربية والصواريخ ولأسلحة الكيماوية..

وإني أدعو من كل قلبي قادة مجلس التعاون الخليجي ألا يزجوا بالقبيلة والطائفة في خلافاتهم، وأن تحل نزاعاتهم طبقا لقواعد القانون والأعراف العربية.

(4)

تظن بعض النخب السياسية الخليجية أن التقرب مع إسرائيل يفتح لهم أبواب الغرب خاصة أمريكا، ويجعل الإدارة الأمريكية طوع طموحاتهم السياسية. إنه والله تفكير خاطئ، وستستغل إسرائيل ذلك التواصل لترسيخ سياستها في المنطقة ولن تحقق الدول أو الأنظمة العربية أي اختراق في السياسة الأمريكة لصالح أي طرف منهم. لقد سلكت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات ذلك السلوك وأعلنت اعتراف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بالحق التاريخي لليهود في فلسطين بغية استرضاء أمريكا وجعلها تمارس ضغوطا سياسية على إسرائيل من أجل تحقيق بعض مطالب منظمة التحرير ولم تفلح من عام 1993 إلى يومنا هذا.

فهل نعتبر من ذلك الاقتراب غير المجدي؟

آخر القول: نؤكد القول بأن الحشد القبلي والتقرب من إسرائيل وانتشار مكاتب العلاقات العامة في أمريكا وأوروبا بهدف تغيير الرأي العام ضد قطر جهود غير مجدية، والأمر المجدي في ملتي واعتقادي، هو اجتماع قادتنا الميامين وجها لوجه والاعتراف بسيادة بعضهم بعضا في حدود دولهم وحل خلافاتهم بصدور رحبة بعيدا عن الأحقاد والاستماع إلى النميمة السياسية ضد بعضهم البعض.

التعليقات