رحيل عفاش (الإنتفاشة والإنكماش)
الثلاثاء, 05 ديسمبر, 2017 - 06:35 مساءً

ثلاثة أيام فقط هو كل العمر الذي  تسارعت فيه الأحداث في صنعاء  بعد نشوب الخلافات بين طرفي الإنقلاب المتمثل بصالح والحوثي..راقب العالم تطوراته المتسارعة التي خُتمت بمقتل زعيم المؤتمر الشعبي العام عفاش بصورة صادمة خارجة عن كل التوقعات!!

إنتفاشة الرجل في أول خطاب له   جعل البعض يدرك انها الموعد الأخير لإنهاء جماعة الحوثي ومشروعه التدميري لليمن خصوصا بعد أن ظهر سيد الجماعة  مهزوزاً في خطاباته التي تتابعت واحدة تلو الأخرى  
 كما أن تبدل موازين القوى بين الطرفين أثناء الإشتباكات المسلحة بين أنصارهما تجلت كمسرحية هزلية فكيف تُصبح العاصمة جمهورية نهارا لتغدو ملكية في المساء!!

أطلقت دول التحالف ومن بعدها حكومة هادي بيانات التأييد لخطوة الزعيم وسرعان ماتواردت الأنباء عن دعم عسكري وتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين التحالف وأنصار المؤتمر وفتح خطوط التواصل التي ستُسهم في القضاء  على الحوثيين وسيطرة الحرس الجمهوري على أجهزة الدولة وحمايتها كما ان ذلك لاقى ترحيبا من قبل أهالي العاصمة الذين سرعان ماأعلنو الإستجابة للهبة الشعبية التي دعا لها زعيمهم في خطابه لينكمش كل ذلك بمقتل الرجل وحيدا وبطريقة سهلة!!

كيف لزعيم المؤتمر أن لايعي خطورة الجماعات وسعيها للنيل منه ماجعله يبدو غبيا الى الحد الذي لم يُمكنه من أخذ التدابير اللازمة لحمايته وهو الذي لطالما عرفه الجميع بإستخدامه أذكى الطرق والحيل لحمايته الشخصية طوال فتره حكمه ومابعدها،

 وهنا لايستبعد أن يكون وراء مقتل الرجل دول أخرى لتمرير مشاريعها من خلال تصديره كرجل وطني أدرك غلطته في التحالف مع جماعة الحوثي مستثيرين  بذلك العاطفة التي عرف بها الشعب اليمني ليتمكنو من خلال هذا الرحيل تنفيذ  خطوة أخرى يتم من خلالها إبراز نجل المخلوع صالح المُقيم في دولة الإمارات وتلميع نجمه ليتصدر المشهد السياسي ودعمه عسكريا للقضاء على تلك الجماعات وتوليه زمام الحكم لاحقا...

أيعقل ان فتح بوابة للتواصل مع أنصار المؤتمر من قبل التحالف وتشكيل غرفة العمليات المشتركة بينهما جعلت الزعيم صالح يخرج دون تنسيق وبسيارته المدرعة امام طرف المليشيات التي استعدت بأطقمهاالعسكرية لتنفيذ كمين محكم وقتله ..

هل عجزت دول التحالف عن تأمين خروج الرجل ولو باإسناد جوي وكيف تم تسريب معلومات خروجه للحوثيين حتى ينجحوا في قتل الرجل ...

منعطف خطير تُمر به البلاد إزاء هذه الاحداث التي أنكمشت بمقتل صالح  سريعا كما كانت الإنتفاشة.

التعليقات