إلى سيادة الرئيس
الأحد, 24 ديسمبر, 2017 - 11:18 مساءً

سيادة الرئيس: ليس من حقكَ أن تغفرَ للمجرمين ولا للمشاركين في الجريمة..!
 
تقبلوهم كمواطنين ولا تمنحوهم شيك براءة من جرائمهم، لا تُذِلوهم ولا تنصبوا لهم كراسي فخيمة، لا تسيئوا معاملتهم ولا تهبوهم امتيازات خاصة، الحديث هنا عن القيادات المؤتمرية الهاربة من بطشِ الحوثي، على الدولة أن تفتحَ حضنها لهم كمواطنين؛ لكن ليس من حقها أن تغفر لأحد..
 
التسامح المبالغ فيه إزاء المشاركين بالجريمة لا تقل فداحة عن الجريمة ذاتها، والاحتفاء الزائد بهم مؤشراً خطيراً على رخاوة فكرة العدالة في مستقبل الدولة التي ننشدها، وأكثر خطراً من هذا هو شعور الهاربين بعدم وجود فارق أخلاقي بين ما كانوا عليه وبين موقفهم الجديد..!
 
معركتنا أخلاقية بالمقام الأول، وحين نذيب الفاصل الأخلاقي بسهولة ونعانق بلهفة من كان يحرض على قتلنا_ إلى ما قبل شهر_ فذلك أمر خطير يهز القاعدة الأخلاقية التي نقاتل عليها، ويعكس حالة من السيولة القيمية وعدم وجود ثوابت صارمة في معركتنا، الأمر لا علاقة له بالانتقام ولا بالتسامح، لكنها ضرورة أخلاقية لتأكيد صرامة الصراع، ومحددات المعركة التي نخوضها..!
 
لا تبالغوا في التسامح معهم، ما داموا حتى الآن لا يملكون شجاعة كافية للاعتراف بخطأهم، عليهم أن يقرّوا بورطتهم التأريخية التي وقعوا فيها حين تحالفوا مع عصابة واحتشدوا لقتلنا، هذا ليس طلباً مذلاً، الأمر لا يتعدى كونه ضرورة أخلاقية كي نتمكن من بناء جسور جديدة للعمل معهم..
 
كيف امتلكوا شجاعة التحريض على قتل الشعب، وفقدوا شجاعة الاعتذار عن جريمتهم تلك، أيّهما أكثر شرفاً ونبلاً، أن ترتكب الجريمة أم تعتذر عنها، وأيّهما يستدعي الخجل، فعل الجريمة أم فعل الاعتذار..؟!
 
ستقول لي اللحظة تقتضي تجاوز الأحقاد سأقول لك، نعم، هذا على المستوى الشخصي لكن ما نحن بصدده ليس مشاكل شخصية يمكن تجاوزها فردياً بسهولة؛ بل تلك جرائم قطعية ضد شعب كامل ولا أحد يملك حق المغفرة نيابة عن الأمة، ولا حتى الرئيس يمكنه ذلك، وحده الشعب من يقرر الغفران وذلك ما يمكن إنجازه لاحقاً عبر عملية عدالة انتقالية شاملة ومضمونة وتجاوز جماعي للجرائم؛ مقابل توبة قطعية من طرف المشاركين في الجريمة واعتراف بصنيعهم، ثم جبر لضرر المغبونين وهكذا ندشن بداية جديدة للتأريخ..
 
ما لم يكن ذلك فالأمر لا يتعدى كونه مهزلة جديدة وتعدي خطير على مبدأ العدالة، ثم لا يمكن تأسيس دولة نظيفة بنفس الأيادي المتسخة وداخل شعب مغبون ومجروح في صميم وجوده وكرامته..!

*نقلا من صفحة الكاتب

التعليقات