أطفال اليمن ... من المهد إلى الحرب
الثلاثاء, 26 ديسمبر, 2017 - 09:47 مساءً

لا احد في مأمن باليمن ، فمنذ أن وضعت الحرب اوزارها ، تقاسم أوجاعها الجميع بمن فيهم الأطفال الذين وجدوا انفسهم بين ليلة  وضحاها ، مقاتلون ، ضحايا ، جائعون، كيف لا وهي الكلمة المشمولة بالحرمان ، الجارة ما ورائها الى ويلات حتمية ، فما بين القتل والمعاناة  والجوع ، يجد الطفل اليمني  نفسه تائها، منسيا ، تتقاذفه الهموم ، لا متسع للفرح ، ولا متكئ يذود عنه وجع تلك السنون.

الأطفال هم وقود الحرب ، لا حقيقة أخرى ، كتلة باذخة الطهر ،انتهكت الحرب قدسيتها ، واضفت عليها مساوئ لا تنتهي.

من المهد الى الحرب ، فصول ضائعة ،خطوات منسية ، عالم من القصيد ،  تداعى باحثا عن بقايا قصيدة  تلملم ذاك الشتات.

الوقوف على ناصية  الوجع ، بئس ما يمنى به المرء على امتداد الحياة ، فكيف لمن هم عبق الحياة وريحانها  ان يتحمله.

على وقع الحرب اذا ، تتغير الموازين ، وتهدأ الحكايا ، الا تلك الموسومة بنهايات مفزعة ، لا شيء  سوى الخوف يتصدر المشهد ، لكأن الزمن توقف عند ذلك الفصل الخبيث ، وانحدر في هاوية  سحيقة ، ولكأن الأرض أنتشت بما عليها ، ولم تعد تأبى  بكل ذلك القبح.

تحت أصوات البيادق ، وجوة تتشح السواد ،وعيون ترقب لحظة الخلاص، وقلوب تنبئ  باحتضار الحلم على أطراف الطريق.

هي دعوة لكل ذي ضمير حي ، وقلب حي ، هي حاجة إلى منقذ يعيد تلك  الروح إلى مراسيم العيش  قبل فوات الوقت .

التعليقات