عدن تحترق قلباً وروح
الخميس, 15 فبراير, 2018 - 10:02 صباحاً

ظاهرة متكررة بعنف لما حدث في المناطق الجنوبية إبان تولي الحزب الاشتراكي لحكم الجنوب في ستينات وسبعينات القرن الماضي، استهدفوا علماء الدين والدعاة وأئمة المساجد والشخصيات الاعتبارية والاقتصادية في المجتمع حتى تعوى المجتمع من كل جميل.

ما الذي يجري في شعبٍ ومجتمعٍ يقتل علماؤه ودعاته وأئمة مساجده ويغتالون عياناً بياناً وعلى مرأى ومسمع من الجميع اليوم؟

من المجرم؟ بالطبع ليس اسرائيلي ولا أمريكي ولا روسي ولا دحباشي ولا حوثي بل المجرمين وأيادي الاثم من نفس المجتمع والأهل والجيران!!

استهدفوا رجُل الدين السلفي والاصلاحي والمستقل، والمقاوم الجسور والوطني الشريف، المستهدف إذن ليس شخوص بل هي الروح الدين والمجتمع وقلبه النابض ودمه المستعر الغيور، عملية إفراغ للمجتمع من كل عقوله ومفكريه.

كنا نعتقد أنها ستكون منطلقاً للثوار والمقاتلين بعد تحريرها من رجس الحوثيين وجهالة عفاش وستدفع بالمقاتلين من الضالع وردفان ويافع وأبين وشبوة لتحرير صنعاء كما فعلت وفعلوا قبيل ثورة 26 من سبتمبر حيث كان لهم اليد الطولى والإسهام الكبير في اسقاط نظام الإمامة والكهنوت.

ما هو موقف الحكومة والتحالف والمجلس الانتقالي والمنظمات الانسانية والجماهيرية والمتفرجين من أبناء الجنوب مما يجري في الجنوب ومدينة عدن تحديداً؟

 الرئيس هادي والرئيس "الزبيدي"! والرئيس بن دغر كلهم رؤساء ووزير الداخلية والحزام الأمني والألوية الرئاسية جميعهم جنوووووووبيييين! ما السر إذن؟ أين يكمن الوجع؟

 أهي الامارات؟! أتريد أن تكون عدن مجرد حانة للسكر ومراقص للدعارة وشعب بلا دين وهوية وراقصين باليه فقط بعد أن كانت عدن الرئة الواسعة والمتنفس الكبير لكل اليمنيين وحاضرة الجزيرة العربية فناً وأدباً وثورة وتجارةً واقتصاد وأنتم تنظرون؟

 تباً لكم أيها الحمقى ماذا سيكتب عنكم التاريخ وماذا ستتركون لأبنائكم كي يتحدثون عنكم، حتى الناشطين والكتاب الجنوبيين في كل المواقع الصحفية والاخبارية شغلهم الشاغل سوالف ومقالات إما قدح في حق هذا أو تطبيل لذاك بعيداً عن الواقع العدني المأساوي الحزين! سُملت أعينهم وصُمت آذانهم لا أرى لا أسمع لا أتكلم عما يجري في عدن.

 تيه مستحكم للكتاب والمطبلين والعازفين على نغم المآسي والظلم والحرمان للجنوب وللقضية الجنوبية والاستقلال وتقرير المصير، وكأن الذي يجري في بورما أو ميانمار أو في أدغال أفريقيا وليس في عدن، أهناك بعد ظلم الناس وقتل دعاتهم وأئمة مساجدهم ظلم وقبحُ وجور؟
 
من المحتل يا دعاة الاستقلال وتقرير المصير؟ اخرجوا على جماهيركم وامسحوا ما علق بوجوهكم من صدى وتراب علها تعرق وتستحي، خاطبوا المرهقين جراء الحرب من النساء والأطفال والشباب والشيوخ، فسروا لهم حقيقة ما يجري وحقيقة المواكب الفارهة والصرفيات الباذخة من أين ومن تخدم؟ اصدقوا مع جماهيركم ولو لمرةٍ واحدة ، منذ الاستقلال والصراع دائر والدماء تسيل والتيه والقتل عندهم منهجاً وسبيل.

قفوا مع وطنكم وشعبكم في تحرير اليمن وصنعاء من الجرثومة السلالية وأذناب الفرس وإيران بعدها لكلٍ حادث حديث عن شكل الدولة ونظام الحكم شمالاً وجنوب.

التعليقات