مجزرة الكرامة النقطة الفاصلة
السبت, 17 مارس, 2018 - 10:11 مساءً

خرج شباب الثورة إلى ساحات الاعتصام وكانت الأيام الأولى ماقبل الثامن عشر من مارس مرحلة مخاض كان الجميع في تساءل  وتحليل حول الخيارات والأسباب التي ستنقل الثورة إلى مرحلة الفعل والتأييد الداخلي والخارجي، متجاهلين أن السبب الوحيد هو ذلك الشباب الثائر نفسه أقصد ((الشهيد)) فكان كل حدث وتعدٍ يطال الشباب يمثل نقلة نوعية للثورة ، وكانت أهم نقطة تحول هي مجزرة جمعة الكرامة التي كانت من أكبر المجازر التي ارتكبها النظام في حق الشباب ، كان يظن علي صالح أن قتله للشباب سيفشل الثورة وفي المقابل كان الشباب يعتقدون أن الدماء هي الفتيل المشعل للثورة حتى أن الشباب كانو يرددون في المسيرات (كلما زدنا شهيد اهتز عرشك ياعلي) وهذه كانت أغرب معادلة عكسية ، لقد كان حدث جمعة الكرامة حدث عظيم في التاريخ الثوري ، فمجرد أن نقلت وسائل الإعلام أخبار المجزرة , هنا تحركت الضمائر الحية في اليمن وتأثر الناس بهذا الفعل الذي دل على حماقة النظام وإجرامه وأدركوا مسألتين مختلفتين:
 
الأولى: أن هؤلاء الشباب أصحاب هدف لن يتخلوا عنه.
 
الثانية: أن هذا النظام دموي يجب أن يُتَخلَّى عنه. فتوالت حينها الاستقالات عن النظام والانضمام إلى صف الثورة ، فكانت الكرامة مرحلة فاصلة في المعارك بين النظام والثورة, حيث اتجهت الثورة إلى مرحلة التأييد والقوة ، وأصبح النظام يتساقط كأوراق الخريف.
 
بسبب جمعة الكرامة ، تخلى عنه أقرب الناس إليه ، لقد كان انضمام القوة الرباعية (العسكرية، السياسية، القبلية، الدينية)صاعقة بالنسبة لعلي صالح ونظامه، ونقطة تحول لصالح الثورة ، بعد المجزرة زار الناس الساحة والمستشفى الميداني فشاهدوا الشهداء بالعشرات والجرحى بالمئات فبادر الناس إلى دعم الثورة والشباب، بل كان هناك قبل المجزرة من لا يؤمن أن هذا النظام دموي، ولكن في الكرامة كشف صالح عن وجهه القبيح الدموي فأدرك الجميع إجرام هذا النظام وأنه يجب إزالته، توسعت الساحة ، كثرة الخيام والائتلافات، وكسبت الثورة الدعم المحلي والإقليمي والدولي ، أدرك الجميع أنها ثورة ولا يمكن أن ترجع إلى الوراء.
 
لذلك تدخل مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والبيت الأبيض وكل المحركات الخارجية ، حينها أدرك صالح أنه تورط وأراد التخلص من تبعات هذه الجريمة فسارع باتهام أصحاب الحارة ، وأعلن عن لجنة تحقيق ، وأعلن الحداد ، بل من قوة درة الفعل  اقتنع صالح حينها بترك السلطة والخروج من اليمن شريطة خروج بعض الشخصيات الوطنية معه.
 

التعليقات