استقلال الشعوب العربية
الجمعة, 23 مارس, 2018 - 11:17 مساءً

لقد حصلت الشعوب العربية التي كانت تحت طائلة الاستعمار الاجنبي لها على التحرير و الاستقلال الشكلي بطرد جيش وقوة المستعمر لكن مضمون الاستعمار بقي مستمراً في هيئة الانظمة التي اتت بعد ثورات الاستقلال فمضمون او هدف الاحتلال/الاستعمار الاجنبي بقي في جميع الدول العربية بصورة خفية وملمس ناعم ومسميات حديثة وصور جديدة تختلف عن الاسلوب الاستعماري السابق !!
 
ان الدول العربية لم تتحرر بعد من الاستعمار الاجنبي الخارجي منذُ ستينات  القرن الماضي رغم اندلاع ثورات ومقامة للاحتلال الاجنبي انذاك وتم طر المستعمر الخارجي لكن احرار وقيادات الثورات العربية في منتصف القرن الماضي  لم يأخذوا في الحسبان ان خروج المستعمر مهزوم مدحور ذليل خاضع لارادة الشعوب ليس إلا  نهاية مرحلة وبداية مرحلة اخرى تتطلب منهم مواصلة الجهاد واليقضة والحذر الشديد من غدر واساليب الصليبيين الناعمه !!
 
لقد نجحت الشعوب العربية من تحرير اوطناها من المستعمر الاجتبي لكنها فشلت في حمايتها من غدر والتفاف المستمعمر الخارجي وعودته للبلدان التي نالت استقلالها عبر ابناء جلدتهم ممن تربوا وترعرعوا واكلوا وشربوا من خيرات هذه الاوطان لكن لم يتعلموا الوفاء والاخلاص والولاء لها فقد أتى بهم المستعمر كأدوات خفية تعمل لصالحه ومشاريعه سراً فيما في العلن يتحدثون عن الاوطان وخدمة الشعوب التواقة للتقدم والازهار !!
 
وامام تلك التحديات التي اغلف عنها قيادات ثورات الاستقلال العربية من الاستعمار الاجنبي فكانت فكرة زراعة الطغاة بدل الاستعمار اكبر هدف لـِ دول الاستكبار العالمي وهو ما حدث فعلاً فقد كانت الانظمة التي أتت بعد الاستقلال العربي وطرد المستمر الاجنبي من بلدانهم انطمة دكتاتورية قمعية لها من السلبيات ما يغطي على ايجابيتها وصنعة من الرؤؤساء استعماراً اخز ومن افعالهم قيود استعمارية لا تقل عن افعال المستعمر نفسه !!
 
أتت الانظمة عقب ثورات الشعوب لطرد الاستعمار الخارجي ونيل استقلال بلدانهم من المستعمر الغازي الاجنبي ليتمكنوا من بناء نهظة وتقدم وازدهار والحصول على كامل الاستقلالية في الارادة والقرار والسيادة والسياسة لكن  لم يحدث من ذلك القبيل شيئاً بسبب رؤؤساء الانظمة العربية التي زرعتها قوى الاستكبار العالمي عقب ثورات التحرير العربية ونيل بلدانهم الاستقلال الشكلي من الاستعمار الاجنبي لكن بقي مضمون الاستعمار مزروع في رؤؤساء الانظمة الجديدة التي اعقبت ثورات الاستقلال !!
 
حتى اليوم مازال مضمون الاستعمار الاجنبي للبلدان العربية  مستمراً متجسداً في الحكام للشعوب العربية والذين لايقلون في قمعهم ودكتاتوريتهم وحقدهم على الاسلام الحقيقي الذي يسري على نهج رسول الله صل الله عليه وسلم وعصر صحابته الاخيار. رضوان الله عليهم !!
 
لقد اصبح الاستعمار الاجنبي للعالم العربي ليس كالسابق احتلال بقوة الجيوش لكن استعمار ناعم الملمس خبيث المضمون والمغزى به استطاعة دول الاستكبار العالمي من تحقيق اهدافها عبر انظمة الحكم منذُ عقب ثورات الاستقلال لطرد المستعمر الخارجي بل ان الحكام قدموا للغرب خدمات جليلة لم يقومون بها  لايمكنهم القيام بها ان كانوا متواجدون في الاراضي العربية بل لكانت اشعلت الغضب العربي وثارت ضدهم الشعوب قاطبة دونما خوف او تردد !!
 
ان الحكام الحاليون للشعوب العربيةتركوا اصلهم العربي وحضارتهم وعمقهم التاريخي  وتخلوا عن عزهم ومصدر قوتهم وشجاعتهم الحقيقي المتمثل في الدين الاسلامي الحنيف وعدالته وسماحته وفق نهج سيد المرسلين عليه افضل الصلوات واتم وازكى التسليم وذهبوا لملاحقة التقدم الحضاري الغربي وفق معايير واسس تختلف كلياً عن مبادئ وقيم وتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف !!
 
كما ان الشعوب لم تنل الاستقلال التام الذي حلم به الاجداد ولا تحققت الاهداف والمبادئ والأمال التي رسموها انذا? بل ان ما في الامر ان الاستعمار الشكلي زال وبقي مضمون الاستعمار مستمراً عبر الانظمة الحالية وفق ارادات وخطط وبرامج واستراتيجية المستعمر  الاجنبي تنفذ حرفياً عبر هذه الانظمة الحالية الحامل والوكيل الحصري لاهداف  واستراتيجيات المستعمر والمنفذ لها على ارض الواقع رغم معانات الشعوب والاوضاع المتهالكة والمخيبة للأمل والتي لا تلبي طموح وتطلعات الشعوب !!
 

التعليقات