يوم الأرض والمواقف العربية
الثلاثاء, 03 أبريل, 2018 - 08:15 مساءً

اعتقدت أن الإعلان عن " يوم الأرض " لفلسطين، سيدفع بالأنظمة العربية لمناصرة المسيرات السلمية ضد العدو الإسرائيلي ولو بالكلمة. اعتقدت أن تلك الدول التي تحاصر قطر منذ عشرة أشهر المندفعة بلا تحفظ نحو احضان قادة الصهيونية العالمية سواء كان ذلك في اسرائيل او الولايات المتحدة الامريكية او بريطانيا او فرنسا انها ستؤيد المسيرات السلمية التي يقوم بها أهلنا في غزة احتجاجا على حصار غزة واحتلال الارض و"الثروة" الفلسطينية حتى في اعماق البحار ناهيك عن استنزاف مياه قطاع غزة والضفة الغربية الفلسطينية. اعتقدت انهم سيدينون العنف المسلح الذي يمارسه جيش العدو الاسرائيلي ضد مسيرات سلمية وقتل اكثر من 20 فلسطينيا، لكونهم تظاهروا امام الشريط الحدودي مع غزة.
 
كنت اتوقع ان يصدر من دول حصار قطر بيان يشجب العدوان على المدنيين العزل في قطاع غزة، كما كنت اتوقع ان يستغلوا صداقتهم ورشاويهم التي قدمت للكثير من رموز الادارة الامريكية وفي مقدمتهم السيد كوشنير زوج فينكا بنت الرئيس الامريكي ترامب وان يناشدوا الرئيس الامريكي وادارته بردع اسرائيل عن تلك الممارسة اللا انسانية ضد الشعب الفلسطيني. لكن مع الاسف فشلت كل توقعاتي ولم يحركوا ساكنا لمناصرة الشعب الفلسطيني.
 
(2)
 
يعتقد بعض حكام مجلس التعاون الخليجي الجدد ان الصمت على جرائم اسرائيل ضد اهل فلسطين، يقربهم الى احضان الادارة الامريكية وانها ستسخر كل قواها لحمايتهم من شعوبهم ومحيطهم وبقاء أنظمتهم الى يوم الحشر، إنهم لم يقرأوا التاريخ وإذا قرأوه لن يتعظوا، ألم يشهدوا نهاية شاه ايران عميلهم الذي كان الاولى بالرعاية في منطقة الشرق الاوسط والخليج خاصة، حتى انهم لم يستطيعوا ادخاله الى المستشفى في مدينة "نيويور" لتلقي العلاج مما حل به بعد ازاحته عن عرش الطاووس في طهران؟ ألم يقرأوا ما حل بعميلهم ماركوس في الفلبين، وما حل بأنور السادات. ان التاريخ كله عبر فهل من معتبر؟
 
تقول كل التقارير المشتغلة بقضايا الشرق الاوسط والعالم العربي على وجه التحديد إن الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهد السعودية، ذهب الى الغرب وامريكا بالتحديد ليستمد الاعتراف به وبسلطانه على الشعب العربي عامة والسعودي خاصة، وتؤكد التقارير ان الذي يرسم الخطط والبرامج التي تعينه على ذلك هو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، فالاخير هو الذي زين ورتب للأمير بن سلمان ومهد له الطريق لكي يصعد الى هرم السلطة السياسية في الدولة السعودية وهو الذي دفع به ليكون في احضان قادة الكيان الصهيوني الذين سيمكنونه من السلطة في المملكة والاقتراب من البيت الابيض في واشنطن.
 
الرأي عندي في هذه المسألة، ان عمر الدولة السعودية قارب المائة عام، ولديهم من الخبرات والمهارات ما يمكنهم من تحقيق اهدافهم واهمها استمرار بقاء النظام الحاكم وتداول السلطة بين ابناء المؤسس عبد العزيز آل سعود واحفاده. والسؤال أليس بمقدور الأمير محمد بن سلمان الاعتماد على الأمير بندر آل سعود صاحب الخبرة والمعرفة بواشنطن وكذلك الأمير تركي الفيصل مدير المخابرات والسفير في واشنطن سابقا، والحق اقول اذا صدقت تلك الاخبار القائلة بانقياد الأمير محمد بن سلمان للشيخ محمد بن زايد فتلك كارثة سياسية لا محالة ستحل بالمملكة السعودية.
 
(3)
 
لتتسع صدور اخواننا في المملكة السعودية للرأي الصادق والناصح الأمين من وراء الحدود بالقول: ان المسألة الفلسطينية هي حجر الزاوية لاستقرار الشرق الاوسط كاملا واطالة عمر الانظمة القائمة، وان اللعب بحسن نية أو سوء نية في هذه المسألة هو امر في غاية الخطورة على الدولة او مجموعة الدول التي تعمل على تنفيذ ما يسمى ب " صفقة القرن " او القبول بان تكون القدس عاصمة اسرائيل. ان مكر اليهود معروف في التاريخ واذكر بقول بن جامين فرانكلن احد ابطال تحرير امريكا من الاستعمار البريطاني يقول مخاطبا المجلس التأسيسي عام 1789 م: " ايها السادة لا تظنوا بان امريكا نجت من الاخطار بمجرد الاستقلال. فهي ما زالت مهددة بخطر جسيم لا يقل خطورة عن الاستعمار وهذا الخطر سوف يأتينا من جراء تكاثر عدد اليهود في بلادنا. انهم بمجرد تمركزهم في اي بلاد يعمدون الى القضاء على تقاليد ومعتقدات اهلها وقتل معنويات شبابها بفضل سموم الاباحية اللااخلاقية انهم اسرع الى استنباط الحيل لمنافسة مواطنينا والسيطرة على البلاد اقتصاديا وماليا.
 
اننى اناشدكم بان تسارعوا الى طرد هذه الطغمة الفاجرة من البلاد قبل فوات الاوان " وفي هذا المقام هل ما برح قادة دول الحصار الساعين للاستعانة باليهود لتمكينهم من فرض سلطانهم على الشعوب العربية والحاق الاضرار بدولة شقيقة هي قطر شريكة لهم في الحاضر بأزماته والمستقبل بطموحاته.
 
اضيف الى ذلك قول المستشرق البريطاني اليهودي الديانة برنارد لوس القائل: "يجب تقسيم منطقة الشرق الاوسط واعادة تشكيلها من جديد ورسم خريطة جديدة للمنطقة تتحول فيها كل قبيلة في الجزيرة العربية الى دولة " هل من معتبر من النخب الحاكمة في السعودية وأبو ظبي؟

(4)

اعود الى " يوم الارض " واقول لم تتحرك دول مجلس التعاون لادانة العنف الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في مسيرته السلمية في غزة، ولم اسمع إلا مواقف قطر حكومة وشعبا في ادانة العدوان الاسرائيلي على المسيرات السلمية وقام طلاب جامعة قطر الحكومية باحياء يوم الأرض تضامنا مع أهل فلسطين.
 
آخر القول: لا تتهاونوا يا حكامنا الميامين في نصرة الشعب الفلسطيني وشد أزره ورفع الحصار عن غزة حتى يسترد حقوقه المشروعة في العودة الى وطنه فلسطين وبناء دولته المستقلة على ترابها الوطني، الى جانب ذلك ارفعوا الحصار عن الشعب القطري وتعالوا نتعاون من اجل نصرة الشعب الفلسطيني بدلا من انشغال بعضنا ضد بعض فالعدو متربص بنا جميعا. فهل أنتم مدركون!.
 
*الشرق القطرية 

التعليقات